أعرب الخبير في شئون الجماعات الإرهابية سعيد عبيد الجمحي عن اعتقاده بأن صمت تنظيم القاعدة إزاء ضحاياها من القادة العسكريين والأمنيين باليمن وعدم تبني التنظيم لعمليات الاغتيالات التي تشهدها البلاد يكشف النقاب عن أن القاعدة تسعى إلى إرباك المشهد اليمني وتعميق حالة الفوضى وخلق مزيد من التوترات والخصومة على الصعيد السياسي. وقال الجمحي في تصريح نقلته صحيفة "أخبار اليوم" اليمنية اليوم الأحد "إن صمت القاعدة حول مسلسل الاغتيالات التي طالت قيادات عسكرية وأمنية لا يعني عدم تبنيها لتلك العمليات" مشيرا إلى أن نشاط القاعدة الإعلامي دائما يأتي ليجسد ويبلور نشاطها الميداني، منوها أن التنظيم سبق له أن أعلن عن حرب العصابات وتكتيك "الكر والفر" في حربه ضد الحكومة اليمنية. وفيما لم يستبعد سعيد عبيد الجمحي براءة القاعدة من هذه الاغتيالات قال إنه في حال كانت القاعدة بريئة منها، فإن ذلك يعني أن هناك طرفا آخر أكثر خطورة من القاعدة. ويرى الجمحي أن إعلان القاعدة عن مكافأة ب"3"آلاف جرام ذهب لمن يقتل السفير الأمريكي جيراليد فايرستاين بأنه محاولة من القاعدة لتجديد نشاطها الفكري بإظهار نفسها بأنها مستمرة في مقاتلة العدو الأكبر "أمريكا وإسرائيل " والذي تستمد من خلاله شرعيتها في القتال وتسعى لكسب شرعية وتعاطف بصورة أكبر وذلك لإدراكها أن التركيز عن العدو المحلي قد يخسرها كثيرا حيث لم تجد لها من يؤيدها في ذلك. وأوضح أن القاعدة ومن خلال بيانها الأخير "جهاد الأمة" يتضح أنها لجأت إلى الجهاد الشعبي حيث اعتبرت المكافأة فتح الباب الجهاد وتشجيعا للأمة في الجهاد حيث تحاول القاعدة الاستفادة من الأحداث وتمييلها لصالحها مشيرا إلى الاحتجاجات المنددة بالفلم المسيء للرسول "محمد صل الله عليه وسلم" حيث تحاول القاعدة إشعار الآخرين أن "الأمة" واقفة بجانبها وتحاول الاستفادة من التحرك الشعبي وإن كان ذلك لا علاقة له بأهداف القاعدة وحربها. وأوضح الجمحي بأن القاعدة تحاول التركيز على الجانب الأمريكي بعد أن رأت أن مشروعها في استهداف العدو المحلي يجري بسلاسة إما على أيدي عناصرها أو على أيدي غيرها ممن يقومون بالإرهاب البديل ويحققون ما هو في صالحها.