أدى أبناء مدينة سيئون صباح أمس الجمعة صلاة عيد الأضحى بمصلى العيد حيث ألقى خطبتي العيد الأستاذ / سالم عبود خندور الذي تطرق فيهما إلى أن الحج ليعلو بنا وبعقولنا لننظر في آفاق واسعة ويعلو بأفكارنا لنرى رحاباَ فسيحة، إننا ننشد الوحدة الإسلامية والرابطة الإيمانية التي جاء الإسلام ليقيمها ويعمّقها ويؤكدها بين المسلمين على اختلاف مكوناتهم. وأشار إلى أن معنى الأخوة والمحبة والائتلاف والاجتماع يتكرر معنا كل يوم في الصلوات الخمس، ويتكرر معنا كل أسبوع في الاجتماع للجمعة، ويتكرر كل سنة في رمضان وفي العيدين وفي الحج، مما يؤكد علينا أن نتعاون وأن نتعالى على كل نزعة أنانية أو وسوسة شيطانية أو عصبية جاهلية أو دعوة مناطقية. وقال خندور: شعيرة الحج وما أدراكم ما الحج ؟ هذه الشعيرة الربانية وهذه العبادة العظيمة التي تتكرر معنا كل عام وتعاودنا كل سنة، وتذكّرنا كلما نسينا، وتُنِبهُنا كلما غفلنا وتوقظ في أنفسنا معاني ربما فترت، وأحاسيس ربما بردت، ومفاهيم ربما نُسيت أو أُنسيت في غمرة الأحداث، وفي مسيرة الأيام، وفي دوَّامة الحياة المتقلَّبة والمتغيّرة. تمر علينا هذا الشعيرة وواقع المسلمين كما ترون وواقعنا كما تعلمون وحالنا كما تعرفون. ونوه بالقول: إنه من المؤسف جداَ ومن المخزي حقّاَ ونحن نعيش هذه المشاعر الإسلامية التي عشناها في رمضان، وعشناها في عيد الفطر المبارك ونعيشها الآن في موسم الحج وعيد الأضحى، أن نكون اليوم بهذا التفرق وهذا التمزق الذي يشهده واقعنا ونعيشه ونلمسه على مستوى الوطن والقرية والحي فليس ذلك من أخلاق الإسلام ولا من تعاليمه، فكل مشكلة ولها حل وكل قضية ولها حل، وإذا أردنا حلا لجميع قضايانا فعلينا أن نقبل بعضنا بعضا ونصبر على بعضنا البعض على ما بيننا من اختلافات، فنحن على ظهر سفينة واحدة فكيف نبحر بها إلى بر الأمان ونكون يداَ واحدة وكلمة واحدة وصوتاَ واحداَ ضدًّ الظلم والظالمين ضدَّ الفساد والفاسدين ضدَّ النهب والناهبين أينما كانوا ومن أي مكان أو بلدِ كانوا. وعن مايعانيه اخواننا في سوريا قال خندور: ونحن في يوم العيد علينا أن نتذكر إخوة لنا في سوريا يمر عليهم العيد وهم يعيشون في وضع أقصى ما يمكن وصفه بأنه مرعب تحت قصف الدبابات وأزيز الطائرات يستشهد منهم كل يوم العشرات، وتغتصب النساء العفيفات الطاهرات، وربنا يطمئننا على حالهم فيقول: (إن مع العسر يسرا) وإن واجبنا أن ننصرهم وندعو الله لهم أن يثبت أقدامهم وينصرهم على عدوهم، وأن ندعمهم بالمال لإيواء المشردين وكفالة الأيتام من أبناء الشهداء وعلاج المرضى. واختتم خطيب مصلى العيد بسيئون بقوله: حريُّ بنا أن نعود إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجميلٌ أن نقف معاً ونتأمل سويَّاَ ونتدبَّر جمعياَ بعض معاني الحج، هذه المعاني التي ينبغي أن نستحضرها في يومنا هذا، وفي كل يوم، هذه المقاصد التي شرع الله من أجلها هذه الشعيرة وفرض علينا هذا الركن العظيم من أركان الإسلام.