الزائر لمدينة الحوطة يعبر عن استغرابه واندهاشه تجاه ما تراه عيناه من مناظر مؤلمة عقب دخوله للمدنية وانتشار القمامة فيها منذ عدة أسابيع.. وتزايدت حدة المخاطر الصحية لدى المواطنين بمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، نتيجة لتراكم القمامة في مختلف شوارع وحارات الحوطة، منذرة بكارثة بيئية محدقة تستدعي سرعة تدخل الجهات المختصة ورفع كافة المخلفات والتي تقدر بمئات الأطنان من القاذورات بسبب إضراب عمال النظافة التابعين للصندوق الذين يطالبون بانتظام صرف مرتباتهم وتثبيتهم في وظائف رسمية حسب قرار مجلس الوزراء . مسئول بيئي حذر من خطورة ما تشهده المدينة الناتج عن تراكم القمامة فيها، مما يؤدي إلى ظهور أمراض وأوبئة يصعب مكافحتها صحياً، محملاً الجهات المختصة مسئولية ذلك . فيما أحد الأكاديميين دعا إلى إعلان مدينة الحوطة مدينة منكوبة، مطالباً المنظمات الدولية والحقوقية بالنزول ومشاهدة ما يحدث في المدينة والمساعدة في نقل المخلفات قبل أن تحل الكارثة، مشيراً إلى أن ما يحدث في صندوق النظافة نوع من العبث بمقدراته يتحمل مسئولياتها كل المسئولين الذين عملوا على إدارته باستثناء عدد قليل منهم . وأرجع أحد المختصين الأسباب، التي أدت لوصول الوضع في مدينة الحوطة إلى ما وصل إليه، إلى عدم وجود الآلية الصحيحة والواضحة في عمل إدارة الصندوق والتي بلغ عدد المتعاقدين فيه حوالي 600 شخص يقدر ما يصرف لهم شهرياً حوالي 13 مليون ريال أغلبهم لا يحتاج الصندوق لهم، إلا أن احد الأسباب التي أدت إلى التعاقد بهذا الكم هو دافع سياسي، عطل عمل الصندوق ومقدراته فيما يعمل من أجله، ناهيك عن أن تدني الإيرادات التي يتم تحصليها شهرياً تسبب تدريجياً في عجزه عن دفع مرتبات المتعاقدين لعدة أشهر مضت. وأضاف المختص أن ناتج ذلك هو ما تشهده الحوطة من تدني مستوى خدمات النظافة ووصولها إلى مرحلة توقف. وقال احد المواطنين إن ما يحدث في مدينة الحوطة شيء لا يجب السكوت عنه ولكن نتفاجأ بأن المواطنين وخاصة بعض الشباب المتعاقدين مع الصندوق والذين لهم مطالب مع السلطة من عمال النظافة هم المسئولون عن ما وصلت إليه المدنية من كارثة بسبب منع الآليات من نقل القمامة ومخلفات البناء، معتبرين ذلك وسيلة ضغط لتنفيذ مطالبهم لدى السلطة، بالإضافة إلى سلبية المواطنين تجاه ما يحدث . صندوق النظافة، حسب رأي العديد من الشخصيات الاجتماعية والأكاديمية، يتطلب إعادة هيكلته بما يتناسب وعمله الذي أنشء من أجله مع مراعاة ووضع حلول مرضية لكافة المتعاقدين مع الصندوق الذين يعتبرون عمالة فائضة في مواقع أخرى، مع متابعة تثبيت عمال النظافة تزامناً مع دعوة كافة المواطنين إلى الوقوف ضد كل من يحاول عرقلة تنفيذ أعمال الخدمات في المدينة وخاصة النظافة والمياه والكهرباء.