في الوقت الذي يسعى المجتمع الدولي للملمة شتات القيادات الجنوبية المتواجدة خارج اليمن وجمعها على طاولة حوار للخروج برؤية وقيادة موحدة.. كي يتم التعامل معها, إلا أن النتائج الأولية تشير إلى أن جهود المجتمع الدولي لم تحرز أي تقدم في إقناع عدد من القيادات للالتقاء على هذه الأسس.. حيث ترى تلك القيادات كل على حدة أنها الأحق بتمثيل الجنوب ولها الأحقية أيضاً في شرعية التحدث باسم الجنوب. أمس, في حين كان مبعوث الأممالمتحدة الخاص باليمن السيد/ جمال بن عمر يلتقي في نيويورك وعدد من أعضاء مجلس الأمن, يلتقون قيادات جنوبية من الصف الثاني, وذلك بغرض حثهم على الضغط على القيادات الجنوبية على الاتفاق على قيادة موحدة وتسميتها أو تشكيل مجلس إنقاذ يضم أهم القيادات.. ذهب حزب رابطة أبناء اليمن "رأي" وأحد الأحزاب الجنوبية السياسية المشاركة في مكونات الحراك الجنوبي, ذهب إلى نفي قد " إرسال مندوبين عنه إلى اجتماع "التحضير للقاء القيادات الجنوبية" في الخارج بالقاهرة، الذي استمر من 14 وحتى 16 من أبريل الحالي، مشيراً إلى أن الحزب كيان في داخل الوطن لا خارجه. واعتبر الحزب - في بلاغ صحفي - المجتمعين ليسو كل القيادات الجنوبية في الخارج بل هم جزء من أطراف وقيادات أخرى في الخارج، منهم مكونات سياسية وحكام ما قبل الاستقلال وشخصيات مستقلة لها مكانتها. وأكد بلاغ الرابطة أن رجل الأعمال الجنوبي/ أبو إبراهيم، طرح رأياً لاجتماع لجنة فنية مكونة من مندوبين عن جماعة البيض وعلي ناصر والعطاس ومندوب عن باعوم، وأنه اقترح أن يرسل الجفري من يمثلونه.. بغرض مناقشة ميثاق أو وثائق. وقال البيان إن الجفري رد عليه بقوله "إننا مع جمع القوى الجنوبية ووحدة الصف الجنوبي دون إقصاء لأحد.. مضيفاً الجفري " لقد اتفقنا في دبي في لقائنا بالأستاذ بنعمر على هذا وصدر بيان ولا نريد أن نقوم بشيء يخالف ما اتفقنا عليه". وأشار البيان إلى أنه لم يتم الاتفاق على أي موعد أو مكان لأي لقاء مطلقاً، مؤكداً أن الحزب لم يقبل بتشكيل لجنة تحضيرية محدودة من اثنين من كل من الأطراف (الرابطة – مؤتمر القاهرة – المجلس الأعلى للحراك). وأكد أن الجفري اعتذر لعلي ناصر عن المجيء إلى القاهرة ليجتمعا وحدهما في التاسع من أبريل الجاري، معللاً بأن وصوله إلى القاهرة قد يُربط بما يُشاع عن اجتماعات قال إنهم ليسو طرفاً فيها، مشيراً إلى أنهم اتفقوا على لقاء في مكان آخر يُحدد في الأيام القادمة. وكشف البيان أن علي ناصر وجه رسالة إلى رئيس وأمين عام الرابطة – رأي – أكد فيها أن لا علاقة له باللجنة الفنية، وقال في الرسالة" إن المندوبين "وحدين وسعدون" لا يمثلانه ولا العطاس، وإنما يمثلان الحراك في الداخل. وأكد على أن حزب الرابطة "رأي" عمل وسيواصل العمل مع الجميع دون استثناء أو تهميش أو إقصاء من أجل التحرير والاستقلال ودولة جنوبية حديثة فيدرالية ديمقراطية لجميع أبنائها. وفي هذا السياق اعتبر مراقبون سياسيون نفي حزب الرابطة وكل ما جاء في ذلك البلاغ الصحفي الذي صدر باسم مصدر مسؤول في الرابطة, يكشف حجم الخلاف الحاصل بين القيادات الجنوبية الموجودة في الخارج من جهة, عوضاً عن كونه يمكن أن يكون مقدمة لتعثر لقاء القاهرة الذي تعسى عدد من القيادات الجنوبية وفي مقدمتهم الرئيس الأسبق علي ناصر والمهندس حيدر أبو بكر العطاس والقيادي حسن باعوم لعقد هذا اللقاء وذلك بهدف توحيد القيادات الجنوبية والخروج برؤية يمكن أن يتعامل ويناقشها المحيط الإقليمي والدولي توضح مواقف القيادات الجنوبية في القضايا التي تعيشها اليمن بشكل عام والجنوب بشكل خاص. وعلى صعيد متصل أكد العميد/ عبدالله الناخبي - أحد القيادات في الحراك الجنوبي المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني - أكد أن مؤتمر الحوار الوطني هو المعني بمناقشة حلول القضية الجنوبية وذلك من خلال اللجنة الخاصة بالقضية الجنوبية المشكلة من مؤتمر الحوار الوطني.. مشيراً إلى أن الفرصة ستظل مفتوحة أمام كل اليمنيين للمشاركة في الحوار الوطني, والاسهام في إيجاد حل للقضية الجنوبية بشكل خاص ومشاكل اليمن بشكل عام. وأوضح الناخبي وهو أمين عام مجلس الحراك السابق – بأنه لاتوجد أي إمكانية لبحث القضية الجنوبية أو أي قضية يمنية في دولة أجنبية, خاصة إذا كان المتحاورين يريدون إيجاد حلول واقعية لقضايا اليمن وفي مقدمتها القضية الجنوبية. وقال الناخبي - في تصريح ل "أخبار اليوم" - اليمنيون في هذه المرحلة من مراحل النضال قد حسموا أمرهم في النظر للقضايا الوطني وحلها بصورة جماعية وأكدوا أن حل قضايا اليمن والقضية الجنوبية ليس مرهوناً بشخص أو جماعة بعينها, وعلى الأشخاص الذين يراهنون على غير مؤتمر الحوار الوطني أن يسارعوا في التقاط الفرصة التاريخية بالمشاركة فيه والالتحام مع الشعب من خلال مؤتمر الحوار الوطني..