صادف يوم أمس 6رمضان الذكرى الرابعة لاعتقال الصحفي/عبد الإله حيدر شائع من طرف قوة أمنية داهمت منزله في العاصمة في 16/أغسطس2010م، حيث اقتيد إلى أحد مراكز الاعتقال السرية التابعة لجهاز المخابرات اليمنية وذلك على خلفية فضيحة جرائم قتل عشرات المدنيين الأبرياء في اليمن في قصف أميركي لطائرات بدون طيار. ورغم صدور قرار عفو رئاسي عن الصحفي شائع في عهد الرئيس السابق/علي عبدالله صالح الذي أطيح بنظام حكمه في ثورة شعبية عام2011م، إلا أن التدخل الأميركي في البلاد أوقف تنفيذ العفو، ليبقى شائع رهن الاعتقال. وفي هذا السياق تحدث الناشط الحقوقي المحامي/عبدالرحمن برمان، مشيراً إلى أن الموقف الأميركي من قضية الصحفي شائع أصبح محرجاً جداً نتيجة للتدخل الأميركي في شؤون بلد آخر ولاعتقال صحفي أجرى تحقيقاً صحفياً تناول الانتهاكات الأميركية التي تمارس من خلال ضربات الطائرات بدون طيار في اليمن. واعتبر برمان في تصريح ل"أخبار اليوم" ما يطرح بأن أميركا داعية للحقوق والحريات أمراً كانت تحاول الإدارة الأميركية أن تخدع به الشعوب، إلا أنها فُضحت أمام العالم بأنها أصبحت تصدر انتهاكات لحقوق الإنسان ومن ضمنها وقوفها وراء استمرار اعتقال حيدر شائع، مشيراً إلى أن موقف الخارجية الأميركية من حقوق الإنسان كان يشكل وعياً للدول المتورطة في السابق، غير أنه اليوم أصبح تقرير الخارجية الأميركية لم يعد له أية قيمة أو أهمية، باعتبار أنه أصبح نوعاً من الابتزاز فقط. وقال المحامي برمان إن حكومة الوفاق ورئيس الجمهورية/عبد ربه منصور هادي أمام مسؤولية قانونية وأخلاقية في قضية استمرار بقاء شائع في السجن. وأشار برمان إلى أن الجميع مؤمن بأن عبد الإله حيدر بريء مما أتهم به وأن الرئيس السابق/علي عبد الله صالح هو أول من يؤمن ببراءة شائع، حيث صدر حكم في عهد نظام صالح وأصدر توجيهاً بالإفراج عن الصحفي شائع لولا تدخل الرئيس الأميركي/باراك أوباما، والذي عرقل عملية الإفراج، منوهاً إلى أن الحراك الموجود في أميركا بشأن الإفراج عن شائع يفوق ما هو موجود حالياً باليمن، حيث هناك ناشطون أميركيون ومنظمات أميركية تتضامن مع الصحفي حيدر شائع وتطالب بالإفراج عنه. واعتبر برمان الوقت الحالي مناسباً جداً ليقوم رئيس الجمهورية بإصدار قرار بالإفراج عن شائع، وإيقاف الظلم الذي يعانيه الناشطون والصحفيون، حيث أصبح كل ناشط يشعر بأنه معتقل داخل بلده وأنه مهدد بالاعتقال حد قوله. ونوه إلى أن الأميركان قد قتلوا الكثير ومارسوا اغتيالات شتى راح ضحيتها يمنيون، فيما حيدر شائع مغيب في السجن دون أن يتمكن من فضح الكثير من الانتهاكات، حيث قد يكون الداعي الأميركي لاعتقال شائع قد خف حدته الآن، داعياً الرئيس هادي وحكومة الوفاق إلى الإفراج عن الصحفي المعتقل شائع. وتشهد اليمن احتجاجات عديدة للمطالبة بالإفراج عن الصحفي شائع، كما ولد استمرار اعتقاله حراك شعبياً وحقوقياً في الولاياتالمتحدة الأميركية للمطالبة بالإفراج عن الصحفي اليمني المعتقل منذ سنوات. وكان الرئيس/عبدربه منصور قبل شهرين، في لقاء له بوفد من نقابة الصحفيين اليمنيين في يوم الاثنين 6 مايو 2013، وعد بالإفراج عن الصحفي اليمني عبدالإله شايع خلال الأيام القادمة، إلا أنه لم يتم الإفراج عنه إلى الآن. إلى ذلك نشر شقيق الصحفي المعتقل/عبدالقدوس حيدر شائع، على صفحته بالفيس بوك، أمس، أوضح فيها ان اعتقال أخيه ليس سوى لأنه نقل الحقيقة المرة المتمثلة في الضربة الأمريكية للبدو والرحل في قرية المعجلة بمحافظة أبين والذي راح ضحيتها أكثر من خمسين مدنياً، ولأنه فضح الانتهاك السافر لسيادة الوطن بالتآمر مع بعض بنيه العاقين، وهو ما كشف زيف المتآمرين والبياعين. وأضاف بأن الجزاء لشائع كان أن يُضرب بكل شرائع السماء وقوانين الأرض خلف الحائط ويتم انتهاك حريته وكافة الحقوق الإنسانية، بل وأصبحت الإدارة الأميركية وأذنابها هم الراعون للانتهاك الصارخ لحرية هذا الصحفي. وتساءل: هل نرى الوجه الحسن لأمريكا بعد أن كشفت القناع لتسفر عن الوجه القبيح لها والمتمثل في قمعها وتسلطها الفعلي ضد صحفي أعزل لا يملك سوى القلم والكلمة؟. ووجه رسالة لأصحاب القرار في اليمن، مذكراً إياهم بأن الشعب اليمني خرج في ثورة كبيرة من اجل استعادة سيادة الوطن وكرامة المواطن.. مردفاً بالتساؤل: فإلى متى يظل هذا الهدف بعيد المنال؟ وإلى متى يستمر لعب دور الشرطي والسجان بيد الأصدقاء في الإدارة الأمريكية؟ وإلى متى نظل رهينين لرغبات السفير وأمزجة الساسة والمخبرين الأميركان؟!.