رفعت اللجنة المشكلة برئاسة رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن/ أحمد علي الأشول, والمكلفة بالتحقيق في العملية الإرهابية التي حدثت في مستشفى العرضي, تقريراً أولياً إلى رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي- القائد الأعلى للقوات المسلحة. تقرير اللجنة الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية سبأ، لم يتحدث عن مكامن الخلل, ولم يذكر قوام الحراسة التي كانت في البوابة الشرقية التي تعرضت أيضاً لمهاجمين راجلين, فيما ينفي التقرير الأنباء التي تداولت عن ضبط 2 من المهاجمين, حيث يؤكد مقتل جميع المهاجمين أثناء التصدي للعملية الإرهابية. وأورد التقرير المعلومات الأولية التي جمعت من خلال المعاينة الميدانية والاستماع إلى أقوال شهود العيان، متحدثاً عن تسلسل الأحداث، موضحاً بأن عملية الاقتحام للمجمع تمت عملية عبر بوابة مستشفى العرضي صباح 5/12/2013م الساعة (8:50), حيث وصل الإرهابيون بما يقدر عددهم باثني عشر إرهابياً, غالبيتهم يحملون الجنسية السعودية, وهم باللباس العسكري المموه, بعضهم مترجلين والبعض الآخر على سيارة هيلوكس, حيث باشروا بإطلاق النار وقتل خدمات البوابة الخاصة بمستشفى العرضي, حيث قتل عدد أربعة أفراد من الشرطة العسكرية وهم:" الشهيد المساعد/ هاني النجار من مرتب الشرطة العسكرية، الشهيد الرقيب/ أديب القادري من مرتب الشرطة العسكرية، الشهيد الرقيب/ إسحاق الشرعبي من مرتب الشرطة العسكرية، الشهيد الر قيب/ محي العليي من مرتب الشرطة العسكرية"، فيما أصيب العريف/ عبدالله جراده من مرتب الشرطة العسكرية، بالإضافة إلى عدد اثنين شهداء من أفراد خدمات اللواء 314 مدرع في نفس البوابة من الخارج. وقال التقرير إن المذكورين أعلاه استشهدوا بعد أن تمكنوا من قتل عدد (3) إرهابيين في نفس البوابة، وكان أحد الإرهابيين المقتولين يحمل قاذفاً صاروخياً من نوع لو. ويضيف التقرير:" بعدها تمكن الإرهابيون من الدخول مع سيارة هيلوكس مفخخة بحوالي (500) كيلو جرام من مادة (تي إن تي), ثم اتجهت من البوابة الخارجية إلى أمام بوابة مستشفى العرضي وتوجهت جنوباً على بعد عشرين متراً, ثم تفجرت بعد أن واجهت أمامها حاجزاً حديدياً, وكان هدفهما الوصول إلى مكان آخر داخل المجمع، قتل في هذا الانفجار عدد من الإرهابيين الذين كانوا عليها وبالقرب منها وعدد من المارة, وأحرقت عدد من السيارات, وبعد انفجار السيارة المفخخة انتشر الإرهابيون في اتجاهين؛ المجموعة الأولى اتجهت نحو المستشفى وقاموا بقتل كل من وجدوه داخل المستشفى من ضباط وأفراد الأمن والأطباء والممرضين (اليمنيين + الأجانب) والمرقدين". وأشار التقرير إلى أن المجموعة الثانية اتجهت نحو مبنى المختبر والعيادات الخارجية وقتلوا كل من وجدوه أمامهم من المارة, ثم واصلوا سيرهم إلى البوابة الشرقية, وتمكنوا من الوصول والتمترس في الدور الثاني من البوابة الشرقية, وهم يحملون أسلحة شخصية من نوع الجتري وكمية من القنابل اليدوية, مما صعب عملية الانتشار الأمني وصعوبة القضاء عليهم وتمشيط المباني في المجمع من قبل وحدة مكافحة الإرهاب من قوات العمليات الخاصة وقوات الحماية الأمنية في المجمع. ووفقاً للتقرير فقد تمكنت عملية المقاومة والدفاع من قبل أفراد الشرطة العسكرية وقوات الحماية الرئاسية داخل المجمع وقوات الدعم من اللواء 314 مدرع من قتل الإرهابيين ومنعهم من الانتشار داخل المجمع وتم حصرهم في مكان محدد دون الوصول إلى مباني وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة, بالإضافة إلى تأمين مجمع الدفاع من الداخل والخارج. ويتحدث التقرير عن تسلسل الإجراءات المتخذة، مشيراً إلى أنه وبعد إجراءات المقاومة من قبل أفراد الشرطة العسكرية واللواء 314 مدرع المتواجدين تم تعزيزهم من الشرطة العسكرية واللواء 314 مدرع حماية رئاسية واللواء الأول حماية رئاسية, وقد قامت هذه الوحدات بالانتشار داخل المجمع وحوله من جميع الاتجاهات. وأسندت مهمة للشرطة العسكرية بإغلاق الاتجاهين الشمالي والشرقي واللواء 314 مدرع حماية رئاسية إغلاق الاتجاه الغربي وقوات الأمن الخاصة إغلاق الاتجاه الجنوبي، فيما أسندت مهمة للخدمات الطبية للقيام بعمل الإسعافات وإخلاء جثث الشهداء والقتلى وإسعاف الجرحى- بحسب التقرير. ويشير التقرير إلى أن دائرة الهندسة العسكرية قامت بتحريك فريق مهندسين للقيام بإبطال العبوات التي وجدت بجانب المستشفى وبجانب البوابة الشرقية، وأنه تم طلب فريقين من مكافحة إرهاب من قوات العمليات الخاصة للقيام باقتحام البوابة وتطهيرها، كما تم طلب فريق من دائرة الأشغال العسكرية للقيام بحصر الأضرار والبدء في رفع المخلفات وترميم المباني، وكذا طلب أربعة قناصين من قوات الأمن الخاص للمشاركة. ولفت إلى اجتماع اللجنة المشكلة من قبل الرئيس هادي لدى زيارته لمجمع الدفاع والاجتماع مع قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة ورئيس هيئة العمليات, والتي ما زالت مستمرة في جمع المعلومات وإصدار الأوامر والتعليمات اللازمة. ويضيف:" شكلت لجنة من دائرة الاستخبارات العسكرية والشرطة العسكرية وألوية الحماية الرئاسية والأمن القومي من قبل رئيس هيئة الأركان العامة وقد باشرت مهامها بالتحقيق مع كل من كان موجود بالبوابات والمستشفى وبقية المرافق لا زالت مستمرة في علمها".. مشيراً إلى أنه تم تشكيل لجنة فنية لحصر المعدات والأجهزة المتضررة والموجودة داخل المستشفى من قبل الدوائر المتخصصة. وحول نتيجة العملية الإرهابية، أشار التقرير إلى أنه نتج عنها خسائر في الأرواح والمعدات من قواتنا, وهي في الخسائر البشرية: 56 شهيداً و 215 جريحاً, تم توزيعهم على مستشفيات: العسكري ومستشفى الشرطة ومستشفى الثورة والجمهوري والعلوم والتكنولوجيا ومستشفى المتوكل و ابن سيناء.. فيما خسائر المعدات: ثلاث سيارات إسعاف تدمير جزئي، وأربع سيارات مدنية وعسكرية تدمير كامل، وثلاثة باصات 24 راكباً تدمير جزئي، وتدمير جزئي لمبنى مستشفى العرضي من الداخل بجميع الأجهزة والمعدات الطبية، وتدمير بعض الأجهزة والمعدات الخاصة بالمختبرات الطبية في المستشفى، وتدمير العيادات الخارجية بالكامل، وتدمير جزئي لغرف الطابعة الخاصة بكمبيوتر الدائرة المالية وتضرر بعض الأجهزة، وتحطم معظم النوافذ التابعة لجميع المباني في مجمع وزارة الدفاع العرضي, وكذا المباني المحيطة بالمجمع الخاصة بالمواطنين. ويقول التقرير بأنه تم الانتهاء من مهمة تطهير العناصر الإرهابية الساعة ال(04:30) صباحاً يوم الجمعة الموافق 6-12-2013م, وقد تم العثور على خمس جثث للعناصر الإرهابية, بالإضافة إلى الجثث الست السابقة والمتواجدة في المستشفى العسكري, وكذا إحدى الجثث وجدت متناثرة في الساحة, أي أن عدد جثث العناصر الإرهابية اثنا عشر جثة. واختتم التقرير بالإشارة إلى أن العمل لا زال مستمراً من قبل اللجنة لاستكمال المعلومات حول الإرهابيين وأهدافهم, وموقع انطلاق السيارة المفخخة والأخرى, وأسماء وجنسيات الإرهابيين, وغيرها من المعلومات, (وسوف نوافيكم بها حال استكمال التحقيقات). إلى ذلك أفادت المعلومات التي حصلت عليها "أخبار اليوم" بأن عدد من تبقوا في المباني من العناصر الإرهابية 4 مسلحين, بينهم 2 يحملون الجنسية السعودية.. مشيرة إلى أنه لم يتم قتلهم, وإنما استمر المسلحون بالمقاومة حتى نفذت الذخيرة عليهم, فقاموا بتفجير أنفسهم. وتشير المعلومات أيضاً إلى مجموعة من تنظيم القاعدة ضبطت في منتصف نوفمبر الماضي لدى مداهمة الأمن مبنى عبارة عن محل تجاري في "غيل باوزير" بمحافظة حضرموت, تستخدمه القاعدة لتصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة.. لافتة إلى أن المجموعة, تم نقلها بمعية المضبوطات, بينها وثائق تكشف عن مخططات لتنفيذ عمليات إرهابية قادمة. ووفقاً للمعلومات فإن التحقيقات مع المجموعة كشفت عن وجود 3 عناصر مع القاعدة, وهم: ماليزي ونيجيري وسعودي، جميعهم متخصصون بتزوير التراخيص والبطائق والوثائق الرسمية. المعلومات ذاتها أفادت بأن الوثائق المضبوطة احتوت على مخطط بالأهداف التي سيتم استهدافها, وقائمة بأسماء الشخصيات التي سيتم اغتيالها.