أكدت مصادر مطلعة ل" أخبار اليوم" عودة توتُّر أزمة ما بات يُعرَف بأزمة " جامع الصالح" حيث عزّزت الحماية الرئاسية من تواجدها داخل محيط الجامع بعد أن كانت قد نشرت بعض وسائل الأعلام أنباءً عن انفراج تلك الأزمة عقب تشكيل لجنة برئاسة الشيخ/ يحيى الراعي رئيس مجلس النواب والدكتور/ أحمد عبيد بن دغر ( نائب رئيس الوزراء , وزير الاتصالات وتقنية المعلومات ) إلا أن التوتر عاد من جديد بين كُلٍ من الرئيس / عبد ربه منصور هادي ورئيس المؤتمر الشعبي العام ومحاولة الرئيس هادي الإطاحة بصالح من رئاسة المؤتمر، هي السبب الرئيس وراء أزمة جامع الصالح. وأوضحت المصادر أن المؤتمر الشعبي العام في طريقه إلى الانقسام كحزب سياسي وذلك بعد أن فشلت قياداته في تحديد موعد انعقاد المؤتمر العام الثامن أو تحديد اجتماع اللجنة الدائمة لاختيار قيادة جديدة للمؤتمر، مشيرة إلى أن خلاف صالح وهادي على القيادة واستمالة الأخير لعدد من قيادة المؤتمر إلى صفه عن طريق الترغيب، في حين لجأ صالح إلى استثمار حضوره الكبير داخل الحزب، ليُفشِل مساعي هادي، وهو ما يعزز حالة الانقسام في صفوف المؤتمر في الوقت الراهن ويعرِّضه للانقسام. وفي أول رد مباشر من صالح على تصعيد الرئيس هادي التقى القياديان في حزب المؤتمر الشعبي العام سلطان البركاني وعارف الزوكا بالسفير الروسي في اليمن فلاديمير بترو فيتش أمس الثلاثاء ويأتي هذا اللقاء بعد تصريحات عدد من المسؤولين الغربيين أيدوا فيها توجيهات الرئيس هادي تجاه من أسموهم بالمعرقلين للتسوية السياسة في اليمن. وفي هذا السياق اعتبر مراقبون سياسيون أن لقاء القياديين بالمؤتمر الشعبي العام بالسفير الروسي يأتي في سياق سعي صالح للحصول على تطمينات باستمرار وثبات الموقف الروسي تجاهه، ورفض روسيا تبنِّي مجلس الأمن أي عقوبات ضد "صالح" أو أيٍ من أقربائه، خاصة وأن صالح ومن يقفون في صفه يعولون على موقف كلٍ من روسيا والصين ونوعاً ما على الموقف الفرنسي. وكان موقع المؤتمر الشعبي العام الإلكتروني قد ذكر أمس أن اللقاء تناول مناقشة الأوضاع والمستجدات السياسية على الساحة الوطنية وفي مقدمتها ما يتعلق بالحريات العامة والإعلامية وقضية إغلاق قناة اليمن اليوم وموضوع محاصرة جامع الصالح, كما ناقش بحسب الموقع المواضيع ذاتها مع نائبة السفير الأميركي كارين سساهارا والملحق السياسي في السفارة الأميركية في لقاءات منفصلة. وتوقَّع المراقبون تصاعد حالة التوتر بين كلٍ من هادي وصالح؛ الأمر الذي يهدد كيان الدولة برمتها من جهة وكيان المؤتمر الشعبي العام كحزب من جهة أخرى، خاصةً في ظل سعي هادي لإدراج صالح على رأس المعرقلين لعملية التسوية السياسية في اليمن؛ بهدف الضغط عليه للتخلِّي عن رئاسة المؤتمر؛ ليضمن هادي وصوله لرئاسة الحزب؛ الأمر الذي يمنحه أولوية الترشيح للانتخابات الرئاسية القادمة باسم حزب المؤتمر. وكان رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي والدكتور/ عبد الكريم الأرياني مستشار رئيس الجمهورية قد زارا أمس الثلاثاء جامع الصاح ونقلت وكالة خبر التابعة ل "علي عبد الله صالح" عن مصدرٍ في حراسة جامع الصالح تأييده بأن الراعي والأرياني قالا لقائد الحرس: " انتبهوا والتزموا بضبط النفس، واحذروا, فهناك من يريد إشعال الفتنة".