اعتبر المحلل السياسي عبدالناصر المودع الاتفاق المعلن عنه بين السلطة وجماعة الحوثي المسلحة بانه إعلان وفاة للتسوية السياسية وينذر بدخول اليمن مرحلة جديدة اكثر عنفاً واكثر فوضى . وأشار في تصريح ل"أخبار اليوم" إلى استمرار المعارك رغم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق كون هذا الاتفاق- وفقاً للمودع- ليس حقيقياً, موضحا بانه في حال توقفت المعارك فإن ذلك استراحة محارب ونهاية جولة من جولات صراع مسلح قادمة. وأضاف بان الاتفاق الذي اعلنه مبعوث الأممالمتحدة لليمن جمال بن عمر مع جماعة الحوثي خروج عن المبادرة الخليجية وعن روح التسوية السياسية التي هدفها الأساسي عدم الاحتكام للعنف وان تأتي الحلول عبر الوسائل الشرعية وعبر الانتخابات والاتفاقيات بدون الاحتكام إلى السلاح, منوهاً إلى أن هذا الاتفاق نقيض للمبادرة الخليجية ولروح التسوية السياسية في اليمن . وصنف الاتفاق بانه إملاء حوثي قام بن عمر بتسييره وبشرعنته وتعميده, واصفاً دور بن عمر بالدور السلبي في العملية السياسية في اليمن, موضحاً بان الاتفاق يتم بين اطراف يمتلكون إرادتهم الكاملة ويتم فيه التنازل أو الاتفاق فيما يخدم مصلحة الجميع وليس يستخدم طرف العنف والفوضى ويأتي مندوب أمم متحدة يمرر هذا الاتفاق الذي أملاه هذا الطرف- حسب تعبير المودع . وقال إن الاتفاق ولد ميتاً كونه تم عبر الضغط باستخدام الحرب في العاصمة لإجبار السلطة عن توقيعه وأن أي اتفاق يتم وفق هكذا ظروف لا يكتب له النجاح تماماً, محذراً من أن الأوضاع ستزداد تعقيداً, مشيراً إلى أن الأطراف التي توقع تحت ضغط السلاح أو ضغط من اجل حقن الدماء غير مقتنعة بما وقعت وستعمل كل جهدها بان لا ينجح هذا الاتفاق . واعتبر هذا الاتفاق يكشف هشاشة ورداءة الطبقة السياسية اليمنية وشل من تولى مسئولية اليمن بعد 2011 من جميع الأطراف: أحزاب سياسية ومسئولين حكوميين, وقال: هذه الاتفاقية هي شهادة بفشلهم الذريع في إدارة الدولة وإدارة المرحلة وبالتالي لا يمكن التعويل على هؤلاء أو الركون لهم لأنه اتضح بانهم كانوا رديئين وغير جديرين بالمسئولية التي اعتقدنا انهم سوف يتحملونها. وقال المودع إنه ينبغي أن لا يبقى الرئيس هادي في الحكم بعد التدمير الذي حصل للدولة اليمنية في فترة حكمه. وأضاف بأن رغبة الرئيس هادي في الحكم وطريقته في إدارة الدولة بمعية الفريق الذي يعمل معه أوصل الأمور إلى حالة التدمير، مشيراً إلى أن ما يحدث بصنعاء هو مخرجات لطريقة الرئيس هادي في الإدارة. وأفاد المودع بأن القوى السياسية ظلت خلال السنوات الماضية لا تمتلك مشروعاً سياسياً لليمن أو أن لديها أجندات مدمرة لليمن, حيث بعضها لديها مشروع صغير لتقوية موقعها. وقال إن السيناريو القادم لليمن سيكون مزيداً من الأزمات والفوضى والعنف لأننا نسير في الاتجاه الخاطئ, مردفاً: من يدير الدولة منذ ثلاث سنوات يديرها في الاتجاه الخاطئ وبالتالي لا يمكن أن نتوقع من السير في الاتجاه الخاطئ أن نصل إلى المكان الصحيح. وكان مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بنعمر قد اعلن مساء امس السبت أنه بعد مشاورات مكثفة مع جميع الأطراف السياسية، بما فيها الحوثيون تم التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة الحالية في اليمن بناءً على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وأضاف في بيان صادر عن مكتبه، أن التحضير جارٍ لترتيبات التوقيع، مشيراً إلى أن الاتفاق سيشكل وثيقة وطنية تدفع بمسيرة التغيير السلمي، وترسّخ مبدأ الشراكة الوطنية والأمن والاستقرار في البلاد. ولفت بنعمر إلى أن اليمنيين عانوا طويلاً من العنف والاقتتال، مبدياً أسفه لاستمرار إراقة الدماء، خصوصاً بعد التوافق على مخرجات تاريخية في مؤتمر الحوار الوطني. وأكد بنعمر أن الوقت حان الآن لتجاوز المصالح الضيقة، وتغليب المصلحة العليا، والعمل بمسؤولية على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وبناء الدولة الجديدة التي توافق عليها اليمنيون.