ناقشت مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة- أمس الثلاثاء- في محاضرة أدبية, الأبعاد الدلالية والقيم الفنية للشعر العامي اليمني المعاصر وتأثيره في الحياة السياسية والاجتماعية. وقد استعرض الدكتور/ محمد السامعي- أستاذ اللغة في جامعة تعز- تعريفات الشعر العامي وأنواعه وجذوره التاريخية وبداية نشأته حيث أشار إلى أن التأريخ الحقيقي لميلاد الشعر العامي وبداية نشأته هو القرن السابع الميلادي وان أول من تحدث عن الشعر العامي اليمني هو الشاعر ياقوت الحموي. وبدأ السامعي بسرد رواد الشعر العامي اليمني قديما وحديثا وذكر من الشعراء القدماء المزاح والسودي وحاتم الأهدل وابن شرف الدين ومحمد احمد ناصر الزبيدي وغيرهم كما ذكر من الشعراء المعاصرين عبد الله هادي سبيت ولطفي جعفر امان وسلطان الصريمي واحمد سيف ثابت والفتيح وعباس الديلمي وعلي عبد الرحمن جحاف وغيرهم واستشهد بالعديد من قصائدهم الشعرية التي تتحدث عن جمال الطبيعة والحياة والسياسة والجمال والفن. وناقش أيضا الأبعاد الدلالية والقيم الفنية للشعر العامي والتي قال إنها تعددت أغراضه مشيرا إلى أنه يعالج الكثير من القضايا ومنها العاطفية والجمالية والوطنية منوها إلى أن الشعر العامي هو شعر عاطفي مستدلا بالعديد من القصائد الشعرية للشاعر عبد الله عبد الوهاب نعمان وقصيدة أبو بكر سالم الفقيه التي تتحدث عن الوطن وحضارة اليمن وبعض القصائد التي تتحدث عن القضايا السياسية لبعض شعراء اليمن الذين تحدثوا عن الوحدة اليمنية وعن الخلافات السياسية وتأثيرها على حياة الفرد التي تجبره على النزوح والهجرة. وكان مدير عام مؤسسة السعيد فيصل سعيد فارع, رحب بالجميع وقال إننا شعب أكثر ما يؤمن بالكلمة الصارخة وأكثر تعلقا بالسياسة المجردة بعيدا عن الفعل الثقافي الهادف وقال: إن معركتنا هي معركة بناء وتنمية ثقافية وعملية ومعرفية لتغيير الوعي الجمعي للأجيال وخاصة إن اليمن يعيش في لحظة فارقة وأحداث فارقة وكبيرة. وأضاف: نحن في السعيد نعمل بكل جهد وبخطى متواصلة على طريق إشاعة المعرفة ونشرها للناس لتساعد على مزيد من التراكم المعرفي والثقافي.