غادر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الولاياتالمتحدة الأميركية، مساء الجمعة، متجها صوب المملكة العربية السعودية، في زيارة هي الأولى له، خارج الولاياتالمتحدة منذ دخوله البيت الأبيض. ومن المتوقع أن يكون لليمن أولوية قصوى في الزيارة التي سوف يلتقي فيها ترامب بزعماء عشرات الدول الإسلامية والعربية، ويعقد فيها صفقات تجارية غير مسبوقة. وتوقعت صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية أن يكون الدعم الأميركي للرياض في حربها ضد جماعة الحوثي المسلحة في اليمن أحد الأهداف الأساسية للزيارة. ورأت الصحيفة، أنه- وعلى الرغم من تركيز الكثير من خطاب البيت الأبيض حول الشرق الأوسط على الاتفاق النووي الإيراني والقتال ضد الدولة- فإن زيارة ترامب يمكن أن تفتح الباب أمام تدخل الولاياتالمتحدة في الحرب المدعومة من السعودية ضد الحوثيين في اليمن. وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة بقيت في ظل الرئيس السابق بعيدة عن الصراع في اليمن، إلا أن زيارة ترامب إلى السعودية تحمل بين طيّاتها إشارة واضحة إلى أن السياسة الأميركية إزاء حرب اليمن يمكن أن تتغيّر بسرعة. وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت أن "وزير الدفاع جيم ماتيس طلب من البيت الأبيض الموافقة على تدخل الولاياتالمتحدة في حيثيات هجوم ستشنه الإمارات العربية المتحدة على الحديدة، وذلك من خلال مراقبة الوضع وتجنيد الاستخبارات، فضلاً عن توفير سبل التزود بالوقود والتخطيط العملياتي للهجوم". ويأمل قادة الخليج الذين تشارك بلدانهم مع السعودية في الحرب ضد الحوثيين- ذراع إيران في اليمن- دعماً أميركياً أكثر في عهد ترامب، ضد إيران وأذرعها في منطقة الشرق الأوسط. وقال مدير الأمن والدفاع في مركز الأبحاث الخليجي، مصطفى العاني، لوكالة رويترز، إن "قادة الخليج يرغبون في رؤية أميركا تصنف الميليشيات التي تدعمها إيران كمجموعات إرهابية". ويتوقع مراقبون أن يدفع ترامب بقوة باتجاه حسم الملف اليمني، من خلف دول التحالف بقيادة السعودية، خصوصاً أن من شأن "النجاح في هذا الملف" أن يحسب لإدارته التي تحتاج إلى تحقيق انتصار ما في الساحة الخارجية، مع العمل في الاعتبار أن معركةً مثل معركة اليمن، لن تخسر فيها أميركا شيئاً مقابل المكاسب التي يمكن أن تحصدها، سواءً على المستوى المعنوي أو المادي. ويأمل البيت الأبيض من زيارة ترامب إلى السعودية أن تحول الانتباه بعيدا عن الجدل الداخلي وتوجهه صوب سياسته الخارجية في ظل المشاكل التي تواجهها إدارته، حسب تقرير لوكالة رويترز؛ في حين سوف تثمر هذه الزيارة إذا ما تحولت أقوال ترامب إلى أفعال فيما يتعلق بتشدده من إيران، ورغبته في إعادة الفاعلية للدور الأميركي في الشرق الأوسط، وتحقيق المزيد من دعم الاقتصاد الأميركي. ويرى الكاتب اليمني، هشام محمد أن "القرار الأميركي يبنى على دراسات وتوصيات الخبراء والمستشارين ولهذا سيكون على الإدارة الأميركية الموازنة بين مصالحها الاقتصادية ومصالح حلفائها في الخليج العربي الذين يرتبط أمنهم بالاقتصاد الأميركي ويتضح ذلك من الصفقات التي يتحدثون عنها، وبين الحفاظ على مكانتها وهيمنتها العسكرية والسياسية في الشرق الأوسط بعد ان تخلت عن جزء منها الإدارة السابقة لصالح الروس وحلفائها الإيرانيين”... وتأتي أهمية زيارة ترامب للسعودية، في كونها الأولى خارج الولاياتالمتحدة الأميركية منذ دخوله البيت الأبيض. واعتبرت هذه الزيارة كسراً للبروتوكول المتّبع في البيت الأبيض؛ فغالباً ما كان الرؤساء يبدؤون زياراتهم الافتتاحية إلى دول الأميركيتين، أو أحد حلفاء واشنطن في أوروبا. بينما سوف يبدأ ترامب زيارته الأولى للملكة العربية السعودية، في تصرفٍ اعتبر على أنه توبيخ لسياسة أوباما التي ظلت بعيدةً عن الصراع في الشرق الأوسط. وفي السياق أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن السعودية ستواصل التعاون مع الولاياتالمتحدة لردع إيران ووقف سياستها العدوانية. وتحدث الجبير- خلال مؤتمر صحافي عقده الخميس في العاصمة الرياض- عن وجود توافق تام بين بلاده وأميركا حول قضايا المنطقة ولا سيما في سورياواليمن، معتبراً القمة العربية الإسلامية الأميركية تاريخية وهي الأولى من نوعها. وقال الجبير، إن الزيارة التاريخية التي سيقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسعودية ستعزز الشراكة بين البلدين. وقال "نحن نتفق على ضرورة التصدي لإرهاب وتدخلات إيران". التي تتصرف بعدائية بعد الاتفاق النووي وإدارة ترمب تدرك ذلك"، مؤكداً على أنه "لن تكون هناك علاقات طبيعية مع إيران ما دامت تواصل أجندتها الطائفية". مطالباً طهران بتغيير سياستها الطائفية. وأبان وزير الخارجية السعودي أن القمة العربية الإسلامية الأميركية ستؤسس لشراكة ضد الإرهاب بين العرب والغرب، مؤكداً أن السعودية في المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدة في التحالف ضد "داعش". وأرجع الجبير اختيار الرئيس الأميركي السعودية كأول زيارة خارجية لمكانة السعودية لدى ترمب. وتوقع وزير الخارجية السعودي حضور 37 زعيماً للقمة العربية الإسلامية الأميركية، مشيراً إلى حرص الزعماء العرب والمسلمين على حضور هذه القمة. وأشار الجبير إلى أن زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن كانت بناءة جدا. وفي سؤال حول الصراع العربي - الإسرائيلي، أكد الجبير أن السعودية ملتزمة بحل الدولتين. وبخصوص الصراع في سوريا طالب الجبير بإقامة مناطق آمنة لحماية المدنيين وإدخال المساعدات، مؤكداً على عدم وجود دور للنظام السوري في مستقبل سوريا بعد كل ما ألحقه من دمار بالشعب السوري، و"نؤمن بتطبيق قرار جنيف 1 والقرارات الدولية الخاصة بإقامة حكومة انتقالية تجري انتخابات وتقود سوريا نحو المستقبل". وأكد الجبير في نهاية المؤتمر على تميز العلاقات السعودية - الأميركية، موضحاً أن التعاون السعودي الأميركي مستمر منذ العام 1954. وينمو رغم الاختلاف مع إدارة أوباما.