يتفاقم الصراع بين تحالف الانقلاب بصنعاء ليأخذ بُعداً إقليمياً أوسع، حيث أنَّ تفجر الخلافات داخل تحالف (الحوثي/صالح) يزعزع موقف إيران التي تُتهم بكونها حليفة للحوثيين ولاحقاً للرئيس السابق علي صالح. وتصاعدت حدة الخلافات رغم وساطة إيرانية كشفتها تقارير غربية تحاول طهران من خلالها رأب الصدع بين الجماعتين. وفضلت السفارة الإيراني في صنعاء جهوداً مضنية من أجل تجاوز التحالف مجدداً للانفجارات بداخله. وقالت مجلة انتليجنس اونلاين، المخابراتية الفرنسية، الأسبوع الماضي في تقرير لها إنَّ طهران تجري مناقشات سرية للتوفيق بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. وأضافت المجلة الفرنسية أنَّ هدف إيران كان إبعاد "صالح" من الانخراط في أهداف أبوظبي وترك حلفاءه الحوثيين. وفي السياق قال قيادي بجماعة التمرد الحوثي ل"يمن مونيتور"، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إنَّ الأمور توترت على مستوى القيادة بعد أنَّ اعترض الحوثيون اتصالاً سرياً أجراه علي عبدالله صالح مع قادة آخرين في دولة الإمارات العربية المتحدة، الشريك الثاني في التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن. ونفى حزب "صالح" في خضم الأزمة مع الحوثيين التي تصاعدت منتصف أغسطس الماضي، أنَّ يكون حزبه قد أجرى اتصالات مع أي دولة دون عِلم الحوثيين. وبالرغم من أنَّ القيادي في الجماعة لم يكشف عن مّا جاء في الاتصال إلا أنَّه أشار إلى أنَّ الموضوع كان يتعلق ب"انقلاب" على الجماعة عقب حشد "السبعين"، في 24 أغسطس/آب في إشارة إلى احتفاء حزب صالح بذكرى تأسيس حزب المؤتمر ال35. وكانت المجلة الفرنسية قد نشرت في السابق تقريراً عن اجتماعات بين نجل علي عبدالله صالح (أحمد علي صالح) المتواجد في الإمارات وبين قادة في المخابرات السعودية برعاية إماراتية، خلال شهر مايو الماضي. ونفتها قيادة التحالف العربي في حينه. وفي خطاب له، يوم الخميس، شكر عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة المسلحة كل الجهود التي بذلت لرأب الصدع بين جماعته وحزب "صالح". وبعد ساعات من خطاب الحوثي الذي بُثَّ للمرة الأولى في تلفزيون "اليمن اليوم" المملوك ل"صالح" أعلن الأخير إنابة عارف الزوكا أمين عام الحزب في بعض مسؤولياته المتعلقة بالفعاليات الخاصة بحزب المؤتمر الموالي له. وفيما يشير مراقبون إلى أن الاتفاق بين الطرفين شكلي لتهدئة وسائل الإعلام.. ترى مجلة الإيكونيميست البريطانية أنَّ الخلافات ناتجة عن عِدة عوامل، طول مُدة الحرب لتحالف "هش"، والأزمة الاقتصادية مع تقليص الموارد الواصلة لتحالف صنعاء، وزيادة الأزمة الإنسانية، والضغط العسكري ومحاولات الاستقطاب المحمومة التي تقوم بها السعودية داخل دوائر حزب "صالح".