اكد نجل السياسي العراقي المخضرم والمسجون في بغداد زياد طارق عزيز ل القدس العربي امس الجمعة ان حالة والده الصحية متدهورة جدا مشيرا الي ان كل المناشدات التي وجهتها عائلة طارق عزيز للفاتيكان وللبابا ولرجال الدين المسيحي للتدخل لتأمين الافراج عنه لم يتم الرد عليها باي فعل ايجابي او اي فعل تضامني.ويدير زياد عزيز من عمان حملة لتامين الافراج عن والده المريض جدا فيما تمكنت زوجة عزيز وابنته وحفيدته التي ولدت في عمان امس الجمعة فقط من زيارته في سجنه في بغداد حيث حصل لقاء عائلي حميم وعاطفي كشف عن الحالة الجسدية والمعنوية السيئة لطارق عزيز في سجنه.وابلغ زياد عزيز القدس العربي بعد ثلاثين دقيقة فقط من اتصال هاتفي بوالدته وشقيقته اثر مقابلتهما للاب الاسير بان والده يبلغ حاليا من العمر سبعين عاما وانه محتجز منذ 34 شهرا بدون محاكمة او تهمة محددة وان والده خضع حتي الان ل 250 جلسة تحقيق واستجواب لم ينتج عنها لا الافراج عنه ولا توضيح الاتهامات المحددة التي يمكن ان توجه له.وقال عزيز ان الاحتلال الامريكي الذي يتغني بالديمقراطية يحتفظ بوالده الاسير بهذه الطريقة المسيئة لكرامة الانسان بدون وجه حق ولاسباب غامضة بالنسبة للعائلة مؤكدا ان أيا من رجال الدين المسيحي في العالم لم يتحرك للتضامن مع العائلة او حتي لممارسة اي ضغط علي سلطات الاحتلال في بغداد.وقال زياد عزيز ايضا ان فم والده الاسير حاليا خال تماما من الاسنان حيث لا يوجد ولا سن واحد في فم طارق عزيز حيث سقطت جميع الاسنان داخل السجن كما ان الاحتلال الامريكي وعد منذ اشهر بتدبير طقم اسنان لطارق عزيز دون ان يلتزم بوعوده.وقال نجل الدبلوماسي العراقي المخضرم ان والده بحاجة لرعاية صحية خاصة وانه بحاجة لفحوصات من قبل فريق طبي متخصص بالدم وانه يخضع كغيره من السجناء لعناية صحية اولية لا تناسبه وان الاحتلال يعرف تماما الحاجات الصحية لوالده لكنه لا يقدمها ولا يترك اي جهة تقدمها.واكد زياد عزيز انه تحدث لوالدته وشقيقته بعد دقائق من لقائهما مع والده الاسير واكتشف بان الوالد الاسير قابل عائلته وهو يرتدي ملابس (صيفية) رثة وقديمة وممزقة ولا تليق بالانسان رغم اجواء البرد القارس في بغداد وفي السجن، وقال زياد انه شخصيا ارسل سبع مرات علي الاقل من الاردن لوالده حاجيات كان قد طلبها من بينها ملابس وسجائر لكن ايا من هذه الحاجات لم تصل لصاحبها رغم انها ارسلت عبر الصليب الاحمر مما يظهر ان اللجوء للصليب الاحمر في مثل هذه الحالات مسألة عبثية ايضا وقال ان عمته امل التي تقيم في العراق ارسلت ايضا من جانبها لشقيقها الاسير حاجيات وملابس لكنها لم تصل.وقال نجل عزيز ان سلطات الاحتلال وجهت لوالده في البداية تهمة المسؤولية الجماعية التي وجهتها لجميع القادة المعتقلين بخصوص احداث الجنوب لكنها عادت واسقطت هذه التهمة خصوصا وان العالم برمته يعرف طبيعة المهام التي كان يقوم بها طارق عزيز فيما تتحدث سلطات الاحتلال حاليا عن توجيه تهمة (هدر الثروة الوطنية) للوالد وهي التهمة التي تخص كوبونات النفط.وهذه العبثية في التحقيق والاستجواب تثبت حسب زياد عزيز عدم وجود اي ادلة يمكن ان تدين طارق عزيز وقال زياد عزيز الذي يقيم ما بين عمان واوروبا ان محامي والده قابله مرتين خلال عشرة ايام كانت اخرها في العاشر من الشهر الجاري وان المحامي شاهد الانهيار السريع في الحالة الصحية لموكله خلال هذه الايام فحالة الوالد الان سيئة جدا ومتدهورة للغاية.ووفقا لما فهمه زياد من زوار والده فطارق عزيز يعاني من البرد والهزال وهو شارد الذهن غالبا ويتكلم ببطء ويتلعثم بسبب عدم وجود اسنان وبسبب مضاعفات جلطة دماغية كان قد اصيب بها قبل الاحتلال، وتساءل زياد عزيز عن الضمير الانساني الذي يقبل بان يتلعثم في الكلام شخص مثل طارق عزيز كان دوما من اسياد الكلمة والكلام في المنطقة والعالم مؤكدا في خاتمة كلامه بان الحالة الصحية لوالده سيئة للغاية ولا بد من الافراج عنه لاسباب انسانية وبأن معنوياته رغم حالته الصعبة ارتفعت عندما قابل صباح الجمعة زوجته وابنته خصوصا عندما قابل حفيدته (ابنة زياد) التي لم يرها من قبل. المصدر:جريدة القدس العربي اللندنية