نائف القانصتشهد الساحة اليمنية هذه الأيام معترك سياسي كبير تخوضه الأحزاب السياسية والمستقلون ويتسابقون جميعاً بطرح برنامجهم الإنتخابي ووسائل الإقناع والترغيب والترهيب والنزول الميداني إلى جميع شرائح المجتمع دون تعالي على أحد حتى على مستوى شريحة ما يسمى ب«الأخدام» أن جاز لي التعبير فهذا واقع لازال قائم في مجتمعنا اليمني.ولو تناولت في هذا العمود الحزب الحاكم وبرنامجه الإنتخابي والوسائل الذي يستخدمها الحزب الحاكم من أجل الوصول إلى الأغلبية المريحة في المجالس المحلية وكذا الفوز الساحق في الإنتخابات الرئاسية.أن الوسائل المتاحة للحزب الحاكم والمتمثلة بوجوده في السلطة وموقع القرار وإمتلاكه زمام الأمور عن طريق المشائخ والوظيفة العامة والمال الكثير المتوفر لهذه المهمة والكرم الحاتمي لدى جميع مفاصل الدولة إبتداءً من القصر الرئاسي صاحب الضخ الكبير الذي ينال منه المشائخ نصيب الأسد من مال نقدي وسيارات ووظائف ومناصب كبيرة لهم ولمن ناصرهم ونهاية بمدير المديرية الذي يضع كل أمكانيات المديرية وحتى الوزارات أيضاً تحت تصرف فروع المؤتمر وإن بأسلوب الترغيب والترهيب بإعتبارهم الوسيلتان الأساسيتين لهذا العمل الهام بالنسبة للمؤتمر.وأن الأحزاب المنافسة أو المستقلون اذا لم يكونوا تحت إشراف المؤتمر ما عليهم إلا رفع الراية البيضاء والدعاء إلى الله أن تحدث معجزة وتعمي عيون الدولة وكادر المؤتمر الشعبي العام عنهم حتى يفوزوا إذا إتيحت لهم الفرصة وحالت مشيئة الله بذالك الفوز المعجزة.ولم يقصر عند هذا بالنسبة للحزب الحاكم وحسب بل عمل بكل ما إستطاع من قوة السلطة للإستحواذ على اللجان الإشرافية والأصلية والفرعية وكما هو يعمل حالياً بإعداد كادر مدرب وماهر لقيادة لجان الصناديق لكي يكون جاهز لإي ظرف طارئ خلال عملية الإنتخابات.وكل هذا أصبح واضحاً خصوصاً بعد إتفاق اللامبادئ بين الحزب الحاكم واللقاء المشترك الذي تنازل عن قضيته الجوهرية «إشراقة وطن» وإكتفى بإشراقة لجان 46%.ولعل هذا الموقف استطاع الحزب الحاكم أن يوظفة بطريقة ذكية جداً قد يستطيع من خلالها أن يضمن فوز مرشح الرئاسة بأغلبية كاسحة وأن الحزب الحاكم بخبرته الطويلة في الحكم وإستحواذه على المال والأعيان وكذلك إستطاعته خرق الأحزاب السياسية في أماكن صدور القرار وضعف طرح المعارضة في الشارع وعدم تبنيها لمواطئ فساد الدولة وتسيب المال العام وعدم قدرتها تتبع فضح منابع الفساد ومماجعل الحزب الحاكم يجعل من نفسه في دورة إنتخابية مرشحاً جديداً وكأنه لم يدخل في معمعة الحكومة سابقاً وطرحه برنامج إنتخابي يجعل من الناخب اليمني يعيش مرحلة تكذيب الذات والعيش على وهم التجديد والتغيير وبناء دولة حديثة وطفولة سعيدة وشباب مقتدر وغيرها مما يطرحة المؤتمر الشعبي العام ولم يعي الناخب فترة ثمانية وعشرون عام لم يتحقق منها شيء في برنامج الحزب الحاكم.أن بساطة الناخب اليمني وقدرته الثقافية ووضعه الإجتماعي المرتبط تلقائياً بشيخ القبيلة الملزم تنفيذ أوامره دون «نقاش» أو مناقشة جعل من الحزب الحاكم يتمادى في الفساد دون تخوف من هذا الناخب المسيطر على صوته تلقائيا أما عن طريق شيخ القبيلة أو بالترغيب والترهيب أو بدغدغة العواطف أو الدخول في الوحدة الوطنية وأن خروج المؤتمر من الحكم يعني عودة الإنفصال والإنفصاليين وكأن الوحدة هي بالمؤتمر والمؤتمر بالوحدة ولايعي الناخب بإن الوحدة حققها الشعب كل الشعب بجميع توجهاته وقواه السياسية والقبلية كنتيجة حتمية لنضال شعب مكافح. شعب أكبر من كل الأحزاب والمصالح الضيقة ونزعة «الأنا» والإستحواذ والإحتكار الذي يلغي القوى الأخرى وهذا هو التهديد الحقيقي للوحدة الوطنية. والخطر الأكبر على التماسك الداخلي للجبهة الوطنية العريضة لكل أبناء اليمن الكبير. الذي لن يكونوا قطعاً أعضاء في الخزينة العامة.