على طريقة الإعلانات الرديئة يبدو أن السياسة ستصبح عندنا مجرد أسئلة لا يجد لها شعبنا الأذكى إجابة غير التي يريدها .. هل لديك ذاكرة مثقوبة وتنسى كثيرا؟ هل لديك أموال لم يسألك أحد عن مصدرها وتنفقها يمينا أو يسارا على القنوات الإعلامية؟ هل أنت من أسرة كان أحد أفرادها أو اقاربها رئيسا؟ هل كنت عسكريا وتود أن تكون مديناً ؟ هل لديك قناعة بأن شعبك مجرد قطيع وغبي وتستطيع شراءه بحفنة من المال ؟ هل أنت ممن يعيشون على الماضي ولا يؤمنون بالتغيير؟ كل من لهم علاقة بهذه الأسئلة ينسون سنن الكون فلا يتغيرون ويعيدون إنتاج أنفسهم بما يتناسب مع مرحلة لا تشبه ما ضيهم، لكنهم يحاربون من نفس الجهة التي حاربوا بها التغيير ولم ينتقلوا بعد إلى جهته. كثيرا ما قرأنا تعبير “يخلع بزته العسكرية” وتوضح الصورة التالية لم خَلعوا بزاتهم أجسادا تلبس لباسا مدنيا بدلة كرفتة وسكسوكة على طريقة الممثل الهندي الشهير “أميتاب باتشان” وصور تذكارية في صدر صحف تتحدث عن رئيس. يتطلب خلع “بزة” ما خلع آثارها التي لن تزول إلى بجهاز قادر على تصفية ما أكسبته تلك البزة.. ولا يوجد ذلك الجهاز في عالمنا اليوم. ما هم بحاجة إليه حقيقة هوالخروج من الزمن فهو لا يشبههم اليوم. أصبح الأمر مملا ومبتذلا، وهو التفكير في أن يقبل شعب قام بثورة ضد حكم اللا قانون واللامساواة.. وكما يتضح إنهم لا يؤمنون بهذا الشعب وبالمعجزة التي صنعها وثمة محاولات للنيل منه مرة أخرى وكسب الجولات تلو الجولات لصالحهم ويجدون من يُمْلِي لهم. لو سلمنا جدلا أن ثمة إمكانية لبقاء جزء من نظام قامت ضده ثورة فبالتأكيد لن يكون ذاك البقاء إلا للجزء الأضعف والأبعد في الحلقة وغير المؤثر... إنها سنة الكوْن. تؤكد خطوات اليمنيين منذ فبراير 2011 أنهم يسيرون بخطى ثابتة باتجاه تنظيف حياتهم، نحجت فكرة الثورة في عقول وقلوب الناس وجاءت تداعياتها لتواصل إزالة ما علق من ثقافة الرئيس ابن الرئيس المدير ابن المدير الشيخ ابن الشيخ. قالت طموحات اليمنيين أنهم يريدون دولة العدالة والقانون والمساواة، هذا الحلم سيظل يخفق بكل قوة بعدد دقات قلوبنا أكبر من أموالهم وقنواتهم وحشودهم، أكبر من حبهم لأنفسهم ومن يراهن على عكس ذلك فالخسارة مصيره.