الإخوان المسلمون جماعة إسلامية قامت على أساس فكرة اجتهادية هدفها الدعوة إلى الإسلام والعمل من أجل إحياء القيم الإٍسلامية، وإيجاد الفرد المسلم والأسرة المسلمة والدولة المسلمة التي تحكم بشرع الله وسنة رسوله. لذلك هم لا يقولون إنهم جماعة المسلمين, إنما جماعة من المسلمين, ولا يقولون إنهم الحق عينه؛ ولكن هم أقرب إلى الحق, وهذا ما تقوله كل أدبياتهم. الأحداث الأخيرة في مصر كشفت لنا عن صنفين من الناس لهم موقف من الجماعة, الأول يختلفون مع هذه الجماعة اختلافاً طبيعياً ويعبّرون عن وجهة نظرهم، والصنف الآخر يحقدون على الجماعة ويبغضونهما هي وأعضاءها والعداء المطلق. الصنف الأول: نظر إلى الأحداث الأخيرة في إطار الخلاف المشروع, وعبّر عن وجهة نظره, لكنه لم يتخل عن مبادئ وقيم الديمقراطية, ولم يمنعهم خلافهم مع الجماعة عن قول الحق وإدانة الممارسات القمعية التي تمارس ضد الجماعة رغم انتقاده للجماعة وسنة حكمها. الصنف الثاني: تنكر لكل القيم الثورية و الديمقراطية, و اعتبر ما حدث في مصر ثورة شعبية, فقط لأنها قامت ضد الإخوان, وأيد كل الإجراءات القمعية ضدهم , بما فيها قمع المتظاهرين السلميين التي كانت بالأمس في نظرهم جريمة شنعاء صار عملاً وطنياً لأن الضحايا فيه إخوان, وإغلاق الصحف والقنوات صار عملاً ضروريا تستدعيه ضرورات الأمن القومي لأن الصحف والقنوات تتبع الإخوان, وصار اعتقال القادة السياسيين وإخفاؤهم قسراً عملاً مقبولاً لأن القادة من الإخوان المسلمين. وهذا ليس له تفسير إلا مدى الحقد والكره الذي يكنه هؤلاء للإخوان ومشروعهم لدرجة أنهم كفروا بكل المبادئ التي دوخونا وهم يدندنوا بها عقودا من الزمن في سبيل انتقامهم من الإخوان وهذا ليس خلافاً طبيعياً, يمكن فهمه في سياق التباينات السياسية الطبيعية و هذا مؤشر يكشف عن جذور صراع سوف يدور في المستقبل القريب بين الإخوان وهؤلاء . وهؤلاء سوف يظلون يكيلون الدسائس و التحالفات حتى مع الشيطان نكاية بالإخوان و مشروعهم حتى و إن فاز الإخوان حتى و إن اختارهم جميع الشعب.