19 سنة عشتها في دولة الإمارات ولم ألمس ممن حولي من عامة ومسؤولين أي خوف من أي حركة إسلامية تحاول تأسيس نفسها في الدولة لأي غرض .. وعرفت هناك الكثيرين من أبناء الجالية المصرية الذين لا شأن لهم إلا العطاء الأكاديمي لأهل الإمارات والسعي وراء لقمة العيش التي تركوا أرض الكنانة سعيا وراءها .. فمتى ظهرت فوبيا الإخوان لدى السلطات الإماراتية؟ ولم بحق الله ستؤسس جماعة الإخوان أو غيرها فرعا لها في دولة كالإمارات حيث لا حرية فكرية ولا سياسية؟ قبل فترة فوجئت بأن أحد الذين قبضت عليهم السلطات الإماراتية بتهمة " الأخونة "و" التآمر ضد الدولة" هو الدكتور عبدالله زعزع .. طبيب الأسنان الذي كنا نخافه ونحن صغار، لا شيء وإنما لكونه مشهورا بقلع الأسنان .. رجل طيب اجتماعي ملتزم دينيا يعرفه جميع سكان إمارة أم القيوين وتربطه علاقة ودية بآبائنا نحن اللواتي درسن مع ابنته تسنيم صاحبة القامة الطويلة والابتسامة الطفولية .. كانوا أسرة طبيعية غير مشبوهة دينيا أو سياسيا لا في العلن ولا في الخفاء .. فلم القبض عليه؟ ولم الآن؟ واليوم تفاجئت بخير آخر عن حملة تبرعات تقيمها دولة الإمارات وتبثها نلفزيونيا تحت عنوان : " مصر في قلوبنا " .. ما هذا الكرم في هذا الوقت؟ وألم تكن مصر في قلوبهم أثناء حكم مرسي؟ ألم تكن في حاجة ماسة للمساعدات المادية والمعنوية بعد ثورة 25 يناير 2011م وحتى سقوط مرسي؟ أول ما تبادر إلى ذهني هو أن الحملة الإماراتية وغيرها من المساعدات التي انهالت على مصر خصوصا من دول الخليج تبدو وكأنها رسالة تقول : مساعداتنا مرهونة بهوية من يحكم مصر.. وبما أنكم أسقطتم حكم الإخوان فسيعم خيرنا عليكم.. المسألة هنا ليست دفاعا عن الإخوان بل استغراب شديد من جهتي إزاء تعاون دول عربية على إسقاط رئيس عربي منتخب بغض النظر عن انتماءاته وأخطائه..