لم يجد حسين علي العماد، حرجا في أن يعمل مندوبا ومنسقا لمنظمة دنمركية في محافظتي صعدة وعمران، يحظى باستقبال (رسمي) من المحافظ المعين من الحوثي وتقوم وكالة الأنباء اليمنية سبأ بنشر خبر اللقاء. تفرض جماعة الحوثي حصارا على المنظمات الإغاثية والإنسانية المحلية والدولية وتمنعها من العمل في محافظة صعدة والمناطق الواقعة تحت سيطرتها في وقت تواجه تلك المنظمات صعوبات في الوصول للمعلومات والبيانات المطلوبة لتحديد الاحتياجات الأساسية لأبناء المحافظة، نتيجة المضايقات التي اعترضت أعمال المنظمات من قبل الجماعة، والخوف من الاعتقالات والتعسفات التي تنفذها الجماعة بحق العاملين في المنظمات التي قدمت الكثير من الخدمات والمساعدات الإنسانية لكثير من الأسر خلال سنوات حروب صعدة، عدا ما تقيمه المنظمات من علاقات شراكة وتعاون مع المنظمات والجمعيات المحلية العاملة في صعدة، وتم منع نشاط الكثير من المنظمات والمؤسسات الخيرية التي كانت تعمل منذ سنوات، خاصة تلك التي فيها من العاملين ممن لا يحملون الفكر الحوثي ولا يدينون بالولاء له. لجأت جماعة الحوثي إلى تهديد المنظمات الاغاثية المحلية والدولية العاملة في المحافظة ومهاجمتها بحجة أنها تمارس أنشطة استخبارية بهدف السيطرة عليها وتجيير أنشطتها بما يحقق أهداف الجماعة. كثيرة هي تلك الوسائل التي يستغلها الحوثي لتشويه المنظمات وتوجيه التهم لها: (العمل الاستخباراتي، الارتباط بالجانب الأمريكي، التحالف مع الموساد الإسرائيلي، قيامها بالتنصير، تفكيك المجتمع، الفساد اللاأخلاقي) كما ورد في صحيفة "الحقيقة" الصادرة عن الحوثي في عددها رقم (73) بتاريخ 29 شعبان 1432ه تحت عنوان (أقنعة العطف والإحسان تتساقط.. ويظهر الوجه الإجرامي على حقيقته.. منظمات تمارس نشاطا استخباريا) وإلى جوار العنوان شعار الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USIDA) التي تحدثت الصحيفة عن ممارستها نشاط استخباراتي تنفذه السفارة الأمريكية بعد تطهير المحافظة من عملائها عن طريق هذه المنظمات. حد تعبير الصحيفة. إضافة إلى ما نشرته صحيفة "المسار" في عددها رقم (5) بتاريخ 22 سبتمبر2011م، تحت عنوان (صعدة بين فكي عشرين منظمة، كيف تمكن إسرائيلي من دخول صعدة على أنه عامل إغاثة إنسانية؟ أين انتهى به الأمر) وعنوان آخر وضعته الصحيفة في ذات العدد عنوانه (خمسة جنرالات حرب أمريكيين وبريطاني وألماني دخلوا مدينة صعدة للتخطيط لحرب ضد جماعة الحوثي). إضافة إلى الحملات عبر وسائل الإعلام كالصحف والمنشورات تمارس الجماعة التعبئة والتحريض ضد المنظمات التي لا تستجيب للجماعة عبر المحاضرات وخطب الجمعة والدروس وغيرها. وتستخدم الجماعة الموظفين التابعين لها المتواجدين كموظفين داخل المنظمات الدولية لتوجيه تمويل المشاريع لما يخدم مصالحها وأنصارها. كما تعمل على دفع الأموال والرشاوى للعاملين في المنظمات من أجل تقاسم أموال المشاريع مع بعض الموظفين في بعض المنظمات أو الجهات الحكومية. وعبر شخصيات حكومية ومسئولين في الدولة تقوم الجماعة بتوجيه عمل ومشاريع المنظمات في صالحها ونجحت الجماعة في إلغاء الوحدة التنفيذية للنازحين، واستبدالها بمسمى المجلس التنفيذي لشئون النازحين والمتضررين في صعدة، لتغيير نظام التعامل بما يتناسب مع الحوثيين بقيادة أبو على الحاكم القائد العسكري لجماعة الحوثي في صعدة والسيطرة على أهم المكاتب الحكومية التي تتعامل معها المنظمات في أغلب المشاريع الإنسانية منها مكتب المياه والصحة والتعليم. وكذا السيطرة على السلطة المحلية والسلطات الأمنية بعد انسحاب الجانب الحكومي والرسمي. سارع الحوثي إلى احتواء هذه المنظمات وتحويلها إلى منظمات تخدم سياساته تحت وطأة التهديد والتخيير بين عملها في المحافظة وفقا لإملاءاته وشروطه أو الرحيل، كونها في نظره منظمات أمريكية تنفذ أجندة استخباراتية ليس أكثر. وتسعى الجماعة إلى التأثير الداخلي في أي قرار لأي منظمة وفرض الوجود والهيمنة لبعض المنظمات وأنشطتها المختلفة. والاستفادة من أي دعم في بناء القدرات التنظيمية والإدارية والمعرفية لعناصرهم باستغلال أي تدريب مقدم من المنظمات لهم. وكذا الاطلاع على أي أعمال تقوم بها المنظمات من تقارير ورصد أو توثيق لانتهاكات حقوق الإنسان أو المرأة أو الطفل أو غيرهم لضمان عدم محاسبتهم. كما تسعى إلى تفعيل جمعياتها ليكونوا الشركاء الوحيدين لهم في صعدة وغيرها وتوقيف الجمعيات الأخرى العاملة حتى ولو كانت من المنظمات المحلية المعروفة بالنزاهة التي تعمل على تقديم الخدمة للأسر المحتاجة. كذلك إبعاد المنظمات الدولية والدعم المقدم منهم عن التعامل أو الشراكة مع الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي لا ينتمي العاملين فيها للفكر الحوثي. إضافة إلى ما سبق ذكره من الممارسات التي تفرضها جماعة الحوثي على المنظمات وتسخير كافة الأنشطة لتحقيق أهدافها، فإنهم كذلك يعملون على كسب أكبر مبلغ من الأموال من هذه المنظمات لخدمة أهدافهم ومشروعهم والتي يتم تسخيرها من خلال استقطاب وكسب أكبر عدد من أفراد المجتمع بتقديمهم للمساعدات الإنسانية في المحافظة. وكذا صرف الأموال لميلشياتهم التي تقاتل معهم لضمان بقائهم في جبهات القتال، تتحول المنظمات إلى أدوات مشاركة في صناعة العنف نظير تجيير عملها بالقوة. يحاول الحوثي التدخل المباشر في أعمال المنظمات الإنسانية عن طريق فرض شروط مسبقة عليها، ومن هذه الشروط التالي: فرض تعامل المنظمات الكامل معهم. يُشترط على المنظمات كشف حسابها للحوثيين وآلية وبنود الإنفاق التي ستقوم المنظمة بصرفها. تلتزم المنظمات بعدم التنسيق مع أي جهة محلية أو دولية ولو كانت منظمة إنسانية إلا بعد إطلاع المجلس التنفيذي (الحوثي) بزعامة الحاكم لصعدة أبو علي الحاكم وموافقته. القبول باطلاع المجلس التنفيذي (حوثي) على رواتب موظفي المنظمات وتحديدها من قبلهم. على المنظمات فصل أي موظف يريد الحوثي فصله من أي منظمة (أدى ذلك إلى خروج منظمة أطباء بلا حدود من منطقة الطلح، وتعليق أعمال الهلال الأحمر اليمني، وتقليص مشاريع منظمة الطفولة السويدية). يمنع منعاً باتاً التواصل المباشر للمنظمات مع الإدارات الحكومية ذات العلاقة. للمجلس التنفيذي (حوثي) الحق في اقتراح أي مشروع ونقل أي مشروع من مكان إلى آخر (بما يتوافق مع أفكاره وأنصاره، ويمنع استفادة من لم يوافقوه حمل السلاح ولو كان شيعي المذهب). ليس للمنظمات الحق في تحديد الشريك الذي يمكنهم العمل عن طريقه ويعود الحق فقط للمجلس التنفيذي في تحديد الجمعيات والمؤسسات التي يمكن للمنظمات أن تتشارك معها، وللمجلس الحق في إلغاء أي شراكة بين أي منظمة وجمعية محلية لا يرغب الحوثي في تنفيذها لمشاريع داخل المحافظة. على جميع المنظمات الالتزام بطلبات وشروط المجلس التنفيذي كونه صاحب السيادة في محافظة صعدة. وضوح المنظمات أثناء الإعلان عن الوظائف وعدم توظيف أي شخص إلا بعد التنسيق مع المجلس التنفيذي. عدم الإعلان عن مناقصات المشاريع إلا بعد معرفة المجلس التنفيذي، وللمجلس الحق في استبدال وتغيير أو إلغاء عقد من يخالف أو يقصر –كما يراه المجلس– سواء كان ذلك منظمة أو شريك أو منفذ أو ممول. أن تلتزم المنظمات بالحفاظ على عادات وتقاليد المجتمع وفق ما يراها المجلس التنفيذي ويحددها. ضرورة التزام المنظمات بالتحركات وخط السير التي يحدده المجلس التنفيذي ولا يحق لها التواصل أو التعامل مع أي جهة غير المجلس. تلتزم المنظمات برفع تقارير شهرية أو حسب ما يطلبها المجلس التنفيذي. تلك الشروط موثقة بمذكرات ومحاضر اجتماعات صادرة عن "المجلس التنفيذي". الحوثي هم من يحدد أي احتياج إنساني والإذن بالتدخل للمنظمات، ويحظر على المنظمات تحديد الاحتياجات ومواجهة أي كارثة يبلغ بها المواطنون. لقد تم منع منظمة إنسانية تهتم بالجانب الصحي من العمل في منطقة الخوالد (سنة) وتحويلها إلى منطقة الصفراء ذات الولاء الحوثي. ودفعت جماعة الحوثي بعدد من عناصرها للانخراط في المنظمات كممثلين ومندوبين محليين. ترفع الجماعة شعارات مناوئة لأمريكا وإسرائيل وتستقبل الأموال والمساعدات من تلك الدول. لم يجد حسين علي العماد، حرجا في أن يعمل مندوبا ومنسقا لمنظمة دنمركية في محافظتي صعدة وعمران، يحظى باستقبال (رسمي) من المحافظ المعين من الحوثي وتقوم وكالة الأنباء اليمنية سبأ بنشر خبر اللقاء.