يقال أن العدل أساس الحكم، وليس الحاكم من حكم في دولة ما، بل هو من حكم في بيته ومدرسته وعمله ومعاملاته، وإذا ما فُقد العدل في مكان ما حل محله الظلم.. وحيثما أقيم العدل وُجدَ الرخاء ووجدت الطمأنينة وحل الإبداع.. وللأسف نرى في المؤسسة التعليمية الكثير من الظلم الذي تفشى ولم يجد من يقتلعه فإذا كان العدل أساس الحكم، فالعدل أساس من أساسات التعليم، فمن صور الظلم في التعليم: المعلم الذي تراه يعتني بفئة قليلة من الطلاب دون الآخرين، ويهتم بهم.. فهم من يقرأ، وهم من يشارك، وهم من يسأل، وهم من يتم النظر إليهم والتركيز عليهم، وهم في المقدمة دوما وما دونهم من الطلاب فتجدهم في الصفوف المتأخرة.. لا يتم سؤالهم ولا إشراكهم في أي نشاط، أهم شيء حرص المعلم على إسكاتهم، فالسكوت هو أقصى ما يتمناه المعلم من إنجاز، فأي عدل يتحقق في مثل هكذا تعليم؟ فهل يا ترى سأل المعلم نفسه ماذا لو كنت أنا -أو أحد أبنائي- ذلك الطالب الذي يجلس في المقعد الأخير؟ لو يتوفر قليل من العدل ومحاسبة الضمير لتغير حال التعليم!! ترى المعلم يخطئ في درجات الطالب ويرفض أن يُعدّلْ فيها، وليس هذا في أروقة المدارس فقط بل قد يصل مثل هذا الفيروس إلى الجامعات.. يكرم طالب دون غيره فقط لأنه بن المدير أو الأستاذ. يغيب المعلم عن الحصص ولا يعطي ما لديه من معلومات في حصة الدرس ومن يريد الاستزادة والإتقان فليحضر دروسه الخاصة.. هذا جزء بسيط من مظاهر عدم العدل. فغياب العدل غياب للإبداع، وتغييب للقدرات المدفونة، تحت ركام الظلم، فالعدل إذا أستوطن النفوس المسئولة أيا كان موقعها، هو من سينقب عن القدرات، وسيعطى كل ذي حق حقه.