قتل الشيخ حمد بن سعيد بن غريب وابن شقيقة شايف محمد سعيد غريب الشبواني، من أبناء مديرية عبيدة محافظة مأرب على أيدي الحرس الرئاسي الخميس الماضي في منطقة مجاورة لدار الرئاسة بمديرية السبعين جنوب العاصمة صنعاء. هذه الحادثة لا تزال تداعياتها مستمرة. اللجنة الأمنية العليا عقب الحادثة أكدت أن الأجهزة الأمنية نفذت عملية وصفتها "بالنوعية" واستهدفت "إلقاء القبض على أحد عناصر تنظيم القاعدة الخطرة في العاصمة بعد تلقيها «معلومات مؤكدة» عن تواجد وتحركات بعض العناصر". وذكرت اللجنة في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) مساء الخميس، أن أجهزة الأمن "تعقبت أحد عناصر القاعدة ويدعى (شايف محمد سعيد الشبواني) وتمكنت من محاصرته في الساعة التاسعة مساء في شارع 45 بأمانة العاصمة، إلا أنه بادر مباشرة بإطلاق النار على رجال الأمن المكلفين بالمهمة مما اضطرهم إلى التعامل معه بكل حزم وصرامة وقاموا بالرد عليه ونتج عن ذلك مصرعه ومصرع شخص آخر كان برفقته" وفقا للبيان. وبحسب بيان اللجنة الأمنية فإن شايف الشبواني "يعد أخطر عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي المطلوبة أمنياً، وأحد العناصر القيادية التي تقوم بالتخطيط والمشاركة في عمليات خطف واغتيالات في أمانة العاصمة، طالت رجال أمن وعدد من الرعايا الأجانب، وأدت إلى وقوع الكثير من الضحايا من المواطنين الأبرياء». لكن وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) قامت بحذف الخبر بعد ساعات من نشره. وكانت الوكالة نشرت الخبر من بيان للجنة الأمنية العليا يقول إن أجهزة الأمن قتلت من وصفته بأنه «أخطر عناصر القاعدة». «عبيدة» تُمهل الدولة أربعة أيام مساء الجمعة الماضية، عقدت قبائل عبيدة بحافظة مأرب اجتماعا للوقوف على ملابسات مقتل الشيخ الشبواني وابن أخيه، وأمهلت القبيلة السلطات الحكومية أربعة أيام للكشف عن ملابسات مقتلهما. وبحسب مراسل "الأهالي" بمأرب الزميل أحمد ربيع، فإن الاجتماع أفضى إلى عقد هدنة وصلح لمدة أربعة أيام بدأ يوم السبت وينتهي مغيب شمس اليوم الثلاثاء، بحيث تم السماح خلالها للفرق الفنية التابعة لمؤسسة الكهرباء بإصلاح خطوط النقل وإعادة المحطة الغازية إلى الخدمة، فيما رفضت آل شبوان السماح بإصلاح أنبوب النفط. وصدر بيانا عن قبيلة عبيدة عقب الاجتماع أدان حادثة قتل آل غريب، وطالب الدولة بسرعة تشكيل لجنة تحقيق، وإطلاع الرأي العام على تلك النتائج. وأشار المراسل إلى تلقي عبيدة برقيات تضامن من قبائل كثيرة من محافظتي مأرب والجوف. وطالبت قبائل عبيدة في وثيقة وقع عليها عدد من مشائخ القبيلة -حصلت "الأهالي" على نسخة منها- بتصحيح المعلومات الخاطئة التي نشرت في الإعلام الرسمي, وسرعة الحسم في هذه القضية وتسليم الجناة للعدالة، ومنتظرين للرد من رئيس الجمهورية، ومحتفظين بحقوقنا الشرعية -كما جاء في الوثيقة. مصدر مسئول: التحقيقات جارية مصدر مسئول بوزارة الداخلية قال في تصريح ل"الأهالي" أن التحقيقات في الحادثة لا تزال جارية. وحول عودة شائف الشبواني من مصر قبل عدة أيام، ولم يتم القبض عليه في مطار صنعاء، إن كان من المطلوبين أمنيا، قال المصدر إن الشبواني كان مرصودا، لكي يتم القبض عليه، وهذا ما كانت الأجهزة الأمنية تود عمله، لكنه قاوم الأجهزة الأمنية وباشرهم بإطلاق الرصاص ورجال الأمن لم يقوموا إلا بالواجب الذي عليهم فقط –حد قوله. مخطط لإرباك المشهد الصحفي محمد الشبيري وهو من أبناء محافظة مأرب قال ل"الأهالي": "قبل يوم من حادثة مقتل الشبواني نشرت صحيفة اليمن اليوم التابعة لعلي صالح خبراً مفاده أن 150 مسلحاً أجنبياً من عناصر تنظيم القاعدة غادروا أبين وشبوة على متن 22 سيارة باتجاه محافظة مأرب". وقال إن هناك "خطة مدبّرة لإرباك المشهد، وفتح جبهة جديدة بين القبائل والجيش في مأرب، يستطيع من خلالها تنظيم القاعدة أن يأخذ بثأره في قتلاه في أبين وشبوة، ويعوّض خسائره التي تكبدها هناك، تحت غطاء حرب القبائل والدولة". وأضاف الشبيري أن هناك شكوكا تدور حول تسريب "بلاغ كيدي صدر ضد الشبواني من قبل نافذين قبليين يعملون في جهاز أمني في الدولة لديهم قضية ثأر مع الشبواني، استطاعوا من خلال البلاغ أن يصفوا الشبواني بالإرهاب وأن يورطوا الدولة في قتل مواطن بريء بتهمة أنه قيادي في القاعدة وأخطر العناصر الإرهابية رغم أن الاثنين عادا قبل أسبوع من القاهرة عبر مطار صنعاء الدولي، ولو كانا مطلوبين أمنياً لاحتجزتهما سلطات المطار"!! ردة فعل القبيلة تغرق اليمن بالظلام انتشر خبر الحادثة في آل شبوان وعبيدة كالبرق فاحتشدت رجال القبيلة في ردة فعل غاضبة فاتجهت صوب مدينة مأرب عبر مداخلها الثلاث، وبحسب مراسل "الأهالي" في مأرب فإن عددا من قبائل آل شبوان اشتبكوا مع الأمن والجيش لاسيما قيادة المنطقة التي تتربع على جبل سطحي شبه منخفض مطل على المدينة واستمرت الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة حتى فجر الجمعة، ولم تسجل أي إصابات بين الطرفين. ولم يمض سوى ساعتين من الحادثة حتى انتفضت قبيلة آل شبوان لتقرر الانتقام من الدولة بسبب تلك الحادثة. وبحسب مصادر محلية في مأرب فقد هاجم مسلحون من قبيلة آل شبوان موقع اللواء العسكري 13 مشاة في منطقة "صحن الجن" شمال مدينة مأرب، كما داهم المسلحين نقاطا عسكرية ودارت بينهم اشتباكات عنيفة، كما فجروا أنبوب النفط واعتدوا على خطوط نقل الطاقة الكهربائية ما أغرق العاصمة صنعاء ومدنا يمنية كثيرة في الظلام الدامس. وأوضح مصدر مسئول في وزارة الكهرباء ل"الأهالي" أن خطوط نقل الكهرباء تعرضت لاعتداء تخريبي في منطقة آل شبوان عند الساعة الحادية عشر من مساء الخميس –عقب مقتل الشبواني بساعات- أخرجت الدائرة الثانية من محطة مأرب الغازية عن الخدمة. وتعد منطقة آل شبوان واحدة من المناطق التي تتعرض فيها خطوط الكهرباء وأنابيب النفط لأعمال تخريبية، وتنتمي آل شبوان إلى قبيلة عبيدة، وتقع آل شبوان على بعد 35 كم شمال مدينة مأرب في منطقة كثبان رملية، ويمر عبر المنطقة أنبوب النفط الذي يصب من صافر إلى رأس عيسى بالحديدة وتمر منها خطوط الكهرباء. غياب التنسيق تذكر الحادثة بحادثة مقتل أمين عام المجلس المحلي لمحافظة مأرب الشيخ جابر علي الشبواني، الذي قتل بطائرة دون طيار عام 2011م، وأشعلت الحادثة خلافات بين آل الشبواني والدولة، ثم اضطر علي صالح إلى إرسال تحكيم قبلي "الجنبية والعسيب" للقبيلة، وتم حلها وفق العرف القبلي. ويعكس تخبط روايات الأجهزة الأمنية حول الحادثة الأخيرة غياب التنسيق بين أجهزة الأمن والاستخبارات "الأمن القومي، الأمن السياسي، الاستخبارات العسكرية".