أبدى "محمد حبيب"، صاحب سوبر ماركت كبرى للمواد غذائية وسط صنعاء، استغرابه من تزايد إقبال المواطنين على شراء المواد الغذائية وخاصة الزيت والدقيق "اقبال غير معتاد" نتيجة مخاوف المواطنين من حدوث أزمة خلال الأيام القادمة. يقول محمد، إن الأمر غير متوقع، كنا نتوقع اليوم ركود البيع والشراء في المحل بسبب الأوضاع التي تمر بها العاصمة صنعاء حاليا من عمليات طيران التحالف العربي. مضيفا أنه خلال اليومين الماضيين التي شهدت فيها العاصمة قصفا جويا على مواقع عسكرية للحوثيين وصالح ارتفعت المبيعات لديه خاصة في منتجات القمح (البر والدقيق). مؤكدا أنه باع خلال تلك اليومين أكثر من 200 كيس بر ودقيق على الأقل، مما جعله يستدعي مورد الدقيق لزيادة كمية الطلبية المعتادة لديه. أرجع محمد الاقبال الكبير إلى خوف المواطنين من طول مدة الحرب في اليمن واحتدام أزمة اقتصادية وشحة أو نضوب المواد الغذائية في البلاد، مؤكدا أنه سمع ذلك من أحد زبائنه. يضيف أن كميات مبيعاته خلال الأيام العادية أقل من عشرين كيس دقيق فقط، مما يدل على ارتفاع الاقبال أكثر من 80% خلال الأيام الأولى فقط من عمليات ""عاصفة الحزم". في ظل ما تشهده العاصمة صنعاء ومدن أخرى من ضربات جوية من تحالف "عاصفة الحزم" يسعى المواطنون إلى ادخار مواد غذائية وينفقون كل مدخراتهم لشراء ضروريات الحياة، لتخوفهم من وجود أزمة اقتصادية وشحة المواد الغذائية أو انعدامها من السوق، وتكرار ما حدث خلال ما يعرف بأزمة الخليج عام 90م. قلق لم تبدده تطمينات حكومية تقول أماني، زبون لدى سوبر ماركت حبيب، إن السكان يخافون من طول فترة الحرب. هذا القلق المتسع لدى الموطنين، لم تبدده التطمينات الحكومية باستقرار الوضع التمويني. وزارة الصناعة والتجارة، التي تخضع لسيطرة جماعة الحوثيين، أعلنت يوم الخميس الماضي، أن الوضع التمويني والغذائي في البلاد "مستقر ومطمئن"، مشيرة إلى أن المواد الغذائية الأساسية متوفرة في الأسواق المحلية بكميات تفي باحتياجات المواطنين. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، التي تخضع هي الأخرى لجماعة الحوثي، عن وكيل الوزارة لشؤون التجارة الداخلية، عبدالله عبد الولي، أن المواد الغذائية الأساسية متوفرة بشكل كامل، وأن الكميات الموجودة تغطي احتياجات المستهلك لفترة لا تقل عن ستة أشهر. ودعا الولي القطاع الخاص إلى ضرورة الالتزام بتوفير المواد، وعدم الاحتكار من قبل من وصفهم ب "ضعاف النفوس". متعهدا بأن الوزارة ستقوم بدورها الرقابي على الأسواق والمراكز والمحلات التجارية الخاصة ببيع وتداول المنتجات الاستهلاكية والغذائية الأكثر رواجاً واستهلاكها، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، لتأمين احتياجات المواطنين من المواد الغذائية الأساسية والحدّ من الممارسات غير المشروعة. وقف الاستيراد بينما تأثرت الأسواق العالمية بموجة تهاوٍ عنيفة، خوفاً من تطور الأوضاع في المنطقة التي تساهم بأكثر من ثلث إنتاج العالم من النفط. تشهد اليمن حاليا توقف في الحركة التجارية المستوردة التي تعتمد عليها البلاد اعتمادا رئيسيا في الحصول على المواد الغذائية بنسبة 90%. حسب تقديرات اقتصاديين. وأغلقت السلطات كل الموانئ الرئيسية والمنافذ البرية. وفق مصادر في قطاع الشحن والملاحة، التي أوضحت أن الموانئ المغلقة هي: عدن والمكلا والمخا والحديدة، والمنافذ بين اليمن والسعودية "اغلاق تام". *المادة منشورة في أسبوعية "الأهالي"