حث القيادي البارز في حزب التجمع اليمني للاصلاح زيد الشامي الرئيس عبدربه منصور هادي، على ترك حزب المؤتمر الشعبي العام وأن يبقى رئيسا لجميع اليمنيين. ودعا الشامي المحيطين بالرئيس هادي أن يكونوا وساطة خير وتسديد ونصح يساعد الرئيس على المضي في الطريق الصحيح بعيداً عن المجاملة الخادعة والإطراء الكاذب. حسب قوله. وتمنى زيد الشامي وهو عضو الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، على الرئيس هادي أن يظل رئيسا لجميع اليمنيين, ويترك لحزب المؤتمر اختيار من يراه لرئاسته. وأضاف: "وهذا هو الذي ينسجم مع موقع الرئيس الذي يحسن أن يكون على مسافة واحدة من كل الأحزاب, حتى يبعد نفسه عن الانحياز لطرف دون آخر, وهذا يفرض احترامه على جميع الأحزاب". واعتبر الشامي أن ترك هادي حزب المؤتمر "خدمة لحزب المؤتمر ليعتمد على نفسه وإمكاناته ولا يظل عبئاً على الرئيس ومتكئاً على سلطاته ونفوذه, كما كان الحال سابقاً بما سببه ذلك من أخطاء كادت أن تودي بالبلاد إلى الهاوية!!". ودعا نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب التجمع اليمني للاصلاح، من وصفهم بالمحبين لليمن والمحيطين بالرئيس هادي "أن يكونوا وساطة خير وتسديد ونصح يساعد الأخ الرئيس على المضي في الطريق الصحيح, بعيداً عن المجاملة الخادعة والإطراء الكاذب, فليس كل مدح محبة ولا كل ثناء إخلاص, كما أن النصيحة الصادقة ليست انتقاصاً ولا تعالياً, وعندما يتولى أي مسؤول منصباً يأتي متحمساً مخلصاً متواضعاً, لكن بعض ضعاف النفوس يحاولون إشعاره بأنه فلتة من فلتات الزمان, ولولاه ما قامت مصلحة ولا تحقق خير للناس, وغالباً ما يكون وراء كل ذلك منافع خاصة, وربما رغبة مبطنة في الانتقام من الممدوح وحرص على حجب الحقائق عنه!". حسب تعبيره. واعتبر الشامي في مقال له في صحيفة الصحوة الأسبوعية أن رئيس الجمهورية "مرجعية لكل المواطنين ولكل الأحزاب, وإذا أصبح رئيساً لحزب بعينه فإنه يفقد الحيادية ويضطر أن يجامل حزبه, ولن يكون ذلك إلا على حساب العدالة والمساواة". وأشاد الشامي في مقاله الذي حمل عنوان: "حتى لا تتكرر الأخطاء" بتوجيهات هادي بنزع صوره من الشوارع وعدم رفعها في المؤسسات الحكومية. وأضاف: "وهذا عين الحكمة فهذه المظاهر لاتصنع حباً ولا ولاءً". لكنه قال أن ذلك التوجيه لم يعمل به وأن أغلب المؤسسات أخذت برفع صور هادي، وهو المشهد الذي وصفه ب "المكرور في كل الدول المتخلفة". وأضاف: "وأرى أن الحزم والحصافة يوجبان عدم السماح للمتزلفين بممارسة هوايتهم بصناعة السراب الخادع والمظاهر الفارغة وحجب الواقع, أمثال هؤلاء يضرون ولا ينفعون يدمرون ولا يبنون, وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن نحثو التراب في وجوه المداحين!". حسب قوله. وأشاد زيد الشامي بخطابات هادي المحدودة. وقال: "خطاب واحد لرئيس الجمهورية يغني عن مئة خطاب, والعبرة ليست بكثرة الخطابات التي ينسي بعضها بعضاً, وجميل أن خطابات الرئيس عبدربه منصور هادي حتى الآن محدودة, لكنها تحمل جديداً في كل مرة, والشعب اليوم يحتاج إلى العمل والإنجاز وليس التفلسف والتنظير". مبديا أمله في أن يستمر الرئيس على هذا المنوال "الذي يكسبه مزيداً من التقدير والاحترام". داعيا الرئيس هادي إلى أن لا يصغي "لأولئك الذين يقولون إن الخطابات والأخبار الكثيرة تجعل شخصية الرئيس قوية ومحبوبة, والعكس هو الصحيح وغالباً ما يندم المرء على الكلام أكثر من ندمه على السكوت!". وأضاف الشامي: "هناك من يتحدث عن (الكارزمية) التي يجب أن يتصف بها الرئيس, بحيث نراه يتحدث في كل شيء: يوجه أساتذة الجامعات, ويعلم مهندسي الكمبيوتر, ويرشد أطباء القلب, ويخوض مع رجال الأعمال في تفاصيل التجارة والصناعة, ويبدي رأيه في الشعر والأدب ...الخ". واستطرد: "والحق أنه لو قام بذلك فسيضطر للتدخل في غير اختصاصه ويسبب الفوضى والارتباك, وليس مطلوباً من رئيس الجمهورية أن يكون خبيراً بكل شيء, ولا متخصصاً في كل صغيرة وكبيرة, وإنما هو بشرٌ تحمل مسؤولية أكثر من غيره وأكبر من الآخرين, وعليه أن يستشير ذوي الاختصاص ليتخذ القرار الأفضل أو الأنسب, وقدرته على الاستفادة من كل الطاقات هي الكارزمية المطلوبة منه". وقال القيادي الاصلاحي أن القرارات التي يتخذها الرئيس هادي تحقق تقدماً واضحا في طريق التغيير المنشود "وإن كان المتعجلون غير راضين ويشعرون ببطء حركة السير لكن المهم أن الصبر والأناة لم يؤديا إلى التراجع إلى الوراء". واعتبر أن كل المؤشرات تؤكد أن اليمنيين ماضون لتجاوز الآلام والأحزان والمآسي. وأضاف: "ولعلنا نتذكر أين كنا في مايو2011م عندما بلغت القلوب الحناجر, وضاقت الدنيا على الناس بما رحبت, وكادت البلاد تنزلق إلى حرب أهلية طاحنة لا تبقي ولا تذر؛ بينما أصبحنا اليوم في ظروف أفضل - ليست كما نتمنى - لكنها تتجه بنا نحو الاستقرار والحوار ومعالجة المشكلات". وأكد الشامي أن عجلة التغيير تسير في طريقها "رغم بعض العوائق التي تؤخر وتعرقل, غير أنها تظل عاجزة عن تعطيل مسيرة الوفاق الوطني, وفي كل يوم نلمس خطوات نحو الانفراج, وتزداد ثقة الناس بأنهم على وشك الخروج من النفق".