إيران في واجهة السياسية اليمنية بعد اكتشاف خلية تجسس تعمل لصالح طهران في اليمن شماله وجنوبه. عبر منافذ الحوثي في صعدة يمكن العبور إلى قبلة "قُم" وأداء طقوس الولاء لصالح مركز "لا سياسي" يعمل جاهداً لخدمة الأهداف المُستترة تحت عمامة السيد والتي لا تخلو من إذكاء ألسنة اللهب في عصب الحياة الاجتماعية لليمنيين من منطلق سياسي بتُقيةٍ دينية بحتة. استقبلت طهران عدة دورات لشباب يمنيين، كان آخرها استقبال وفداً شبابياً للمشاركة في مؤتمر إسلامي لرفض أحجار الجدار الصهيوني في قلب الأمة الإسلامية. إلتباسٌ واضح عند التطلع على خلفية المشاركين: شخوصٌ يهاجمون الإسلاميين في اليمن بكافة خلفياتهم ومرجعياتهم باستثناء الحوثي يودون كسر الحصار العالمي المفروض على طهران. كل المسألة الآن تكمن في: مستقبل العلاقات اليمنية الدولية في ظل سياسة الرئيس عبدربه منصور هادي. في الخطاب الأخير للرئيس هادي (17 يوليو) أفصح عن شكل يشي بالتوتر وبفعل الأمر تحدث الرجل لأول مرة عن نموذج من العلاقات الدولية لسياسة اليمن: على إيران أن تكف على دعم فئات معينة في ا ليمن!. كان هادي على اطلاع بتحركات خلايا إيران من خلال اتصالاته بالأجهزة الأمنية استنتاجاً من إعلان الناطق باسم الحكومة يوم الجمعة الفائتة من إلقاء القبض على خلية تجسس إيرانية. الخطاب يتمتع بمصداقية عالية ولكن التوقيت كان مدروساً أراده هادي لاستعطاف القوى السياسية المختلفة بعد تعالي الأصوات المشمئزة من القرارات الرئاسية التي يتخذها ، فضلاً عن الإقصاء والتهميش الذي تُفصح عنه القوى السياسية خصوصاً تلك القوى التابعة لتكتل اللقاء المشترك، هكذا يرى المُشككون وحسب. مُنذُ أشهر ووسائل الإعلام اليمنية تتحدث عن تواجد إيراني في صنعاء وبدأ هذا التواجد يتمدد باتجاه الجنوب، مع الإفصاح عن بعض الأسماء التي استلمت مبالغ طائلة عليها مسحةً مباركة من أولياء إيران. في شهر مارس الفائت نشر موقع الأهالي نت خبراً مفاده أن مجموعة من الناشطين الحقوقيين والصحفيين اجتمعوا مع السفير الإيراني في صنعاء، كانت تلك إيماءة صغيرة على كثافة أنشطة السفير. مصدر من بيروت قال ل "الأهالي " بأنه كان لإيران مناديب عبر قناة اتصال لبنانية للمشاركة في مؤتمر بيروت، وأن أحد مندوبي إيران سأل أحد اليمنين المشاركين في المؤتمر: هل تمكن "الحوثي" من بلوغ ميدي. بعد ضمان منفذ إيران في الشمال اليمني، عملت على التحول إلى الجنوب ولم تظل حبيسة سياسة تحقيق الهداف الواحد. الأهداف واضحة إذن، هو تأمين طريق لتمكين وصول العمائم الطهرانية، وبلغة الساسة: موطئ قدم لإيران في المنطقة بعد إيمانها بالأمر الواقع وما تفقده من مصالح في دول عربية مجاورة لها عبر أنظمة آيلة للسقوط. المؤشرات تقول أن حراكا براغماتياً بين كلاَ من الرياضوطهران رقعته الجغرافية اليمن، وتبد أن السعودية أفاقت مؤخراً وبدأت تستقرئ الأمور ببطء يتناسب مع بنية وبدانة أصحاب السمو، فبحسب صحيفة الرياض فإن استهداف اليمن من قبل إيران هدفه تطويق المملكة ودول الخليج العربي من الجنوب لتعويض فقدان سوريا، فيما تَمُر العلاقات اليمنية السعودية بفتورٍ لم يظهر بعد إلى العلن، وتدور في أروقة السياسية تفسيرات عدة لتوضيح هذه الأسباب. الأهالي نت نشر في وقت سابق تقريراً عن فتور العلاقات اليمنية السعودية وضمن إلى جملة الأسباب "تحريك الورقة المذهبية التي أدت إلى فتور العلاقات اليمنية السعودية، خصوصاً أن المملكة تعتقد أن هناك تساهل إزاء الحوثي في شمال اليمن كان سبباً في تحريك ورقة الشيعة في جنوب السعودية مؤخراً. وتُدرك السعودية بأن الحوثيون خطراً حقيقياً لها ،ويرى اليمنيون أن "تياراً "حقوقياً" يتلقى الدعم الغزير من إيران وأن "إيران "تحاول جاهدة استقطاب نخبة من أوساط الشباب الناشطين في الثورة وآخرين من الإعلاميين الذين يميلون إلى "جماعة السيد" نكايةً بفئة سياسية كحزب الإصلاح.. أخطأت السعودية في تعاملها مع الثورة الشبابية واستغلت إيران تلك النقطة لصالحها، وتاه السؤال الذي كان يمكن طرحه قبل نوفمبر 2011: لماذا لا تدعم السعودية كنظام الثورة اليمنية على الأقل لتقويض النفوذ الإيراني الآيل للسقوط بدعم من السعودية أو بغيره؟!..