كلمة الرئيس مرسي في قمة حركة عدم الانحياز المنعقدة في طهران لفتت الأنظار لدور مصر ومكانتها المغيبة ولحركة عدم الانحياز التي كادت تنسى، تراجع الذين انتقدوا الزيارة بعد سماعهم للكلمة خصوصاً عن سوريا وأكد بحضوره أن العلاقة بين الدول حتى مع الخلافات أفضل من القطيعة مع الاحتفاظ بالمواقف.. مرسي دعا لرحيل النظام السوري واعتبره غير شرعي ومن طهران العاصمة الإيرانية أهم داعمي بشار الأسد وهو بالمناسبة نقد لموقف إيران لدعمها غير المحدود المجازر في سوريا, الملاحظ أن لا أحد تضامن مع الوفد السوري الذي انسحب خائباً وحيداً ليكتشف مدى العزلة وأن صوت الشعب وأنينه قاتل, حتى الإيرانيين تجاهلوا الإشارة لسوريا من خلال كلمة المرشد والرئيس نجاد.. البعض اعتبره مؤشراً عن بداية تراجع أو إعادة تقييم من إيران لموقفها تجاه نظام فاشي قائم على الجماجم وسينهار لا محالة.. مراجعة من هذا القبيل ستكون محسوبة لصالح النظام الإيراني الذي عليه أن يتصرف كدولة إقليمية كبرى بعيداً عن التدخل بالقفاز الطائفي وتثوير المستنقعات في الأقطار المجاورة ، من الأفضل لإيران أن تتعامل مع الشعب السوري لا مع بشار الغارق في الدماء..من الأفضل لإيران أن تتعامل مع الشعب اليمني وثورته ورئيسه المنتخب وتكف عن (البعسسة) مع الحوثي وعلي سالم البيض فهي ستبدو صغيرة وستنهزم وتخسر في طهران عندما تقف خلف المشاريع الصغيرة.. تستطيع إيران أن تلعب دوراً فاعلاً في المنطقة إذا نبذت الأدوات الطائفية الأكثر عفونة في التاريخ واستبدلتها بأدوات الدول كدول تحمي مصالحها القومية ورسالتها الإنسانية. الرئيس مرسي في كلمته أشاد بدور الرئيس عبدالناصر في تأسيس حركة عدم الانحياز مع الزعماء نهروا وتيتو هذه الإشادة والإنصاف من الرئيس مرسي (الإخواني ) لها دلالتها المهمة المتمثلة في نبذ الماضي وغروب عهد الثارات والأيدلوجية الفارغة وبزوغ عصر الشعب والواقعية السياسية المرتكزة على مصالح الشعوب وحيث ما كانت مصلحة الشعب كان الإسلام وكانت العروبة..نحن بحاجة إلى مواقف أخلاقية تؤسس لعصر التسامح والتنافس البرامجي لخدمة الشعب وبناء حضارة وهذا ما افتقدناه في الماضي كنتيجة طبيعية لغياب أصحاب الحق (الشعوب) وطغيان السلبية الجماهيرية. [email protected]