اتخذ اسم جلنار الذي يعني وردة الرمان في اللغتين الفارسية والتركية، في سوريا معنى آخر، وإن اشترك الدم مع لون الرمان الأحمر. فقصة جلنار السورية، أو "زهرة الحرية" كما أطلق عليها ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، تحمل عدة أبعاد، فهي طفلة لم تكن تبلغ من العمر سوى سبعة أعوام عندما قضت في الرابع من فبراير الماضي برصاصة لجنود النظام عندما كانت تنظر من شباك غرفتها لتعرف ماذا يجري في الخارج. وبعد أن رسمت العديد من اللوحات التي مجدت الثورة وانتقدت النظام، على الرغم من صغر سنها، فاستحقت عن جدارة لقب ريشة الثورة البريئة. لكن قصتها لم تنته عند مقتلها، الذي كان مؤثراً في مدينتها، ما دفع العديد من النشطاء في دمشق إلى تدشين العديد من الصفحات التي تحمل اسمها في مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً أن قوات الأمن منعت مشيعيها من الرجال من دفنها، الأمر الذي اضطر نساء المدينة إلى مشاركة والدتها في دفنها. وقد أضحى مقتل جلنار حدثاً ملهماً للثوار الذين وجدوا في اسمها عنواناً جديداً لكتابة ثورتهم، ورمزاً للطفولة الثائرة بوجه النظام، فالحديث عن مشاركاتها السابقة في المظاهرات الشعبية، ورسوماتها الداعمة للثورة لا ينتهي. فجلنار التي حاول النظام معاقبتها على رسوماتها الداعمة للثوار، أضحت بعد موتها رمزاً للطفولة المستباحة، فيما رسوماتها تحتل صدر المعارض الدولية. وعلى الرغم من أن جلنار رحلت، لكن قصتها بقيت وكذلك رسوماتها التي جسدت في تاريخ سوريا الحديث قصة أصغر ناشطة سياسية اختلطت ألوان ريشتها الصغيرة بأحلام كبيرة طالما هتفت من أجلها طلباً للحرية.