بالتزامن مع المساعي السياسية لعقد مؤتمر حوار وطني ،تشتغل قوى الاجرام _التي خسرت مصالحها بخلع رأس الأفعى _ على تهيئة البلد لحرب اهلية ،ضمن مخطط جهنمي يسعى من خلاله قوى الشرور والحروب للانقلاب الوضع الانتقالي ، وأحلام الناس بدولة مدنية عادلة ومن يطلع على وسائل اعلام الثورة المضادة ،يدرك مخاطر ما يهدفون اليه من فتن تبدأ بخلط الاوراق وضرب طرف بآخر دو آسف ،والمخيف للغاية العبث السلم الاجتماعي والتصالح السياسي ،و تفجير الوضع عبر " البعد الطائفي" في جنوب قبل شمال البلاد ،للأسف... ويبدو أن نظام المخلوع والموالين له من مصاصي الدماء في سباق مع الوقت لنسف أي حالة وئام وطني وتصالح سياسي قد يأتي به مؤتمر الحوار الوطني ،فما أن تم تكذيب البيان المزور عن "اتحاد علماء اليمن " التي تبين أنه ببان كاذب ،سعى من خلال مطبخ "صالح " لتهيئة النفوس لإدخال البلد في اتون حرب اهلية وطائفية ،بوصفها السلاح الاخطر للانتقام من خصومه _ كما يعتقدون_ ،تأتي علينا جريمة امس التي استهداف احتفال لأنصار الحوثي بذكرى عاشوراء في منطقة الجراف شمال صنعاء، بالأمس شعرت بأن ليل البلد لم يغادر ،ومآتم الوطن لن تنتهي .. الى حد الآن ،تظهر جميع القوى السياسية في البلاد قدرا من المسؤولية في التعامل مع هذه الجرائم المدانة ،باستثناء المخلوع وأدواته الاجرامية، ومكائنه الاعلامية التي تعمل على الدفع بالبلاد الى حافة الهاوية ،وفقا لمنطقه " الشمشوني " الذي يتوعد الجميع به ولا داعي لتذكير بتهديداته قبل وبعد توقيع مبادرة رحيله عن الكرسي فقط ، كون خطابه الانتقامي، يتلخص في عبارة قالها بوقه الأبرز عادل الشجاع في قناته " اليمن اليوم " : أن الحرب لم تبدأ بعد. ! الى أي حرب ونهاية سيذهب هؤلاء المعتوهين في البلد؟ وإلى أي مدى ستنجح القوى السياسية في تجيب البلد ويلات الفتن او أي حرب تطبخ على عجل اجرامي من مطبخ مخلوق الحروب الابرز في البلد ؟ وهل يكون أحزاب المشترك و المؤتمر والحوثيين والحراك الجنوبي وشباب الثورة السلمية هذه المرة على وعي تام بما يهندس المخلوع للبلد من كوارث؟ اعتقد بأن كل وطني شريف يهمه أمن واستقرار بلده، يدرك ما يحيق بالبلد من فتن ،والجميع يدرك و يستشعر مخاطر ما يحاك للبلد من نهايات مأساوية في دهاليز الموت والفتن ،وبلا شك ،فكل القوى السياسية في جنوب وشمال البلد معنية بدرجة اساسية بالقيام بواجب تفويت أي فتن اهلية او مجتمعية تدبر للبلد من قبل زعيم الفتن وطائر الخراب ،فبناء المستقبل الآمن واليمن المدني الديمقراطي يبدأ من الآن، وليس غدا.. وبقدر رفضنا لأي تدخل يهدد امن وسلامة البلاد واستقلال قراره السياسي ،يفترض بالمجتمع الدولي الوفاء بوعدهم بإخراج هذا المعتوه من المشهد بالتنسيق مع عقلاء حزب المؤتمر، رغم قناعتي بفداحة التسوية التي لم تنجح في ابعاد المخلوع عن المشهد ،بقدر أيماني بعدم حرص المجتمع الدولي على اليمن بقدر حرص ابنائه اولا . في المقابل، بات واضحا بأن يد وأموال المخلوع بدأت تطال تكتل اللقاء المشترك ذاته ،ولعل مساعيه بتفكيك هذا التكتل السياسي بدوافع انتقامية، قد بدأت في الظهور رغم محدودية تأثيرها على الخطاب العام والنهج السياسي للمشترك، وهذا ما يؤكده أكثر المتابعين لتبعات التصريحات التي يدلي بها اطراف في المجلس الاعلى للمشترك وبعض فروعه بمعزل عن المواقف السياسية لأحزابهم ،ومع ذلك يفترض بالمشترك مزيد من اليقظة السياسية والإعلامية والابتعاد عن أي ممارسة أومواقف قد تعزز من شروخ سياسية في الجسد الوطني نتيجة للخطاب المنفلت وغير المسئول لبعض من قياداته الذين يتساقطون في مطابخ الماضي البغيض ودروبها المهلكة. خالص التعازي وعظيم المؤاساة لأسر شهداء تفجير حي الجراف شمال صنعاء ،وأمنياتي للجرحى بموفور الصحة ..