حصلت "الأهالي" على وثائق خاصة من طلاب اليمن الدارسين في الجزائر وعددهم (147) والذين يعتصمون حاليا أمام مبنى السفارة بالجزائر مطالبين برحيل الملحق الثقافي المنتهية فترته حسب الوثائق التي وجهوها إلى رئيس الجمهورية، متهمين الملحقية بممارسة "أسوأ أنواع الفساد". وكان نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي قد أشار سابقا في برنامج "ملفات ساخنة" إلى أن الملحقية الثقافية في الجزائر من أسوء الملحقيات في العالم. وأعلن طلاب اليمن في الجزائر الأربعاء الماضي بدء الإضراب المفتوح عن الطعام، في تطور بارز على مسار الاحتجاجات والاعتصامات السلمية التي نفذوها للمطالبة بإقالة الملحق الثقافي رشاد شائع. ويشير الطلاب إلى أن مسألة متابعة مستحقاتهم لم تتم بالشكل المطلوب وإنما أخذت منحى آخر وطريقا مختلفا، إذ جعل الملحق الثقافي ومساعده من القصة طريقا لتلميع أنفسهم لدى الجهات المعنية، وعلى رأسها مكتب رئيس الجمهورية وهيئة مكافحة الفساد ووزارة التعليم العالي بحثا عن مناصب أكبر. وكان الطلاب قد بدأوا الاعتصام السلمي في 19-12-2012م بمبنى السفارة، لكن سفير اليمن في الجزائر استدعى الشرطة الجزائرية لإخراجهم من المبنى، لينقلوا اعتصامهم إلى أمام السفارة رافعين شعار "ارفعوا الظلم عنا.. سئمنا من هذا الملحق الفاسد.. لا نريد أكثر من تطبيق القانون".. وقالوا إنهم لن يبرحوا من مكانهم حتى يتحقق مطلبهم القانوني المتمثل في تبديل الملحق الثقافي المنتهية فترته قانونا، وطالبوا هيئه مكافحة الفساد بتبديله أو إيقافه ولخص الطلاب جزءاً من المشاكل التي يعانون منها منذ بداية فترة عمل الملحق قبل أربع سنوات بالآتي: - تبنيه أسلوب التهديد والوعيد واللجوء إلى الأمن الجزائري للدخول إلى السفارة عند مطالبة الطلاب بحقوقهم المكفولة دستوريا وقانونيا؛ وإساءة استخدام الوظيفة العامة تجاه العديد من الطلاب. - عدم التعاون لحل مشاكل الطلاب (مثل طلاب الاستمرارية، مشكلة المعادلات في الجزائر، طلاب نظام "إل -أم دي"، طلاب سنة سادسة طب أسنان أو صيدلة، مساعدة الطلاب الجدد الراغبين في تغيير تخصصاتهم من طب إلى علوم طبيعية وهندسة وغيرها. - تخصيص الدراسات الجامعية التي تمنح للطلاب من قبل وزارة التعليم العالي خارج البروتوكول والتي تصل إلى حوالي 30 مقعدا مجانيا لذوي القرابة بغض النظر عن المعدلات والاستحقاق. - عدم تسليم الطلاب المتخرجين كامل مستحقاتهم المالية بحسب قانون البعثات. - عدم مساعدة الطلاب الذين لا تتوفر تخصصاتهم في جامعتهم للتحويل إلى جامعات أخرى تتوفر فيها تخصصاتهم, وتهديدهم بقطع منحهم في حالة التحويل. الطلاب يدفعون ثمن قرابة الملحق للرئيس وتمارس التعسفات من قبل الملحقية الثقافية والمسئول المالي بالملحقية، والمستشار الأكاديمي، حيث يحظى الملحق الثقافي بكل الدعم لتعسفاته من السفير في الجزائر نتيجة لقرابة الملحق من الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي -حسب مذكرة رفعها طلاب إلى النائب العام. وقد سبق الرفع بعدد من الشكاوى ضد الملحقية الثقافية من قبل عدد من الطلاب للجهات المختصة دون أن تحرك تلك الجهات ساكنا. أوامر هيئة مكافحة الفساد تذهب أدراج الرياح إلى ما سبق: لم تنفذ القرارات التي أصدرتها الهيئة العليا لمكافحة الفساد بحجة مخاطبة وزارة التعليم العالي للهيئة العليا لمكافحة الفساد وإفادتهم بأن فترة عمل الملحقية سوف تنتهي في شهر يونيو 2012م، ومن بعدها سيتم إحالتها إلى الهيئة. كما حصلت صحيفة الأهالي على مذكرة من الهيئة العليا لمكافحة الفساد إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تقضي بطلب المستشار الثقافي ومساعده المالي بسفارة اليمن بالجزائر للحضور إلى الهيئة للتحقيق معهما في «إساءة استخدام وظائفهما وإعاقة الشاكين عن الدراسة وعدم صرف مستحقاتهم من المساعدة المالية رغم صدور التوجيهات من جهات الابتعاث ك(وزارة التعليم الفني) علماً بأن الهيئة قد تلقت عددا من الشكاوى والبلاغات ضد المذكورين بعدم صرف مستحقاتهم المالية والتلاعب بالمنح الدراسية. ووجه مجلس الهيئة في جلسة بتاريخ 6/2/2012م بالتخاطب مع وزارة التعليم العالي لإلزام المشكو بهما بالحضور إلى الهيئة وتوقيفهما عن العمل مؤقتًا على ذمة التحقيق. وفي مذكرة أخرى إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي مفادها أن الهيئة تجري تحرياتها وتحقيقاتها في البلاغات المقدمة من عدد من الطلاب الدارسين في الجزائر والمتعلقة بعدم صرف مستحقاتهم المالية والتلاعب بالمنح الدراسية، و"حيث كانت الهيئة قد حررت إليكم مذكره في وقت سابق برقم (199-1) بتاريخ 7-2-2012م تتضمن التوجيه بإيقاف الملحق الثقافي ومساعده المالي وإلزامهما بالحضور إلى الهيئة للتحقيق معهم حول الوقائع المنسوبة إليهم إلا أنه حتى تاريخه لم يصلنا ما يفيد تنفيذ قرار مجلس الهيئة"، ووصلت معلومات بأن المستشار المساعد للشئون الأكاديمية متواجد في صنعاء لكنه لم يحضر إلى الهيئة حسب الوثيقة.