اشتبكت قوات الرئيس السوري بشار الأسد مع قوات للمعارضة في مدينة درعا بجنوب البلاد يوم الأربعاء في الوقت الذي ينظر فيه مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان في رد سوريا على خطط تهدف إلى إنهاء العنف. وقال ناشطون إن نحو 20 دبابة ومدرعة طوقت حي البلد في مدينة درعا قرب الحدود مع الأردن وأطلقت نيران مدافع مضادة للطائرات على المباني. وزار عنان دمشق مطلع الاسبوع وقدم للرئيس السوري ما وصفه "باقتراحات ملموسة" تهدف إلى إعادة الهدوء. وقال أحمد فوزي المتحدث باسم عنان أنهم تلقوا رد الاسد وأن عنان يبحث هذا الرد. وقال فوزي من جنيف "تلقى المبعوث ردا من الرئيس الاسد. سيكون لديه ما يقوله في وقت لاحق اليوم." ومنذ زيارة الامين العام السابق للأمم المتحدة استمر العنف بلا هوادة وقصفت القوات السورية مناطق حول مدينة ادلب بالشمال ومدينة حمص في الوسط وفي الجنوب حول درعا. وقال مسؤول في الاممالمتحدة أن أكثر من ثمانية الاف شخص قتلوا خلال الانتفاضة وقالت مفوضية الاممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين أمس الثلاثاء أن نحو 230 ألف سوري فروا من ديارهم خلال العام المنصرم منهم نحو 30 ألفا تركوا البلاد. وفي محاولة فيما يبدو لقطع طريق الفرار على السوريين قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان أن القوات السورية زرعت ألغاما قرب حدودها مع لبنان وتركيا بامتداد مسارات يستخدمها السوريون للفرار من الصراع. وقال البرلمان السوري يوم الثلاثاء في محاولة لاظهار أنه يمضي في برنامج الاصلاح أن الاسد أمر باجراء انتخابات تشريعية في السابع من مايو ايار. وستجرى الانتخابات بموجب دستور جديد كانت نتيجة الاستفتاء عليه موافقة أغلبية السوريين الشهر الماضي في عملية وصفتها المعارضة السورية والدول الغربية ودول عربية بأنها مهزلة. ورحبت روسيا والصين بوعود الاسد بالاصلاح بما في ذلك الوعد باجراء انتخابات ومنعتا خطوات في الاممالمتحدة لانتقاد الرئيس السوري. وقال رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو يوم الاربعاء ان بكين لا تحابي أي طرف في هذه الازمة وانها تشعر "بألم بالغ" لمعاناة الشعب السوري لكن تصريحاته لا تلمح الى أن الموقف الدبلوماسي الصيني سيتغير. وفي وقت سابق قالت وسائل اعلام أن الصين ستقدم مساعدات انسانية قيمتها مليونا دولار عبر الصليب الاحمر. وقال رئيس الوزراء الروسي سيرجي لافروف يوم الثلاثاء أن قوات الحكومة السورية لن تتوقف عن القتال أو تنسحب من مواقعها ما لم تقم قوات المعارضة بخطوة مماثلة. وانتقدت وزارة الخارجية الامريكية الانتخابات التي تعتزم سوريا اجراءها وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية "انتخابات برلمانية لبرلمان يمنح موافقته تلقائيا في وسط هذا النوع من العنف الذي نشهده في انحاء البلاد.. هذا أمر مثير للسخرية." وبعد قمع شديد في مدينة حمص بوسط البلاد كثف الجيش من عملياته في الشمال وظل يقصف بلدة ادلب على مدى الايام الثلاثة الماضية. وقال نشط في البلدة متحدثا في مكالمة هاتفية يوم الثلاثاء أن قوات الأمن قتلت أكثر من 20 شخصا لدى محاولتهم ترك المنطقة خلال اليومين الماضيين وألقوا بجثثهم في مسجد البلال. وعندما توجه سكان في المنطقة للتعرف على الجثث تعرضوا لاطلاق النار أيضا ليرتفع بذلك عدد الضحايا لاكثر من 50 قتيلا. وقالت الاممالمتحدة يوم الثلاثاء انها ستوفد قريبا مراقبين لحقوق الانسان الى الدول المتاخمة لسوريا للاستماع الى أقوال شهود حول الفظائع التي ارتكبت في البلاد. وقالت منظمة التعاون الاسلامي يوم الثلاثاء أنها حصلت على تصريح من دمشق لارسال مساعدات انسانية إلى سوريا وأنها سترسل فريقا إلى هناك قريبا لتقييم احتياجات السكان.