وصل الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي اليوم الأحد إلى العاصمة السعودية الرياض للمشاركة في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة المنعقدة في الرياض خلال الفترة (21- 22 يناير 2012م). وغادر هادي مملكة البحرين بعد زيارة لها استمرت يومين. ومن المتوقع أن يلتقي هادي خلال الزيارة بعدد من المسئولين في النظام السعودي. وتأتي الزيارة في ظل فتور تشهده العلاقات بين النظام السعودي والرئاسة اليمنية نتجية التطورات التي أفرزتها الفترة القليلة الماضية. وشهدت علاقات هادي بنظام الحكم السعودي تطورات إيجابية خلال الفترة التي أعقبت دخول البلاد في مرحلة انتقالية وتنصيب هادي رئيسا توافقيا في 23 فبراير 2012م، ولعبت الرياض دورا جوهريا في تبني ودعم المبادرة الخليجية التي أفضت إلى تنحي صالح من الحكم ورعت المملكة توقيع المبادرة في ال23 نوفمبر 2011م. وتنظر الرياض إلى الرئيس هادي كحليف استراتيجي وقدمت له دعما ماليا ولوجيستيا إبان توليه الرئاسة، كما قدمت مبالغ مالية كبيرة مقابل فاتورة الحرب التي شنها الجيش ضد أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوة، وتقدم مبالغ كبيرة لعناصر اللجان الشعبية التي تم تشكيلها في المحافظتين للمساعدة في مواجهة المسلحين، حيث تشير المعلومات إلى أن المملكة تقدم شهريا مليار ريال كرواتب لأعضاء تلك اللجان. لكن العلاقات بين النظامين السعودي واليمني مرت بحالة من الفتور خلال الفترة الأخيرة على خلفية التقارب المتطور بين هادي والولايات المتحدة الأمريكي التي تصف علاقتها بالأخير بأنها ممتازة وتقول بأنها "أكثر ثباتا" مما كانت علاقتها بالرئيس السابق علي عبدالله صالح. وتعتبر السعودية أن أجواء مناسبة توفرت لجماعة الحوثي في عهد هادي لم تكن متوفرة في ظل نظام صالح. وتنظر الرياض إلى تعيين هادي للقوسي كمحافظ لمحافظة حجة بمثابة تسليم المحافظة للحوثيين. وسبق وأصدر هادي توجيهات بتسليم جثة مؤسس جماعة الحوثي حسين بدرالدين الحوثي الذي أعلنت وزارة الدفاع مقتله رسميا (10 سبتمبر 2004) وعدد من أتباعه في منطقة جرف سلمان بمنطقة مران محافظة صعدة على يد قوات الجيش أثناء الجولة الأولى من ست حروب خاضتها السلطة مع الجماعة، الأمر الذي أغضب الرياض خصوصا أنه تزامن من تحدث معلومات عن اعتماد هادي على دولة عمان كوسيط سري بينه وطهران لمحاولة التوصل إلى نوع من الصفقة يتم على ضوئها إيقافها لدعم الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال بواسطة علي سالم البيض مقابل اغلاق ملف الاتهامات ضدها وبالذات ماله علاقة بقضايا التجسس ودعم الحوثيين. ومنح هادي جماعة الحوثي نسب كبيرة في التمثيل في لجنتي الحوار الوطني. بالإضافة إلى منحهم نسب في التعيينات العسكرية والمدنية. وكانت السلطات وافقت على فتح صالة (22 مايو) وهي أكبر صالة رياضية حكومية مغلقة بالعاصمة صنعاء لجماعة الحوثي لإحياء ذكرى مقتل الإمام زيد بن علي، حيث شوهدت صور حسين الحوثي وشقيقه عبدالملك تعتلي واجهة القاعة لأول مرة بدلا عن صور الرئيس هادي.. الأمر الذي أثار حفيظة النظام السعودي المتخوف من توسع جماعة الحوثي المتهمة بالعمل لصالح أجندات إيرانية. وزار هادي الرياض 3 مرات خلال العام المنصرم.. حيث قام هادي بزيارة قصيرة إلى المملكة (5/10/2012م) عقب جولة أجراها لأمريكا وعدد من الدول الأوروبية. والزيارة الثانية كانت في (12-8-2012) للمشاركة في القمة الإسلامية الاستثنائية لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي عقدت في جدة.. وزيارة ثالثة في (26 /3/2012). زيارة «ناجحة» إلى البحرين ووصل هادي أمس إلى البحرين في زيارة رسمية تأتي تلبية لدعوة من الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة. وتم استقباله بحفل استقبال رسمي في قصر الصخير. وعقد هادي جلسة مباحثات مع الملك البحريني ناقشا خلالها "عدد من الموضوعات والقضايا المتمثلة بالتطورات والمستجدات الراهنة على المستوى الثنائي والإقليمي وما تواجهه منطقتنا من تحديات متنوعة" وأكدا "على أهمية استمرار التشاور والتنسيق لمواجهة تلك التحديات والعمل في كل ما يهم أمن وسلامة واستقرار المنطقة وتعميق التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين" –وفقا لما ذكرت وكالة سبأ. ووفقا للوكالة فقد أكد ملك البحرين وقوف بلاده ومجلس التعاون الخليجي إلى جانب اليمن وتأييد كل الخطوات والقرارات والإجراءات التي يتخذها الرئيس هادي حتى الوصول إلى اكتمال المرحلة الانتقالية بكل متطلباتها وإنجاح الحوار الوطني الشامل من اجل صياغة مستقبل اليمن الجديد". وكان هادي قال إن الهدف من زيارته للبحرين قال إن الزيارة تكتسب بعداً أخويا في إطار العلاقات المنبثقة بين البلدين والشعبين الشقيقين وأهمية التشاور فيما يتصل بمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة وبصفة خاصة بلدينا الشقيقين وكيفية مواجهة تلك التحديات التي تحاول وفق أجندة خارجية في مطامع نفوذ يتجدد وكل ما هبت الرياح العاتية هنا أو هناك. وأكد أن لقائه مع ملك البحرين وكبار المسئولين سيناقش مستجدات الوضع في المنطقة وما يهم الامة العربية والاسلامية. وأقام ملك البحرين مأدبة عشاء "كبرى" على شرف الرئيس هادي.. ومنح ملك البحرين لهادي وسام أحمد الفاتح نسبة إلى فاتح البحرين وهو أعلى وسام بالمملكة. وقام بزيارة إلى صرح الميثاق الوطني البحريني. والتقى هادي الأحد بمقر إقامته بالمنامة ولي العهد نائب القائد الأعلى لمملكة البحرين الأمير سلمان بن حمد أل خليفة. وناقش اللقاء"العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وأفاق التعاون المشترك لمواجهة التحديات وتحقيق أمن واستقرار البلدين الشقيقين وتعميق التعاون والشراكة الاستراتيجية على مختلف الصعد". وقالت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إن الهدف من الزيارة هو تنسيق الجهود اليمنية - البحرينية لمواجهة «المد الإيراني في المنطقة وخلق الاختلالات وحالة عدم الاستقرار في دولها». وأضافت إن المباحثات ستتطرق إلى جملة من الموضوعات المتعلقة بالأنشطة الإيرانية في المنطقة، وبالأخص اليمن والبحرين والتمويل الإيراني عبر بعض الشخصيات والجمعيات الأهلية في بعض دول المنطقة، لأنشطة عدائية للبلدين. ووصف هادي زيارته التي تعد الأولى إلى البحرين منذ توليه كرسي الرئاسة في فبراير 2011 بالمثمرة والناجحة –وفقا لما ذكرت وكالة سبأ- وطرح هادي على القيادة البحرينية إعادة فتح سفارة البحرين في اليمن وضرورة تفعيل التعاون والتنسيق بين البلدين. وأكد الأمير سلمان بن حمد ال خليفة ضرورة تفعيل اللجنة اليمنية البحرينية المشتركة. ورافق هادي في زيارته وزير الخارجية أبو بكر القربي ووزير التخطيط والتعاون الدولي محمد السعدي.