تتواتر ردود الأفعال “الانتقامية” لتنظيم القاعدة في عدد من محافظاتاليمن على غرار العاصمة صنعاء، في وقت تحقق فيه الحملة العسكرية التي تشنها القوات اليمنية ضد معاقل التنظيم، تقدما هاما في محافظتي شبوةوأبينجنوب البلاد. تتواتر ردود الأفعال “الانتقامية” لتنظيم القاعدة في عدد من محافظاتاليمن على غرار العاصمة صنعاء، في وقت تحقق فيه الحملة العسكرية التي تشنها القوات اليمنية ضد معاقل التنظيم، تقدما هاما في محافظتي شبوةوأبينجنوب البلاد. هاجم متشددون يشتبه أنهم مرتبطون بتنظيم القاعدة القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء، بعيد محاولة اغتيال وزير الدفاع اليمني، في جنوب البلاد. وقال مصدر أمني إن أربعة جنود يمنيين قتلوا في تبادل لإطلاق النار مع متشددين امتد لساعة تقريبا عندما هاجموا البوابة الرئيسية لقصر الرئاسة في العاصمة اليمنية. وأصيبت المدينة بشلل بعد المعركة ورفعت حالة الاستنفار حول المبني الرئاسي، كما أقيمت نقاط تفتيش عند المداخل الرئيسية للعاصمة. ولم يصدر رد فعل على الفور من أي مسؤولين يمنيين كبار على الهجوم، ونشرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” بيانا مقتضبا جاء فيه أن ثلاثة من رجال الأمن قتلوا حين هاجمت “جماعة إرهابية” سيارة الدورية التي كانت تقلهم. ويربط المحللون الهجوم على مبنى الرئاسة في صنعاء بالحملة التي تشنها قوات الجيش اليمني على معاقل تنظيم القاعدة المتطرف في محافظتي شبوةوأبينجنوب البلاد. وكان الجيش نجح، في الفترة الأخيرة، في إطار الحملة العسكرية التي يشنها على التنظيم، في التضييق على عناصره في معاقلهم، كما تمكن من قتل واعتقال العديد من قياداته وآخرهما الفرنسيان من أصل تونسي، واللذين أكدت باريس، أمس خبر اعتقالهما. ويقدر مسؤولون يمنيون عدد قتلى التنظيم منذ بدء العملية العسكرية والغارات الجوية على معاقله في 20 أبريل بأكثر من 150 قتيلا بينهم 10 من كبار قيادات القاعدة، بعد نجاح السلطات في اختراق صفوف التنظيم خلال الأشهر الأخيرة. وتأتي العملية بعد سلسلة من غارات الطائرات دون طيار ضد القاعدة في أبريل قالت الحكومة إنها أدت إلى مقتل 55 متشددا على الأقل. ويرى المتابعون أن الهجوم على المبنى الرئاسي والتعرض لأبراج الكهرباء في مأرب شمال شرقي البلاد، والذي أغرق عديد المحافظات على غرار العاصمة صنعاء في ظلام دامس، يكشف أن التنظيم بصدد نقل المعركة إلى محافظات أخرى ومنها العاصمة صنعاء لتشتيت قوى الجيش في باقي محافظاتالجنوب، التي تشهد حملة ضد التنظيم. ويرجح مسؤولون يمنيون وجود قيادة احتياطية للتنظيم في صنعاء، إضافة إلى قيادة التنظيم في محافظة أبين. وكانت الحملة العسكرية التي يشنها الجيش في محافظتي الجنوب سبقتها عملية اعتقال عدد من خلايا التنظيم في ضواحي صنعاء، كانت تخطط لشن أعمال عنف. وفي سياق آخر يعبر عن الوضع الأمني المتوتر الذي تشهده اليمن، نجا وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد من محاولة اغتيال نفذها مسلحون يشتبه أنهم من تنظيم القاعدة هاجموا موكبه الذي كان يرافقه فيه عدد من كبار مسؤولي الأمن في محافظة شبوةجنوب العاصمة. وقال موقع وزارة الدفاع في وقت لاحق إن الطلقات التي سمعت قرب موكب أحمد أطلقت للاحتفال. وتثير الأحداث الأمنية المتلاحقة في اليمن مخاوف الداخل كما الجوار وخاصة السعودية التي كانت أعلنت في بحر هذا الأسبوع عن كشفها لخلية “إرهابية” مرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن. يذكر أن مستشار الرئيس اليمني فارس السقاف أكد في تصريحات صحفية، مؤخرا، أن عناصر تنظيم القاعدة في اليمن يقدرون بنحو 2000 مقاتل، معظمهم أجانب بينهم 600 عربي غالبيتهم سعوديون والبقية أوروبيون وصوماليون وشيشان وأفغان، أتى معظمهم من سورياوالعراقوالصومال ودول أوروبية. وكانت السلطات السعودية أعلنت، الثلاثاء، عن ضبطها ل62 شخصا بمجموعة إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن وجماعات متطرفة في سوريا. وحذرت تقارير استخبارية غربية، خلال الأشهر القليلة الماضية، السعودية من تنامي القاعدة في اليمن، وما يعنيه ذلك من تهديد أمني خطير للأمن السعودي. وقال المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في جامعة جورج تاون في واشنطن، بول سوليفان، مؤخرا إن : “الأمر يزداد سوءا يوماً بعد يوم.. السعوديون ينبغي أن يكون لديهم قلق متزايد حول ما قد يخرج من اليمن". وأشار سوليفيان إلى أن “عدم الاستقرار في اليمن يثير مخاوف من أن الجارة الجنوبية للمملكة العربية السعودية يمكن أن تتفكك مثل الصومال، أو أن تغرق في حرب أهلية”. يذكر أن المملكة العربية السعودية قد شنت سنة 2004 حملة على العناصر المتشددة والمنتمي جلها إلى القاعدة القادمين من أفغانستان، ما اضطر مئات من هذه العناصر إلى الفرار إلى الجارة الجنوبيةاليمن، مستغلين الغطاء القبلي الموجود هناك والذي وفر البيئة الحاضنة للتنظيم. فيما بقيت بعض العناصر الخطيرة في المملكة مشكلة خلايا نائمة، الأمر الذي يثير قلق الرياض في ظل الوضع الإقليمي الراهن المتسم بالفوضى في عدد من بلدان الربيع العربي وفي مقدمتهم اليمنوسوريا. للإشارة فقد كشفت عدة تقارير غربية عن عودة العديد من العناصر المحسوبة على القاعدة إلى اليمن من سوريا، خاصة بعد الانقسامات والمعارك الدائرة بين التنظيمات الجهادية، وخاصة بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش". هذا الأمر يزيد من مخاوف المملكة العربية السعودية نظرا لطول الحدود بين البلدين إلى جانب تصريحات قيادات التنظيم في السنوات الأخيرة ضد المملكة. وفي هذا الصدد عبر مدير الأبحاث في معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري في دبي، تيودور كاراسيك، في تصريحات صحفية هذا الأسبوع، عن قلقه “من أن الجماعات المتطرفة في اليمنوسوريا من شأنها أن تخطط لمهاجمة أهداف في السعودية”.