تنتشر بائعات “اللحوح” في أسواق صنعاء القديمة وتتخذ بعض النسوة هذه المهنة وسيلة للرزق وتأمين لقمة العيش رغم ما تجلبه عليهن من انعكاسات تغذيها نظرة المجتمع الدونية إلى من يزاول هذه المهنة. تنتشر بائعات “اللحوح” في عدد من أسواق العاصمة اليمنيةصنعاء، مثل القاع وباب اليمن، وتشترك مزاولة هذه المهنة النساء الآرامل والمطلقات وبينهن أيضا فتيات صغيرات أجبرهن فقر أسرهن على ترك فصول الدراسة والذهاب إلى الأسواق للبيع على الأرصفة. و”اللحوح” نوع مميز من الخبز يشبه الرقاق في خفة وزنه ورقته، ويصنع من الحبوب، كالذرة والقمح والدقيق الأبيض، وتضاف له بعض النكهات، ويتم عجنه باليد ويترك ساعة أو أكثر، حسب حرارة الجو، ليتخمر ثم يوضع في طنجرة حتى يصبح جاهزا للأكل. ويتميز هذا النوع من الخبز بأنه خفيف على المعدة وقابل للتخزين لفترة، ومن أشهر المدن اليمنية التي عرفت بصناعته المحويتوصنعاء وتعز. وتمثل هذه المهنة وسيلة مناسبة لمعالجة أوضاع النساء الفقيرات والعاطلات وخاصة المطلقات وحتى المتسولات في الشوارع. وتبدأ بائعات “اللحوح” عملهن في الصباح الباكر، حيث تحمل كل واحدة ما استطاعت صناعته من “اللحوحات” التي يتفاوت عددها وفق إمكانيات صانعاتها، ويتراوح ما بين 20 و30 “لحوحة” أو أكثر، ويكون وقت الظهر ذروة البيع، وهو الوقت الذي يخرج فيه لموظفون من أعمالهم ويلجؤون إلى شرائه من الأسواق. تتخذ بائعات “اللحوح” أرصفة الشوارع مكانا لهن وسط زحمة المتسوقين حيث يعرضن ما بحوزتهن مناديات المتسوق بالإقبال على “اللحوح”، في حين تفضل بعضهن الصمت مكتفيات بعرض “اللحوح” وإظهاره دون غطاء. وتتفاوت أسعار “اللحوحة” الواحدة حسب وزنها وجودتها ما بين 30 و50 ريالا يمنيا (من 14 سنتا إلى 23 سنتا – الدولار ب215 ريالا يمنيا)، ويرتفع السعر أكثر في المناسبات الدينية، كشهر رمضان، الذي يعتبر موسم العام الذي يدر أرباحا كبيرة، وتعول عليه بائعات “اللحوح” لتعويض ركود الأيام العادية. ويتضاعف البيع في رمضان نظرا إلى إقبال الناس على شراء “اللحوح” الذي يمثل وجبة رئيسية في مائدة الإفطار لا غنى عنها لأية أسرة بسبب طعمه اللذيذ وسهولة هضمه. ويقول متابعون لهذه المهنة إن بائعات “اللحوح” يناضلن بجدارة لكسب لقمة العيش بالاعتماد على أنفسهن بدلا من اللجوء إلى التسول وطلب فاعلي الخير والمحسنين للتصدق عليهن بما تجود عليهن جيوبهم. لكن لا تزال نظرة المجتمع إلى من يزاول هذه المهنة سلبية خاصة تجاه النساء العاملات نتيجة ثقافة سائدة ترى أن الرجل هو من يحق له العمل وتعتبر دخول المرأة في مهنة كهذه تجاوزا لحواجز وضعها المجتمع منذ زمن وإن بدأت تتلاشى مع تقدم الوعي والتعليم. يذكر أنّ اليمن يواجه أزمات إنسانية على نطاقٍ واسعٍ، تتمثّل في حاجة 14.7 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية خلال العام الجاري 2014، حسب التقارير الرسميّة.