تدفع الطفولة في اليمن أثمان باهضه لانتهاكات جماعات العنف والتطرف والارهاب في شمال الوطن وجنوبه والتي كان لهذه الشريحة الضعيفة نصبيا كبيرا من تلك الانتهاكات الصارخة لكل التعاليم الدينية والقيم الانسانية والمواثيق والقوانين الدولية . ففي اقصى الشمال ارتكبت ولا زالت ترتكب مليشيات الحوثي المسلحة وبصورة يومية انتهاكات لا حصر لها بحق الطفولة البريئة فقد الاطفال في كثير منها حياتهم وأزهقت ارواحهم دونما ضمير لهذه المليشيات يردع او قوة تمنع وتضع حدا لعشرات الانتهاكات المرتكبة بحق الطفولة بشكل يومي . وكثيرة هي صور الانتهاكات التي تمارسها المليشيات الحوثية بحق الطفولة واشكالها عديدة غير انها تجتمع في الاخير في النتيجة وهي فقدان اطفال في عمر الزهور حياتهم كنتيجة حتمية ومقضية لكل صور الانتهاكات بحق الطفولة بكل اشكالها . تعددت الاشكال والمنتهك واحد تجنيد المليشيات الحوثية للأطفال في صفوفها والزج بهم في معاركها العبثية واستخدامهم وقودا لها في كل معاركها ماهي الا صورة واحدة من مئات صور انتهاكات المليشيات الحوثية لحقوق الطفولة في اليمن. ففي أحدث معاركها في عمران تم رصد عدد من قتلى المليشيات الحوثية من الاطفال دون سن الثانية عشر تم الزج بهم قسرا الى جحيم المعركة ليدفعوا حياتهم الزكية ثمنا لأطماع السيد البربرية وليبني بجثثهم وأشلائهم جسرا يعبر من خلاله بهم نحو مطامعه التوسعية . ونشر عدد من النشطاء الحقوقيين والمهتمين صورا مروعة لكثير من الاطفال الذين سقطوا من صفوف المليشيات الحوثية في المعركة الاخيرة التي تخوضها تلك المليشيات ضد الجيش في عمران متسائلين عن دور المنظمات المحلية والدولية في حماية الطفولة مما تتعرض له من انتهاكات جسيمة امام مرأى ومسمع الجميع. الاطفال ضحايا القصف الاطفال الآمنون في منازلهم ضحايا القصف العشوائي لمليشيات الحوثي المسلحة صورة اخرى وشكل اخر من اشكال الانتهاكات المتعددة التي ترتكبها المليشيات الحوثية بحق الطفولة في اليمن . ففي أحدث انتهاك لها من هذا النوع اصيب يوم امس طفلين احدهم في الثالثة من عمره والاخر في السادسة من عمره بقذيفة هاون اطلقتها المليشيات الحوثية على منزلهما متسببة لهما بجروح بليغة وتشوهات واضحة في وجهيمها في صورة تكشف عن بربرية ووحشية هذه المليشيات التي لاتفرق في انتهاكاتها بين طفل وكبير او بين رجل وامرأة وبين شاب وشيخ فكلهم في قاموسها متساوون في نيل انتهاكاتها بحقهم . إعتراف حذر القيادي البارز في مليشيات الحوثي علي البخيتي قال للجزيرة نت أن جماعته تعتبر أن "من حق أي شخص في حال تعرض للاعتداء أن يحمل السلاح ويدافع عن نفسه بغض النظر عن عمره". ويؤكد أن ميلشياته ليست جيشاً رسمياً أو عناصر عسكرية حتى يقال إنها تجند الأطفال، والأطفال موجودون في كل المنازل وعندما تتعرض أسرهم أو منازلهم لخطر ما قد يحمل الأطفال السلاح ويدافعون عن أنفسهم، وبالتالي هناك عدم فهم للواقع داخل المناطق التي يتواجدون بها. رئيس منظمة "سياج" لحماية الطفولة في اليمن أحمد القرشي يؤكد انتشار ظاهرة تجنيد الأطفال بشكل واسع، ويضيف أن "الأمر لا يقتصر فقط على المليشيات والمجموعات المسلحة المنتشرة في عدد من مناطق البلاد، وإنما يمتد ليشمل أيضاً قوات الجيش والأمن". وأوضح أن السنوات الثلاث الأخيرة شهدت عمليات تجنيد واسعة للأطفال من قبل جماعة الحوثي والقاعدة والقوات المسلحة اليمنية النظامية، وأيضا القبائل التي أعتبرها "مصدرا رئيسيا لتجنيد الأطفال كونها تمجد وفق الثقافة القبلية حمل السلاح منذ الصغر. وأضاف تجنيد الأطفال "لا يقتصر على الذين يقومون بحمل السلاح والاشتراك في المواجهات المسلحة فقط بل يشمل كل شخص لم يكمل ال18 عاما يقوم بتقديم أية خدمات أخرى للمقاتلين". يشار إلى أن منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) أدرجت في فبراير/شباط الماضي ثلاث جهات يمنية هي: جماعة الحوثي، والقوات المسلحة (الجيش النظامي)، وجماعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بتنظيم القاعدة ضمن قائمة "وصمة العار" والقائمة السوداء لديها لاستغلالها الأطفال واستخدامهم في النزاع المسلح في اليمن. تساؤل ويبقى السؤال الى متى تضل تلك الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها المليشيات الحوثية بحق الطفولة في اليمن ترتكب في ظل عجز رسمي عن ردعها وصمت دولي عن ادانتها في مؤشر يندر بتفاقمها يوما بعد اخر واتساع رقعتها لتشمل خارطة كل المناطق اليمنية مالم يكن هناك تحركات جادة رسمية وشعبية ودولية لوقفها. صيب طفل في الثلاثة من عمره وشقيقه الفتى ذو السادسة عشرة بقذيفة أصابت منزلهما ظهر يوم السبت في بلدة ثلا التي يقول سكان إنها أصبحت مقراً رئيساً لجماعة الحوثيين المسلحة في تلك المنطقة. *الصورة الاولى لطفلان اصيبا بقذيفة هاون اطلقتها مليشيات الحوثي على منزلهما في مدينة ثلا بعمران *الصورة الثانية طفل حوثي قتل أثناء المعارك أمس في جبل المحشاش