تحصد حوادث العبث بالسلاح الكثير من أرواح اليمنيين الذين يقضون على ايدي أقاربهم أو اصدقائهم، إذ أصبح من المألوف أن تتناقل وسائل الإعلام حوادث مأساوية مثل قتل الأب لابنه والأخ لأخيه والابن لأمه والصديق لصديقه. إذ تشير التقديرات الرسمية إلى أن ضحايا العبث بالسلاح يقدر بنحو 90 إلى 140 ضحية سنويا. آخر تلك الحوادث المأساوية التي حصلت في ظرف أسبوع، وسقط فيها الأقارب بسلاح أقربائهم، كانت في مديرية حيس محافظة الحديدة (300 كيلومتر غرب العاصمة صنعاء)، إذ لقيت طفلة مصرعها على يد والدها أثناء عبثه بالسلاح. وذكر مصدر امني في وزارة الداخلية اليمنية أن طفلاً يبلغ من العمر 11 عاما قتل أمه، (35 عاماً)، برصاصة خاطئة عندما كان يعبث بالسلاح إلى جوارها. وأوضح المصدر أن الطفل كان يعبث بمسدس روسي الصنع، فانطلقت منه رصاصة خاطئة استقرت في رأس أمه، ما أدى إلى وفاتها في الحال. مشيرا إلى أن هذه الحادثة المؤسفة تجسد المأساة الكبيرة التي تصنعها الأسلحة في حياة المجتمع اليمني، الذي تنتشر على نطاق واسع بين سكانه ظاهر حيازة السلاح، والتي تقدر بعشرات الملايين من قطع السلاح مختلفة الأحجام والأنواع. ونتيجة لانتشار السلاح بين السكان بكثافة وتركه في متناول الصغار والكبار، أضحى من المعتاد أن يسقط الضحايا من الأطفال والكبار، إذ باتت وزارة الداخلية تخصص حيزا ثابتا في تقاريرها الشهرية والدورية يتعلق بحجم هذه المأساة وخطورتها على حياة اليمنيين. وتذهب تلك التقديرات إلى أن عدد ضحايا العبث بالسلاح سنوياً يتراوح ما بين 90 إلى 140 ضحية، وبواقع 8 إلى 10 ضحايا كل شهر يسقطون مابين قتيل وجريح. وبحسب آخر الإحصائيات لوزارة الداخلية، تسببت حوادث العبث بالسلاح خلال نوفمبر الماضي بوفاة وإصابة 130 شخصاً، منهم 36 طفلاً و12 امرأة في معظم المحافظات. وأوضح التقرير أن حوادث العبث بالسلاح أودت بحياة 24 شخصاً، منهم 6 أطفال و3 نساء، فيما تسببت في إصابة 106 آخرين من بينهم 39 طفلاً وامرأة، مبينا أن 61 من ضحايا العبث بالسلاح كانوا هم الجناة على أنفسهم، فيما كان 14 من المجني عليهم ضحايا لأفراد من أسرهم، و5 آخرون كانوا ضحايا لأصدقائهم، وبقية الضحايا كان الجناة عليهم من الغرباء. إحصائية يقول المقدم محمد الماوري من مكتب وزارة الداخلية إن التقديرات تشير إلى أن عدد قطع السلاح المنتشرة بين اليمنيين يقدر بحوالي 60 مليون قطعة متنوعة الأحجام، غالباً ما يترك بعض منها في متناول بقية أفراد العائلة، صغاراً وكباراً، إما لأغراض الزينة في المناسبات كالأعياد وحفلات الأعراس أو خلال نوبات الحراسة لحقول ومزارع العائلة. وأمام تزايد سقوط ضحايا العبث بالسلاح بدأت ادارة العلاقات العامة في وزارة الداخلية خلال العامين الماضيين بتنظيم حملات توعية إرشادية بهدف تحسيس الموطنين والأسر والمجتمع بمخاطر ترك السلاح في متناول الأطفال، أو العبث بها.