قالت صحيفة لندنية أن اتهام عده بشر البرلماني اليمني البارز في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم سابقا باليمن للرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي بالخيانة العظمى تحت قبة البرلمان، تعتبر أول مرة في تاريخ اليمن الحديث التي يتم فيها توجيه تهمة الخيانة العظمى لرئيس الدولة وهو لا يزال يمارس صلاحياته السياسية، وأيضا لحكومة الوفاق الوطني. وأكدت صحيفة القدس العربي أن تلك الاتهامات قد أحدثت جدلا واسعا في مجلس النواب، خاصة بعد تصعيد البرلماني عبده بشر للموقف وتشدده في مطالبة مجلس النواب بالبدء في ‘الإجراءات الدستورية لتوجيه تهمة الخيانة العظمى للرئيس هادي والتي تتضمن عزله من منصبه وإحالته للمحاكمة' وفقا للمصدر. وأرجع بشر توجيهه تهمة ‘الخيانة العظمى' للرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني التي أعلنها من على منصة رئاسة مجلس النواب اليمني أمس إلى أسباب عديدة في مقدمتها إباحة الأجواء اليمنية، التي تعتبر جزءا من السيادة الوطنية، للقوات الأمريكية عبر الطائرات الأمريكية بدون طيار، وهي التي أثارت جدلا أيضا في الوسط السياسي والحقوقي اليمني مؤخرا، لتسببها في مقتل الكثير من المدنيين اليمنيين في أنحاء مختلفة من البلاد. وقالت الصحيفة في تقريرها أن من المفارقات العجيبة أن أعضاء مجلس النواب عن حزب المؤتمر الذي يحتل هادي منصب نائب الرئيس والأمين العام فيه وافقوا على توجيه هذه التهمة للرئيس هادي، في حين اعترض عليها أعضاء المجلس النيابي من كتل أحزاب تجمع الإصلاح والاشتراكي اليمني والوحدوي الناصري وغيرهم من المعارضين لنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي لا زال يحتفظ بموقعه في رئاسة حزب المؤتمر. وقالت ‘القدس العربي' أنها علمت من مصدر سياسي أن هذه المفاجأة غبر المسبوقة تعتبر ‘بادرة خطيرة' تنبئ عن شرخ كبير في العلاقة بين صالح وهادي والتي ظهرت علاماتها وتفاعلاتها في الآونة الأخيرة بتصعيد الخطاب الإعلامي علانية بينهما، لدرجة تبادل الاتهامات ومحاولة تشويه سمعة الآخر بمختلف الوسائل. وأوضح المصدر أن توجيه التهمة لهادي ب'الخيانة العظمى' قد تأتي في إطار محاولة جناح صالح في حزب المؤتمر ‘تكدير' صفو الأجواء السياسية مع اقتراب ساعة الصفر لنهاية فترة مؤتمر الحوار الوطني المقرر في 18 الشهر الجاري وما ينتج عنه من استحقاقات المرحلة القادمة وفي مقدمتها الانتخابات المقبلة. واشارت إلى أن صالح ظهر جليا خلال الفترة القليلة الماضية بتوجيه سهامه الحادة نحو هادي لمحاولة ‘إحراقه سياسيا' للاستئثار بالانتخابات الرئاسية المقبلة لصالح أسرته في حال لم يتغير النظام السياسي في البلاد من الرئاسي الى البرلماني.