توقعت مصادر عسكرية ومحلية يمنية ل«الشرق الأوسط» إطلاق الجيش حملة عسكرية ضخمة خلال الأيام المقبلة، لمحاربة تنظيم القاعدة في محافظة حضرموت (جنوب شرقي البلاد)، بعد الظهور العلني لقياداته ومسلحيه، في المدن الرئيسة بالمحافظة. وأكدت مصادر محلية ل«الشرق الأوسط»، وصول قوات كبيرة من الجيش، إلى مدينة سيئون، محافظة حضرموت، أمس، مقبلة من محافظة عدن، وتضم عشرات الدبابات وناقلات الجند، وأشارت المصادر إلى أن الأوضاع في حضرموت تشهد انفلاتا أمنيا غير مسبوق، مع انتشار مئات المسلحين من «القاعدة»، في شوارع عدد من المدن والقرى، وأوضحت المصادر أن أغلب المراكز الأمنية في المدن الرئيسة مغلقة، بعد تزايد خطر «القاعدة»، وتهديدهم لرجال الأمن والسلطات المحلية والسكان بعدم الوقوف ضدهم، مشيرة إلى أن التعزيزات العسكرية بدأت في نهاية شهر رمضان الكريم، وتضم أسلحة ثقيلة ومتوسطة ومئات الجنود. وذكرت المصادر الرسمية وصول تعزيزات عسكرية كبيرة من قوات الاحتياط، (الحرس الجمهوري المنحل)، إلى سيئون، أمس، لدعم الوحدات العسكرية هناك، وأعلن قائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء الركن عبد الرحمن الحليلي، عن خطة أمنية تنفذها قيادة المنطقة العسكرية الأولى بالتعاون مع الأجهزة الأمنية لحفظ الأمن والاستقرار بوادي حضرموت، مشيرا إلى أن الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي يشغل منصب قائد الجيش، وجه بإرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، لحفظ أمن واستقرار المحافظة. وتعد محافظة حضرموت شرق البلاد، من أهم المناطق النفطية التي تعتمد عليها الدولة بشكل رئيس في دخلها القومي، وتحتل ما نسبته 36 في المائة من مساحتها الإجمالية. وكان الجيش اليمني شن هجوما كبيرا على معاقل التنظيم في شبوة وأبين، في أبريل (نيسان) وأعلنت السلطات أن 500 عنصر من «القاعدة» قتلوا خلال هذه الحملة، ونفى التنظيم صحة هذه الأرقام. وبعد نحو شهر من الحملة شن التنظيم هجوما على مدينة سيئون، وسيطر عليها، قبل أن يتمكن الجيش من طرده منها، وأسفرت العملية عن مقتل أكثر من 28 شخصا، منهم 12 جنديا من الجيش والأمن، و16 مسلحا من «القاعدة»، إضافة إلى جرح العشرات.