أكدت اليمن وإريتريا حرصهما على إقامة علاقات إستراتيجية وتعزيز مجالات التعاون فيما بينهما على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها. جاء ذلك على لسان الرئيسين علي عبدالله صالح وإسياس أفورقي في ختام مباحثات قمة جمعتهما الخميس في أسمرة خلال زيارة قصيرة قام بها الرئيس اليمني للعاصمة الإريترية. وشدد الرئيسان صالح وأفورقي حرصهما على تعزيز التعاون اليمني الإرتيري في مجال مكافحة القرصنة جنوبي البحر الأحمر وخليج عدن والإرهاب في المنطقة بما يخدم الأمن القومي للبلدين والاستقرار في المنطقة. وكشفت مصادر دبلوماسية يمنية ل"العرب أونلاين" أن مباحثات القمة كرست لبحث وتقييم مسار علاقات التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات والسبل الكفيلة بالدفع به نحو آفاق رحبة من التكامل والشراكة في مختلف المجالات وخصوصا التعاون في المجالات التجارية والاستثمارية والاصطياد السمكي فضلا عن تعزيز التعاون الأمني وتبادل المعلومات الإستخبارية سيما في لمكافحة القرصنة والإرهاب .. موضحة أنه الاتفاق على تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بينهما في مختلف المجالات بالإضافة إلى إقامة شركة مشتركة للصيد التجاري وتعزيز التعاون في مجال الصيد التقليدي. وأشارت تلك المصادر إلى أن الرئيسين أفردا حيزا واسعا من مباحثاتهما للتشاور والتنسيق إزاء المستجدات الإقليمية وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي وسبل الحفاظ على الأمن في منطقة جنوب البحر الأحمر وخليج عدن بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الجارين. وفي تصريحات أدليا بها الرئيس اليمني ونظيره الإريتري لوسائل الإعلام عقب المباحثات, عبرا عن ارتياحهما للنتائج المثمرة التي تمخضت عنها قمتهما والتي ستنعكس بآثار إيجابية للدفع بالتعاون بين البلدين نحو خطوات متقدمة تلبي طموحات الشعبين اليمني والإريتري. وأكد الرئيس اليمني تطابق وجهات النظر بين قيادتي البلدين إزاء مختلف القضايا التي تم بحثها سواء على صعيد العلاقات الثنائية أو التطورات في المنطقة بما في ذلك والأمن في منطقة القرن الأفريقي وجنوبي البحر الأحمر ومكافحة القرصنة والإرهاب. وأثنى الرئيس اليمني على عمق الروابط المتينة التي تجمع شعبي البلدين.. مؤكدا الحرص والرغبة المشتركة على توطيد علاقات التعاون بين البلدين بما يتوازى وخصوصية هذه العلاقات . وأوضح أنه تم الاتفاق على تنمية وتوسيع جوانب التعاون الثنائي بين اليمن وإريتريا في المجالات كافة وفي طليعتها المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وتعزيز التعاون المشترك في مجال الاصطياد والثروة السمكية. ولفت إلى أنه تم الإتفاق على تعزيز التعاون الأمني والتنسيق وتبادل المعلومات بين البلدين لمكافحة القرصنة والإرهاب في منطقة جنوب البحر الأحمر بما يصب في خدمة الأمن القومي للبلدين.. مؤكدا بأن الأمن والإستقرار في الصومال أمر يهم كل من اليمن واريتريا وكافة دول المنطقة لانعكاساته وتأثيراته على الجميع. وشدد على أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين وبقية دول المنطقة من أجل إحلال السلام والوفاق في الصومال وتمكين الشعب الصومالي الشقيق من اجل إعادة بناء مؤسسات دولته والتفرغ لجهود إعادة الإعمار والتنمية بإعتبار ذلك أمر يصب في مصلحة الجميع. الرئيس الإريتري اسياس أفورقي وصف من جانبه العلاقات اليمنية الإرتيرية بأنها "علاقة إستراتيجية", مؤكدا أن لدى البلدين رؤية مشتركة إزاء العديد من القضايا الأمنية والاقتصادية. وبين أن مباحثاته مع الرئيس علي عبدالله صالح تناولت العديد من القضايا وكانت الآراء متفقة وأن هناك فرصا عديدة يمكن الاستفادة منها لمصلحة البلدين. وقال :"أتفقنا على تفعيل التعاون والإتفاقيات الموقعة بين البلدين بما يخدم العلاقات الإستراتيجية وينمي من المصالح المتبادلة ويخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين اليمني والإريتري". من جهة ثانية قالت مصادر دبلوماسية يمنية أن تحضيرات بدأت لعقد القمة القادمة لقادة دول تجمع صنعاء للتعاون في العاصمة صنعاء خلال الفترة القادمة بمشاركة زعماء وقادة الدول الأربعة الأعضاء في التجمع ممثلة باليمن والسودان وإثيوبيا والصومال. وتوقعت تلك المصادر بأن تنعقد القمة في أواخر شهر ديسمبر القادم أو خلال شهر يناير 2011 بناء على التنسيق والاتصالات التي ستجرى مع قادة دول التجمع . وأفادت بأن اجتماعات للجان الفنية ثم وزراء الخارجية ستسبق اجتماعات قادة تجمع صنعاء لعرض تقارير فنية عن مستوى الإنجاز منذ عقد آخر قمة وآليات تفعيل الإتفاقيات الموقعة بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية، موضحة أن قضايا الشراكة الاقتصادية وتفعيل التبادل التجاري وإنشاء الشركات المشتركة سوف تستحوذ على جزء كبير من أجندة الاجتماعات للقمة المقبلة، فضلا عن التطورات الداخلية في بعض الدول الأعضاء والمستجدات الراهنة في الصومال والقرن الأفريقي ومكافحة القرصنة والإرهاب وتأمين الملاحة في البحر الأحمر.