اختلف الكثير في وصول المرأة إلى السلطة أو فروعها التشريعية رغم أن الشريعة الإسلامية واضحة فقد أولت المرأة من الانصاف والحقوق مالم يعد خافياً على أحد ، وتناول المجتهدون والباحثون كثير من الآراء تجاه وضعها مستشهدين في ذلك إلى الفصول القرآنية قال تعالى " وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ " وكذا قوله تعالى " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ...الخ " وغير ذلك من الايات التي تحث في معظمها على احقيت المرأة في المشاركة وما أكده العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستشير حتى النساء فيشيرين عليه فيأخذ به ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند البيعة بايع الرجال والنساء ، وهذه البيعة تعتبر أول برلمان في الإسلام والتي حدثت في فتح مكة . ولما لذلك من أهمية في معرفة مكانة المرأة في الإسلام ، مع ما يحدث لها من تهميش في الواقع من مزج العادات والتقاليد بأصول الدين تجاه المرأة من قبل بعض المنكرين عليها حقها في تولي المناصب العامة حتى وصل به الحال من اعتبار صوت أو حديث المرأة عورة إذا كان هناك مصلحة لهؤلاء المغالين أما إذا وجد العكس والمصلحة في صوتها ورايها فهو جائز ويخضع وضع المرأة للإجتهاد والمزاجية لدى هؤلاء المغالين . متناسين أن الصحابية سمراء بنت نهيك الاسدي تولت الحسبة في مكة أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه كان لها سوط تعنف به الغشاشين والحسبة فرع من الولاية ، وكذا نسوا أو تناسوا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي ولى الشفاء بنت ابي سلمان على سوق المدينة بما أنه لا يوجد نص صريح ينتقص من حقوق المرأة في الولاية العامة . من هنا فإن توجه الدولة نحو إشراك المرأة في السلطة التشريعية خطوة في الإتجاه الصحيح لاختبار قدراتها ، ولعلها تسهم في إثراء القوانين والتشريعات والرقابة التي غفل عنها أضاء البرلمان نظراً لإنشغالاتهم بالتجارة وقضايا رعاياهم ، فهن سيتفرغن لمهام البرلمان ومن حقنا إفساح المجال لهن حتى في رئاسة البرلمان ، كون قريناتهن بالنسبة لنا اليمنيون شهدنا في عصورهن الحضارة والتقدم والرخاء والإزدهار وخير مثال لذلك الملكة سبأ والسيدة أروى بنت أحمد الصليحي الذي شهد لها المؤرخون بالذكاء والحنكة والدهاء والتي غستطاعت ترويض أعدائها وبسط نفوذها وقد أقدمت على تحويل عاصمة حكمها من حراز إلى جبلة وهذا الإجراء لا يمكن لأحد في عصرنا الحاضر القيام به ويدل على شجاعة هذه المرأة وقدرتها على القيادة فلا يجب علينا الأنتقاص من قدرات النساء والمهم إعطائهن الفرصة لعلهن يأتين بما لم يأتي به الأوائل .