أصدرت محكمة السلامة الوطنية في البحرين حكمها على 10 زعماء سياسيين بالسجن المؤبد بتهمة التآمر للاطاحة بالحكومة. وأشار موقع راديو "سوا" الأمريكية إلى أن النيابة العسكرية كانت قد أسندت الاتهام بمؤامرة قلب نظام الحكم في مملكة البحرين بالقوة، والتخابر مع منظمة إرهابية تعمل لصالح دولة أجنبية إلى 21 متهما. يذكر أن هذه القضية تعود إلى فترة الأحداث الدامية التي عاشتها المملكة خلال شهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار الماضيين عندما اشتبكت قوات الأمن والجيش بمجاميع من المتظاهرين المطالبين بإصلاحات سياسية.
وقد اعترف رأسا القيادة العليا للتنظيم الإرهابي بالبحرين حسن مشيمع وعبد الوهاب حسين بأنهما خططا لإقامة جمهورية إسلامية بالبحرين وبأنهما ارتكبا أخطاء ، متعهدين بالاعتذار إن تم العفو عنهما. وأكد موقع "العربية.نت" أن حسن مشيمع قال في تسجيل حصلت "العربية" على نسخه منه وستقوم ببثه قريبا: "إنه قابل أمين عام حزب الله حسن نصر الله في لبنان عندما كان قادما من لندن، وأخذ منه بعض النصائح والتوجيهات، والتي يبدو من خلال كلام مشيمع أنها توجيهات تنظيمية. كما أكد التسجيل على علاقته بجمعية "الوفاق" المعارضة التي كان حسن مشيمع جزءا منها قبل أن ينشق عنها ، وكان حسن نصر الله قال في خطاب سابق إنه يعرف المعارضة البحرينية جيدا، وإنهم سيعملون معها، وهو ما يؤكد ما قاله مشيمع أثناء التحقيقات. وكان مشيمع قد ادعى وقتها أنه تم توقيفه في مطار بيروت بحسب مذكرة انتربول ملغاة بسبب العفو الملكي الآن، إلا أن الحقيقة أنه كان على موعد مع حسن نصر الله الذي قابله بعد أن تنقل في 6 سيارات لدواع أمنية. من جهته شن محمد المقداد ، وهو أحد افراد التنظيم والمسؤول عن التعبئة الجماهيرية، هجوما حادا على أمين عام جمعية "وعد" الليبرالية المعارضة، وامين عام جمعية "الوفاق" الشيعية المعارضة وباقي اعضاء التنظيم، ووصفهم بانهم أوصلوا البلاد الى حافة الهاوية بسبب رفضهم لمبادرة الحوار الذي أطلقها ولي عهد البحرين في حينها. وقال المقداد ما نصه "إن من يرفض الحوار ليس بعاقل"٬ بينما قال عبد الوهاب حسين زعيم تيار الوفاء غير المرخص، والذي كان وراء الدعوة للاعتصام في 14 فبراير الماضي، إنه "لا يتحمل الأخطاء التي حدثت"، فقد اعترف بأن إقامة جمهورية إسلامية "خطأ كبير وغير منطقي" ، وهو ما اتفق معه حسن مشيمع ، صاحب إعلان الجمهورية الشهير، قائلا "لقد أخطأنا وإن تم العفو عنا سنعتذر للجميع بما فيهم ملك البلاد". أما السنكيس فقد أنكر انه دعا لمقاطعة المؤسسات التربوية لكونه "أستاذ جامعة"، رغم وجود فيديو يظهر فيه صارخا مطالبا من يستمع إليه بإخراج أولادهم من الجامعة. وعلمت العربية من مصادر مطلعة أن هذه الاعترافات ستبث عبر التلفزيون البحريني الحكومي قريبا. يذكر أن عقد الجمعيات السبعة قد انفرط بسبب خلافات سياسية كان آخرها بيان جمعية وعد المعارضة ذات الأيدلوجية الليبرالية الذي جاء فيه إن ما حدث على الساحة المحلية يتعارض تماما مع نهج العمل السياسي السلمي الذي تعتمده "وعد" للتعبير عن مطالبها. وأكدت جمعية "وعد" أنه استنادا إلى نظامها وقراراتها وتصريحات قادتها بما في ذلك أمينها العام، فإنها ترفض استخدام كافة أشكال العنف، وأن النظام الملكي الدستوري هو الركيزة الأساسية الضامنة لحاضر ومستقبل البحرين.