الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني – رئيس مجلس الشورى لم يتبوأ مركزاً قيادياً في إدارة الدولة بقرار جمهوري أو بمصادفة أو ضربة حظ، وإنما بعمل مثابر وجسور، واجه غمار الحياة بروح يمنية وثابة . نذكر الرجل وهو لما يزل شاباً فتياً في مقتبل العمر؛ مدرّساً لطلاب كلية بلقيس التي مثّل إنشاؤها في عدن أوائل الستينيات نقطة تحوّل مهمة، ليس في العملية التعليمية وحسب وإنما في مسيرة العمل الوطني عموماً. - كلية بلقيس التي تتمثل إضاءتها في سياق الجهد النضالي وثماره المبكرة لقوافل من الثوار نذكر منهم الزبيري والنعمان كعناوين مجيدة لمرحلة نضالية مهمة مازالت تمد بظلالها وتأثيرها في الحاضر والمستقبل. - وعلى وهج تلك المثابة الرائدة لكلية بلقيس تتلألأ خالدةً كلمات أبي الأحرار محمد محمود الزبيري: سجّل مكانك في التاريخ يا قلم فهاهنا تبعث الأجيال والأمم هنا القلوب الأبّيات التي اتحدت هنا الحنان هنا القربى هنا الرحم هنا البراكين هبّت من مضاجعها تطغى وتكتسح الطاغي وتلتهم في تلك المرحلة وعلى وهج الطموح والأمل، ووعد الإنجاز العظيم؛ بدأ عبدالعزيز عبدالغني يرتسم في حاضر وذاكرة أبناء بلقيس ليتواصل مساره في البناء الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وتتأكد بصماته في العديد من عمليات التحوّل، وعبر شتى المسئوليات التي أُنيطت به. ولسنا هنا بصدد الحديث عن الأستاذ، وهو حديث ذو شجون.. وإنما نشير إلى ذلك وحسب، كمجرد دلالة من تاريخ هذا الرجل.. مستشعرين حرصه الوطني على رأب الصدع، بمعطيات تترافد مع مسئولية الجميع في إهداء الوطن مزيداً من الوعي والمسئولية التي تحفظ وحدته، ودماء أبنائه. وفي تعز.. كان تأكيده أمس الأول أن تعز ستظل على عهدها قوة للثورة والوحدة، وعصية.. عصية.. على كل نزوعات الانكسار والتصدّع الوطني. وهو عهد كل اليمن.. لا حيدة عنه ولا تراجع. {إن العهد كان مسئولاً} صدق الله العظيم. - مقال تم نشره في صحيفة (الجمهورية) بتاريخ 15 أبريل 2010م