الأمم في العالم تتقدم في رقيّها وتتطورفي مفاهيمها وقيمها ومستوى تفكيرها إلى الأفضل مع الزمن إلّا نحن العرب بعكس العالم تماما فتجدنا بقدرما العالم يخطو خطوت للإمام نخطو نحن خطوتين للخلف هكذا تقول الشواهد ألمنظورة وسأتناول في هذه العجالة فقط القيم التي انهارت عند بعض العرب في أزمت الدجّال هذه التي يعيشها العرب اليوم ولن أتناول غيرها مما افتقد العرب إيّاهم غير القيم وهي كثير جدا ولكني سأقتصر هنا على القيم فقط!! التي أصيبت في الصميم في هذا الزمن دون أدنا مراعاة لما تمثله تلك القيم النبيلة من اعتراف بفضل الآخر وعدم نكران الجميل وفي القيم العزة والكرامة وعلو الهمة والأنفة والسماحة والتسامح (وعفا لله عمّا سلف) هذه الجملة القليلة في أحرفها الكثيرة في معانيها وفي نُبل كرمها وتجاوزاً للنّزَوات الشيطانية المقيتة ::ومن القيم النبيلة الصدق والوفاء والحلم والمروءة والصبر والاعتدال والكرم والحياء والإيثار وحفظ اللسان والرفق والتواضع والقناعة: هذه بعض مميزات القيم النبيلة:واليكم بعض الأمثلة ولاستدلالات من التاريخ الحديث وبالمقابل من ربيع الدجال!! فمثلا الملك فيصل الأول ملك العراق المتوفى في 1933م أقام له العراقيون تمثالاً اعترافا بفضله وتقديراً لجهوده التي بذلها في خدمة بلده لدخول العراق في عصبة الأمم في 1932م وقد جمعوا تكاليف هذا التمثال تبرعات من المواطنون وأقاموه وسط بغداد بشارع حيفا وعند ما قامت الثورة العراقية التي أطاحت بالحكم الملكي في عام 1958م لم يمس هذا التمثال وفاء لخدمات الملك ومنجزاته!!ولا يزال حتى يومنا هذا علماً أن المقبرة الملكية في منطقة الأعظمية ببغداد معروفه إلى اليوم تضم كل أموات الأسرة وكل ما توفى احد الأسرة يقبر بها وعندما افتقدت تلك القيم اعدم العراقيون الشهيد/ صدام حسين يوم عيد الأضحى وسط تكبير ممن تجرد عن القيم بل وعن الإسلام في يوم عيد المسلمين الأول!! وفي ليبيا أقام معمرالقذافي تمثال لجمال عبد الناصر في مدينة بن غازي تقديرا لجهوده في خدمة ليبيا والعرب: فجا غوغاء ربيع الدجال وحطموه لان القيم تحطمت لديهم رغم مضي أكثر من أربعون عاما على ممات جمال عبد النا صر رحمه الله: وعندما قتل ألقذافي بتلك الطريقة الوحشية التي تأباها الشريعة المحمدية قبروه في صحراء حتى لا يعرف قبره!! أما في مصرعند ما قامت الثورة المصرية عام 1952م ودّعوا الملك فاروق معززاً مكرما من مينا الإسكندرية مع حاشيته وكانت الطائرات تستعرض له بالتحية من الجو!!وعند ما توفى في منفاه بالخارج في 1965م سمحوا أن يقبر في المقبرة الملكية في القاهرة بمسجد الرفاعي!!علما أن المقبرة الملكية تحمل هذا الاسم إلى اليوم وهي خاصة للأسرة وكل ما توفى احدهم كبيرا وصغيرا يقبر بها!! والسؤال هل يا ترى نستطيع تطهير أنفسنا مما لحق بها من أدران حتى نتدارك ما يمكن تداركه لنحافظ على ما تبقى معنا من قيم؟؟؟؟