أدانت الأوساط السياسية والإعلامية والحقوقية والجماهيرية في اليمن محاولات إقصاء الأستاذ عبده بورجي نائب رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر من منصبه.. واصفة قرار مدير دائرة التوجيه المعنوي بإقصاء بورجي بالحقير والصغير واللامسؤول، مطالبين قيادة الدائرة بالاعتذار للمشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وللأستاذ عبده بورجي. وأقدمت هيئة تحرير صحيفة “26 سبتمبر” وعلى نحو مفاجئ وغريب، على حذف اسم الأستاذ عبده بورجي من ترويسة الصحيفة في عددها الصادر أمس الأول الخميس، ونشرت خبراً في الصفحة الأولى منسوباً لمصدر مسؤول بوزارة الدفاع عللت فيه هذا الإجراء بالوضع الصحي لبورجي ومنصبه السياسي والحزبي الذي يتعارض – بحسب تعبيرها- مع حيادية القوات المسلحة والصحيفة الناطقة باسمها. ونفى مصدر مسؤول في وزارة الدفاع في وقت لاحق، صحة هذا الخبر موضحاً بأن أي مصدر في الوزارة لم يدل بأي تصريح حول وضع الأستاذ عبده بورجي نائب رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر، معتبراً ما نشرته الصحيفة بهذا الشأن اجتهاد شخصي من أحد المحررين فيها. وأكد المصدر في بيان قال موقع “التغيير” انه تلقى نسخة منه، ان التعيين في المناصب القيادية العليا في أي مؤسسة حكومية ومنها المؤسسات الصحفية المملوكة للدولة هو من اختصاص رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وليس أي شخص أو جهة أخرى. وأشار البيان إلى جملة من التناقضات في الخبر المنشور، مبيناً ان قانون الخدمة في القوات المسلحة لا ينطبق على الأخ الأستاذ عبده بورجي باعتباره مدنياً وليس عسكرياً، مضيفاً بأن منع الحزبية في الجيش أمر ليس جديداً وان الأستاذ بورجي ظل يمارس عمله المهني في منصب نائب رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر لأكثر من عشرين سنة دون اعتراض من أية جهة. وفي رد فعل واضح وصريح، توافد العشرات من محرري وموظفي صحيفة 26 سبتمبر إلى منزل الأستاذ عبده بورجي لتهنئته بسلامة العودة إلى أرض الوطن بعد رحلة علاجية في الخارج اثر اصابته في الحادث الإرهابي بجامع دار الرئاسة العام الماضي، معبرين عن سعادتهم بعودته إلى أرض الوطن سالماً معافى. واعتبر مراقبون الحضور الكبير لمحرري وموظفي صحيفة 26 سبتمبر لتهنئة الأستاذ عبده بورجي بأنه رد فعل واضح وصريح يجسد تمسك محرري وموظفي الصحيفة بالاستاذ عبده بورجي ورفضهم لقرار اقصائه ويجسد ما يحظى به الأستاذ بورجي من احترام وتقدير من قبل كافة منتسبي صحيفة 26 سبتمبر بمختلف تخصصاتهم وكافة الصحفيين في اليمن. وفي سياق متصل وصف الأستاذ حسن عبدالوارث رئيس تحرير صحيفة “الوحدة” قرار اقصاء الأستاذ عبده بورجي بالقرار الحقير والصغير معرباً عن أسفه لتحيز نقابة الصحفيين وعدم مهنيتها مطالباً أن تكون النقابة مهنية 100% وان تترك الحزبية. وقال الأستاذ حسن عبدالوارث في اتصال هاتفي مع صحيفة “الميثاق”: “أنا متعاطف مع الاستاذين علي الشاطر وعبده بورجي ومع من ابعدوا من مناصبهم”. وأضاف: “أنا لست مع ان الطرف المنتصر يستولي على كل الوظائف المهنية وغيرها وخصوصاً فيما يتعلق بالصحافة، لصالح أطراف معه”. واعتبر عبدالوارث القرار المنشور في صحيفة 26 سبتمبر بخصوص الأستاذ عبده بورجي “قرار يعكس حقارات صغيرة لا يمكن القبول بها أبداً”.. محذرا من ان السماح بقرار كهذا اليوم سيقود إلى فرض أشياء كبيرة ليست في صالح الوطن. وجدد رئيس تحرير صحيفة الوحدة رفضه لقرار اقصاء بورجي والذي تم في الوقت الذي وصل فيه الأستاذ عبده بورجي إلى ارض الوطن في تلك الحالة متأثراً باصابته ليتفاجأ بهذا القرار الذي يعكس حقارات صغيرة، كما قال. وعلى الصعيد السياسي، اعتبر حزب المؤتمر الشعبي العام حذف اسم الأستاذ عبده بورجي من ترويسة صحيفة 26 سبتمبر اقصاء سياسي مخالف للدستور والقانون والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة. واستنكرت صحيفة “الميثاق” الناطقة باسم المؤتمر حذف اسم بورجي معتبرة ذلك “جريمة لا يجب السكوت عنها”، مؤكدة وجوب وقف هذا القرار الانتقامي فوراً. وأثار قرار اقصاء بورجي استياءً واسعاً في غالبية وسائل الإعلام اليمنية.. وانتقد الصحفيين والكتاب وبأسلوب ساخر القائمين على صحيفة 26 سبتمبر. وقالوا بأن القائمين على الصحيفة لم يتذكروا ان الأستاذ عبده بورجي عضو في اللجنة العامة للمؤتمر إلا في يوم عودته من رحلته العلاجية فقط، بعد ان ظلت صحيفة 26 سبتمبر محافظة على اسمه رغم استبعاد اسم الشاطر، وتعيين العميد يحيى عبدالله بن عبدالله رئيساً للتحرير!!. وكان الأستاذ عبده بورجي والدكتور رشاد العليمي نائب رئيس الوزراء السابق قد عادا إلى ارض الوطن الأربعاء وسط استقبال جماهيري حاشد وغير مسبوق، وتوجه موكبهما وسط الحشود الجماهيرية إلى ميدان السبعين لقراءة الفاتحة على أرواح شهداء مجزرة السبعين قبل ان يستقبلهما الرئيس علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام في منزله ويصفهما بالشهيدين الحيين.