الحوثيون يمنحون مشرفين درجة الماجستير برسالة واحدة مسروقة وتم مناقشتهما(أسماء)    همسة في أذن من يطالبون بفتح طريق عقبة ثره    دعوة لمقاطعة مبخوت بن ماضي    تفاصيل قضية "الزويكي" الذي حكم عليه الحوثيين بلإعدام لدفاعة عن شرفه بعد اغتصاب شقيقته    محلل سياسي: صراخ الرزامي ومرافقيه باسم عبدالملك الحوثي وسط الحرم المكي سيكون ثمنه الكفن لكل قيادات الجماعة وخاتم سليماني يشهد    الرئيس الزبيدي لم يخاف الرصاص فأنى يهاب النقد؟    خبير سعودي: أحمد علي عبدالله صالح مطلب شعبي لإخراج صنعاء من حكم المليشيات الحوثية    العطش وانعدام الماء والكهرباء في عاصمة شبوة يصيب مواطن بجلطة دماغية    رسائل مهمة للحوثيين و"الكيانات المساندة للمجلس الرئاسي".. نص بيان المجلس الوزاري لدول الخليج بشأن اليمن    حملة تقودها وسائل إعلام الشرعية للنيل من الانتقالي ليست غريبها عليها    فضل الذكر والتكبير في العشر الأوائل من ذي الحجة: دعوة لإحياء سُنة نبوية    في تصعيد جديد: مليشيا الحوثي تختطف مدير موريمن بعد مداهمة منزله    مانشستر يونايتد يسعى لتعزيز هجومه بضم المغربي يوسف النصيري    وزارة المالية تعلن إطلاق تعزيزات مرتبات شهر مايو للقطاعين المدني والعسكري والمتقاعدين    بينهم طفل وامرأتان.. استشهاد 6 فلسطينيين بقصف إسرائيلي لبناية في غزة    غارات دموية تستهدف نازحين عقب يوم من مجزرة النصيرات التي أسفرت عن 998 شهيدا وجريحا    مختار علي يعزز صفوف المنتخب السعودي امام الاردن    وديًّا: فوز متواضع لإيطاليا على البوسنة    إيران تمول والحوثي ينفذ: اختفاء 43 طفلاً من مراكز صيفية في ذمار    رجل يقتل زوجته بالرصاص ويدفنها في المطبخ.. والكشف عن دافع الجريمة    ارتفاع في تسعيرة مادة الغاز المنزلي بشكل مفاجئ في عدن    في ورشة لاستعراض ومناقشة التقرير الرسمي التاسع للجمهورية اليمنية    خلال تدشين الخدمة المدنية للمجموعة الثانية من أدلة الخدمات ل 15 وحدة خدمة عامة    جرة قلم: قمة الأخلاق 18    فيما وزير الخارجية يهنئ نظيره البرتغالي باليوم الوطني..الخارجية تدين استمرار التصعيد العسكري الصهيوني في ارتكاب مجازر يومية في غزة    الضرائب تعلن عن امتيازات ضريبية للمنسوجات المحلية    أكدوا ثبات الموقف الداعم والمساند لفلسطين.. تحذير أدوات العدو ان من التمادي في خطواتهم ضد شعبنا واقتصادنا    تدشين مخيم مجاني للعيون بمديرية العدين في إب    العاصمة صنعاء تشهد الحفل الختامي وعرضاً كشفياً لطلاب الدورات الصيفية    افتتاح جاليري صنعاء للفنون التشكيلية    جسدت حرص واهتمام القيادة الثورية في تخفيف معاناة المواطنين.. فتح الطرقات.. مبادرات انسانية وموقف شعبي مؤيد    صنعاء بعيدة.. التصعيد الاقتصادي الأخير يؤطر للانفصال    رئيس الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي، الدكتور عبدالله العلفي ل"26 سبتمبر": ترتيب الأدوار مع الجهات ذات العلاقة بالقطاع الزراعي يؤسس لمسار أداء تكاملي    غارات دموية تستهدف نازحين عقب يوم من مجزرة النصيرات التي أسفرت عن 998 شهيدا وجريحا    افتتاح معمل وطاولة التشريح التعليمية ثلاثية الأبعاد في الجامعة اليمنية    تفاصيل جديدة بشأن انهيار مبنى تابعًا لمسجد ''قبة المهدي'' ومقتل مواطنين    الرواية الحوثية بشأن حادث انهيار مبنى في جامع قبة المهدي بصنعاء و(أسماء الضحايا)    "هوشليه" افتحوا الطرقات!!!    ''استوصوا بعترتي'' و استوصوا بالمعزى!!    يورو 2024.. هذه قيمة الأموال التي سيجنيها اللاعبون والمنتخبات المشاركة    الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي يدعو برامج المنطقة لزيادة عدد الألعاب والمسابقات والاهتمام بصحة اللاعبين    عالم آثار مصري شهير يطالب بإغلاق متحف إنجليزي    أسعار الذهب في صنعاء وعدن صباح اليوم    منتخب الدنمارك يقهر نظيره النرويجي بقيادة هالاند    منظمة الصحة العالمية تدعو للاستعداد لاحتمال تفشي وباء جديد    في الذكرى الثالثة لوفاته.. عن العلامة القاضي العمراني وجهوده والوفاء لمنهجه    أحب الأيام الى الله    السيد القائد : النظام السعودي يتاجر بفريضة الحج    روسيا تعلن بدء مبيعات مضاد حيوي جديد يعالج العديد من الالتهابات    ما علاقة ارتفاع الحرارة ليلا بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية    النفحات والسنن في يوم عرفة: دلالات وأفضل الأعمال    نادي ظفار العماني يهبط رسميا للدرجة الأدنى    بعد أشهر قليلة من زواجهما ...جريمة بشعة مقتل شابة على يد زوجها في تعز (صورة)    ما حد يبادل ابنه بجنّي    الحسناء المصرية بشرى تتغزل باليمن و بالشاي العدني    أطباء بلا حدود: 63 ألف حالة إصابة بالكوليرا والاسهالات المائية في اليمن منذ مطلع العام الجاري    الحوثيون يعتقلون عشرات الموظفين الأمميين والإغاثيين في اليمن مميز    خبراء صحة: لا تتناول هذه الأطعمة مع بعض الأدوية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سورية وبندر بين الجد واللعب .. وطريق الثقب الأسود !
نشر في البيضاء برس يوم 16 - 08 - 2013

ربما كانت هذه أول مقالة أتردد في نشرها .. فكل مقالة اكتبها عادة ينمو الكلام فيها كالريش وينفرد من جانبيها جناحا الحقيقة فلاأقدر على حبسها في أي قفص ..فأفتح لها باب بيتي لتغادر وتملأ الدنيا بأجنحتها وأصواتها ..
لكن هذه المقالة خبأت بين ريشها بعضا من خزائن الأسرار فقصصت لها بعض ريشها وخبأت جناحيها .. لأنه لم يحن الوقت لتطير الحكايات والأسرار
لاأدري كيف أحدثكم عن حال “الثورة” السورية .. مشكلتي أنني خصم لها وكل ماأقوله بشأنها سيفسره المؤمنون بها على أنه حرب الكلام والاعلام رغم أنني لم أقل فيها كلمة لم تكن كالنقش في الحجر منذ أن أعلنت حقيقة الدجال أردوغان واستخفيت بصياحه والذي استحق لقب “ديك الثورة” وتبين أيضا أن له “قلب الديك” في نجدة ثواره الذين سقطوا في كل المواقع ولم يجرؤ على الدخول علنا لانقاذهم في أية موقعة رغم أنهم انتظروا وصوله اليهم ورغم أنه رأى أعناقهم تدق ولم ينبس ببنت شفة.. وقد وصفت من قبل الثوار بأنني عدو الثورة الذي يحطم معنوياتها لأنني قلت الحقيقة يوما عن أن الروس سينزلون الى الميدان السياسي بكامل ثقلهم وبمعداتهم العسكرية الى جانب الدولة الوطنية السورية لينكفئ الناتو ويضع ذيله بين فخذيه .. وليترك تركيا وحدها في الورطة الكبرى ..وكان ماتوقعت بالحرف ..
سيقول الثوار كعادتهم أنني طبيب النظام الذي يصب العقاقير في عروقه والمهدئات .. وخافضات الحرارة ..وأحيانا المهلوسات .. لأن “الثورة “لاتستطيع أن ترى فيمن لايعزف لها ألحانها وتكبيراتها الا عازف النظام .. ولأن البلهاء الذين لايجيدون العزف الا على الطبل البدائي وربابة البدو يكرهون أصوات الأجراس ورشاقة السوناتات .. ولاتقدر قوة في الوجود أن توقف لحنا جميلا للاجراس من أن تخضع له الأسماع وتستسلم وهي تفتح له ممرا الى القلب .. فمن شاء أن يسمع عزفي بأذنيه وقلبه فليسمع وليطرب وينتشي ولن أتوقف عن العزف .. وأما من رأى في لحني وأجراسي وجعا وطنينا وصداعا ونزيفا في أذنيه .. وغلب صوت عزفي طبوله البدوية ورباباته .. فأطمئنه بأن لحنا قادما سأعزفه سيكون لحنا لاينساه كل من خرج في هذا الربيع ..
لن أكتب بعد اليوم عن هرطقات الثورة لأن الحقيقة هي أننا محاطون بثورة الهرطقات .. حتى “الثوار” صاروا يعرفون معنى الهرطقة .. قد لايجيدون التعبير الدقيق لكنهم سيقولون لك ان الهرطقة تعني: تمثيليات الثوار ومسلسلاتهم المكسيكية عن الحرية والشريعة .. ومسلسلاتهم التركية التي تحكي عن الديمقراطية السلجوقية ل”مهند طيب اردوغان”..
ولايبدو لي أن مزاجي صار يمكن اغراؤه بالحديث عن الثوار وتفنيد معاركهم والبحث عن شهادات الميلاد المزورة لانتصاراتهم .. ومزاجي لايمكن اغواؤه بمهاجمة الاعلانات الثورية عن منتجات النصر المبين واعلاناته التجارية بعد اليوم .. وصرت أرى أن ماتفعله الثورة صار احداث قدر كبير من الضوضاء والصخب لكي لانسمع صوت أنينها وعذاباتها وصوت طقطقة عظام ساقيها ورقبتها في حمص وريف دمشق .. وعمودها الفقري لم يبق فيه الا بضع فقرات تنتظر دورها في التحطم .. فالسياسيون يتندرون على الثورة ويقولون بأن لكل رئيس ائتلاف هزيمة وموقعة يكسر فيها عظم رأسه .. منذ بابا عمرو التي كسر فيها عظم برهان غليون ورأسه .. الى معركة القصير التي كسرت عظم معاذ الخطيب ورأس جورج صبرة .. ولاشك أن الجربا يحتفظ بحقه في هزيمة مجلجلة في موقعة جديدة ورأسه ينتظر المطرقة .. كما أن تنظيم رياض الشقفة سيدخل في المدى المنظور عهد الانقراض من الحياة السياسية السورية .. لأن الأرقام ان تحدثت عن الدمار الهائل في الكتلة العسكرية للتنظيم السوري ستدل الشقفة على أن نخاع تنظيم الاخوان المسلمين العسكري قد أصابه النخر قبل النحر .. مثلما أصاب النخر ثورته الى الأبد .. وهذا ماجعل التنظيم يستورد مقاتلين أجانب بسبب نفاذ مخزونه البشري .. وحسب مصادر الاستخبارات السورية بعد تسريب وثائق من مكاتب الاخوان المسلمين المصريين عقب السقوط المدوي لهم فان التنظيم السوري طلب النجدة من اخوان مصر لأنه اعترف في مراسلاته السرية أنه قد فقد 70% من عديده المسلح بين قتيل وجريح وأسيرومفقود مما استدعى عملية تجنيد وزخم توّجها محمد مرسي بعرضه الشهير في الملعب ..
التمرد السوري يمر بفترة حرجة للغاية والدليل على ذلك المبالغة في ارتكاب المجازر التي لم تعد لاقناع الناس بوحشية النظام ولا لاطعام أعضاء مجلس الأمن وجبة من لحومنا لادانة النظام السوري ومكافأة الثورة بالفصل السابع .. فالدم والضحايا الكثيرة في المناطق الرخوة غطاء جيد لاخفاء عظام الثورة المحطمة التي لم يعد اللحم يكسوها .. فعقب كل تقدم استثنائي للجيش السوري صرنا نتوقع أن يلجأ الثوار الى الخواصر الضعيفة في القرى والبلدات المعزولة لارتكاب مجزرة رخيصة ليس فيها من البطولة الا مايباهي به قطاع الطرق وقراصنة البحار الذين يهاجمون السفن التائهة البعيدة عن موانئها .. مجازر لم تعد مهمتها الا التعبير عن القلق الوجودي للثوار بآلية دفاع سيكولوجية لاثبات أن الثورة لاتزال قادرة على العض والايذاء .. تماما مثل الوحش الجريح المحاصر في جحره .. ومثل الأفعى الجريحة التي تعض على جراحها .. بأنيابها ..
الثورة تهاجم قرى في حلب لأنها تعيش رعب خسارة هائلة قادمة في حلب ..قادمة قدوم الساعة التي لاريب فيها .. والثورة تهاجم الساحل السوري يائسة لأنها عجزت عن اثارة التململ في نفوس الشعب السوري فاعتقدت بسذاجة أنها ستثير التململ في صفوف الأقليات ..وتدفعها للتذمر .. لأن مجانين الثورة يصدقون مايقال لهم في اعلام الثورة الدجال بأن من يهزمهم هم ابناء الساحل .. واعلام الثورة يؤكد لهم أن لاأحد يقاتلهم الا أبناء الساحل مما يعطي مبررا أخلاقيا للكراهية الطائفية ويعطي مبررا سيكولوجيا لمن يحمل السلاح بأنه لايقتل أبناء دينه وطائفته .. وبالطبع فان سجلات شهداء الجيش السوري وسجلات جرحاه تعرف أن جميع الضحايا من جميع سورية وأن التركيز الثوري الخبيث على شهداء الساحل السوري واغفال بقية التضحيات انما لغاية في نفس بندر بن سلطان وأبناء يعقوب في تل أبيب وبيروت .. وربما سيفاجأ الجميع ان اطلعوا على سجلات شهداء الجيش ليعرفوا أن الشهادة توزعت بالتساوي على جميع الأطياف المدنية والعسكرية السورية .. ولكن يستحيل على الدولة الوطنية السورية أن تشير الى هذه الحقيقة وكأنها تدافع عن نفسها وتنساق الى حديث الثوار الطائفي ومشروعهم الطائفي .. ويصبح للشهداء المقدسين هوية وطائفة تلوث شهادتهم ..
ولكن بالفعل ماهي أخبار الثورة السورية بعيدا عن تهويمات صوفية الثورة ومجازرها وبعيدا عن الانحياز لصالح الدولة ؟؟
ان أدق تشبيه للثورة السورية الآن هي أنها تشبه حلبة مصارعة الثيران .. مصارع الثيران وهو الجيش السوري تهاجمه ثيران هائجة بقرونها وقد تسربلت أكتافها بالدم .. بعض الثيران جريح حيث انغرز نصل القصير في كتفها ونصل الخالدية في صدرها ونصل الغوطة في عنقها.. الأحداث الداخلية والتفجيرات والمجازر في المناطق الرخوة هي غبار تثيره حوافر الثيران الهائجة النازفة التي يعتلي ظهورها قادة الجيش السوري وبعضهم يمسك بقرني ثوره ويقلبه على الأرض ويلوي عنقه حتى يعجزعن الحركة .. كما حدث في القصير والخالدية ..وكما هو متوقع في بقية ثيران حمص .. وكما ينتظر جواميس حلب من أقدار .. حيث حفلة القدر القادم وموسم بطح الجواميس..
على حدود حلبة الصراع يشاهد مشهد غريب .. وهو زيارة بندر بن سلطان الى موسكو وهو صاحب الثيران .. الثيران الهائجة تعتقد أن (بندر) يريد لقاء الروس ليشتري حياة الثورة السورية .. كي يعتقها من ضربة السيف القاتلة في قلبها ..الثوار وأنصارهم هللوا للزيارة لأن صاحب الثور (بندر) شهير بشراء حياة الثيران والنوق والبغال الثورية .. لكن ماذا كان بندر يريد من زيارة موسكو فعلا؟؟ السؤال الدقيق ليس كذلك حسب مصادر روسية مطلعة؟؟ فالسؤال الحقيقي هو ماذا أرادت موسكو من بندر؟؟ وربما بصورة أدق: هل استدعت موسكو بندر بن سلطان؟؟ هل هو استدعاء أم زيارة اذا؟ وهل هناك علاقة بين استدعاء بندر وبين تصريح الرئيس الأسد في افطار فعاليات المجتمع السوري بأن الأزمة في سورية يكمن خلاصها في اتفاق السوريين لأن الدور الخارجي يتم التعاطي معه .. وان لا نية في تغيير الحزم ولغة الحديد مع الارهابيين .. قالها الأسد باصرار وثقة كما بدا للجميع ..العاقلون الذين يعرفون العلاقة الروسية السعودية اللاودية يعتبرون ان من الحماقة تصور تبرع بندر لزيارة موسكو ورغبته في زيارتها لشرائها .. فليس لدى الرجل مايقدمه للروس وفي جعبته تاريخ من العداء السعودي للروس في المنطقة .. وهو العارف أن الروس لايفكرون في ملياراته بل في مؤامراته .. ولم يكن له دور المراسل بين الروس والأمريكيين وهو المشهور بأنه مجرد مسدس أميريكي يطلق من فوهته الاسلاميين (جيش بندر من القاعدة وجبهة النصرة) على أعداء أميريكا .. وليس الروس بالطبع في حاجة لمراسل يوصل رسائل الأمريكيين اليهم لأن الكبار يتحدثون مباشرة للكبار .. حتى لمن يرى أن الأمريكيين قد يستعملونه كساعي بريد فان الواجب أن يوصف هؤلاء بالبلهاء في السياسة كما يقول المحللون السياسيون الروس المخضرمون .. لأن بندر يمكن أن يكون مراسلا بين دول المنطقة العربية التي يعمل ساستها بوظيفة مراسلين أو جواسيس مثل الملك حسين ومثل مراسلي فريق 14 آذار الذين يحملون رسائل فيلتمان في جيوبهم وسراويلهم الداخلية .. الى أمراء النفط الذين ليسوا حتى مراسلين بل ظهور دواب يركبها المراسلون .. لكن بندر لايقبل به الأمريكيون مراسلا لهم الى نظرائهم الروس .. وكذلك لايقبل به الروس رسولا .. لأنه عبد وابن عبد وسليل عبيد .. والعبد لايكون في مرتبة الرسل بين الكبار والأحرار .. ومن يحمل رسائل الأحرار للأحرار يجب أن يكون حرا مثلهم ..
وبرغم رائحة المليارات التي أسمعنا الثوار رنينها في زيارة بندر ورنين الذهب في جيبه وأشاروا الى لعابه الأسود النفطي في فمه فان بندر كان في حالة استدعاء كممثل للعائلة المالكة السعودية لتبليغه رسالة روسية يجب ان يسمعها السعوديون بصرامة كما همس بعض الروس في بعض لقاءاتهم .. فالروس لايمكن أن ينسوا ان العائلة المالكة السعودية فعلتها معهم في أفغانستان بايحاء أميريكي وحملت مجانين العرب والاسلاميين لحرب السوفييت وأذاقتهم الهزيمة المرة .. والسعوديون اليوم ينظر اليهم اليوم على أنهم يريدون اسقاط دمشق التي يصفها الروس بأنها صارت امتدادا للأرض الروسية من الناحية الجيوسياسية .. ولن يتكرر خطأهم في أفغانستان عندما حاربوا الدبابير الجهادية في كابول لكن عش الزنابير كان في الرياض لم يتوقف عن اطلاق أسرابهم وتفقيس بيوضهم في قمامات الفكر الوهابي .. وتردد شخصية سعودية مقربة من العائلة المالكة بأن بندر سمع عبارة اقشعر لها بدنه وهي: سورية لن تكون أفغانستاننا الجديد .. واذا أردتم ففي سورية قد يكون ثأرنا..
وبما أن السعودية قدمت نفسها راعية لمشروع التغيير في سورية بعد قطر فقد وجد الروس أن من الضروري أن يعرف السعوديون أن الزمن قد تغير .. وأن ماحدث في الماضي لايجب أن يتكرر دون رد فعل وان هناك ثمنا باهظا لهذه البهلوانيات الخطرة في السياسة .. كما حدث مع عائلة آل ثاني التي تم خلع أميرها (كما يتردد) باتفاق روسي اميريكي كبادرة حسن نية تجاه الروس لأن حمد كان (بايحاء اميريكي اسرائيلي) يتولى عملية ضرب مشاريع الغاز الروسي الى أوروبة ..وكان عربون النية الطيبة هو رأس حمد بن خليفة .. ..لأن الروس أحرجوا الأمريكان بوثائق صلة قطر بالقاعدة عبرالأمير وبغض نظر أميريكي ..وقد طلب الروس عزله عقابا له وعربون ثقة للتفاهم على اقتسام النفوذ في عالم القرن الحالي..وهو بالطبع ثمن رمزي ليس الا لأن المشروع لايزال في ذهن الغرب وعلى طاولات خبرائه
ويذهب البعض الى حد أن الروس بعد المجاملات والملاطفات أفهموا بندرا بأن زمن التلطي خلف القاعدة وانكار التحكم بها لضرب الخصوم لم يعد ينطلي على أحد بسبب بعض العناصر غير المنضبطة في القاعدة التي تمردت قليلا وتسببت ببعض الأذى لليد التي تطعمها .. والروس يرون في القاعدة وفقسها من الاسلاميين في سورية جيشا أميريكيا للمهام القذرة باشراف بندر نفسه لن تكون روسيا بمنأى عنه .. ومن المؤكد حسب بعض المطلعين أن بندر سمع من الروس بأنهم يعترفون أنه ومملكته تحت المظلة الأمريكية ولكن عليه منذ اليوم أن يعلم ان هذه المظلة لاتعني أنه بمنأى عن المطر والشهب الحارقة لأي انفجار في المنطقة .. وبعبارة مباشرة فان الروس ينتظرون من السعودية أن تعتني بنفسها وينصحونها بقوة بألا تلقي بنفسها الى المواجهة في الجغرافيا الجديدة الروسية نيابة عن الأمريكيين كما حدث في أفغانستان ..
لايعرف الكثير عن اللقاء وتفاصيله وأجوبة بندر على اللقاء الذي يوصف بأنه يشبه الاستجواب الروسي القاسي واظهار الملفات والدلائل الدامغة التي فتحت له .. لكن يتردد أن بندر عرض اثبات حسن النية بارسال “عبيده” من الائتلاف السوري لحضور جنيف .. ونقل عن بندر قوله في لقائه مع بعض أعضاء الأسرة المالكة بحضور شخصية امريكية بأن ماعناه الروس هو أن حدود سورية هي “الحد الفاصل بين الجد واللعب في السياسة” ..
واذا كان استدعاء بندر الى موسكو أحد مواجع الثورة السورية التي تغطيها بأخبار المليارات والرشوات فان من المواجع الثورية الصاخبة هي أنين تركيا الصامت .. فالأتراك يشبهون اليوم من وقع في الثقب الأسود الكوني الذي يجذب اليه الكواكب وماان يدخل في نطاقه الطاقوي كوكب أو نجم حتى يبتلعه ويغيب في المجهول الكوني والعدم .. ثقب تركيا الأسود الذي يبتلعها بالتدريج بدأ بتورطها المباشر مع الأكراد السوريين .. فأردوغان وحزبه اللذان حاولا استمالة الأكراد لم يقدرا أن يغلب التطبع طبع الأتراك فلم يسمحوا باشارة واحدة لكيان أو طموحات أو حقوق كردية في الثورة السورية باستثناء اللعب على اللحى بتوظيف سيدا وهيتو في اعلانات الثورة ومسرحياتها .. القضية الكردية هي نقطة ضعف تركيا القاتلة في السياسة الاقليمية .. ويصاب التركي الطوراني بالهستيريا اذا ماذكر له الأكراد وتطلعاتهم لأنهم سيقصمون ظهر تركيا .. ولذلك فان عدم حماس الأكراد السوريين للثورة أضعف من موقف اسلاميي أردوغان في الشمال السوري .. وعندما طلب منهم الانخراط في الثورة بالقوة أو الحياد السلبي القوي كان الأكراد يشمون رائحة فم اردوغان في تلك الاوامر .. ورآها بعضهم سوقا الى الخدمة الاجبارية التركية على طريقة السفربرلك ولن يستفيد من المعركة سوى أردوغان ضد الحلم الكردي .. وكان أردوغان قد فقد صوابه عندما سمع بان الأكراد ربما حصلوا على وعد بحكم ذاتي على حدوده لأن ذلك الحكم الذاتي سيدخل الى تركيا في الحال ولن يخرج منها الا الى الدولة الكردية التي ستقوم على جثمان آخر دولة لبني عثمان (أي تركيا) .. فاندلع الصراع بين جيش اردوغان الاسلامي من جبهة النصرة وبين جيش الأكراد الشعبي .. ولجأ أردوغان الى ارسال رسائل وحشية لارهاب الأكراد بأنه سيعاقبهم بقسوة مفرطة وبالمجازر عبر وحوشه الاسلامية .. ولكن الرجل يتحدث الينا ونحن نراه بالعين المجردة في وسط الثقب الأسود للأزمة السورية التي تمكنت من فتح الثقب الأسود الذي ابتلع محمد مرسي واخوانه المسلمين .. وابتلع حمد بن خليفة وحمد بن جاسم .. وهناك خالد مشعل واسماعيل هنية اللذان انزلقا الى الثقب الأسود .. وهناك السعوديون في الطريق كما يبدو ..
القضية الكردية معقدة جدا .. ولكن عقدتها في تركيا .. والبعض يرى أن الأكراد السوريين يحرضون من طرف ثالث قد يكون مسعود البارزاني للاستفادة من الظرف التاريخي النادر لأن تمدد كردستان العراق الى سورية فرصة لاتعوض .. والبعض يعتقد أن ذلك بتشجيع من أردوغان لأن أردوغان قد يرى أن التراضي مع الأكراد بالسكوت عن تمددهم مقابل سكوتهم عن قضية أكراد تركيا هو الحل.. لكن هذا التوقع قد يكون صحيحا من جهة مسعود البارزاني الذي يزج بنفسه في الأزمة السورية لاقتلاع بعض الجغرافيا السورية لصالح تمدده .. الا أن المنطق يقول بأن أردوغان رغم بلاهته السياسية فانه لايجرؤ على اغماض عينيه عن تمدد البارازاني لأن الطوفان لن يتوقف الا وسط الأناضول .. ولذلك فان من سيواجه مسعود البارازني وتمدده ان حاول ذلك قد يكون اردوغان نفسه عندما يجد ان نمو كردستان سيقتلع تركيا من جذورها .. واذا لم يفعلها أردوغان فسيفعلها الجيش التركي بعد اعدام اردوغان على حماقته الكبرى باطلاق التمدد الكردي والسكوت عنه .. وفي هذا الشان لايبدو في رأي الكثيرين أن على السوريين التدخل في المعركة بين أردوغان والبارازاني لأن الطرفين سيطلبان من السوريين أن يكونوا في صفهما لهزيمة مشروع الآخر .. والحصاد سيكون أن تركيا لن تهزم الأكراد ولكنها هي التي ستعالج تمردهم بالحد من طموحاتهم .. وكذلك سيحد الأكراد من طموحات تركيا كثيرا في سورية .. لكن الأكراد قد يتمكنون من قطف الظرف لاطلاق أول تحالف عربي كردي ايراني يشكل رافعة لدولة كردية جسدها من تركيا وأطرافها تشابكات تخادم ومصالح مع العراق وسورية وايران .. والسبب كما هو مدون في دراسات غربية لقيام الدولة الكردية هو أن الكتلة السكانية الكبرى للكرد هي في تركيا وليس من المعقول أن يقبل الكرد بدولة في سورية والعراق وعدد الكرد فيهما لايتجاوز خمسة ملايين فيما يبقى 25 مليون كردي تركي بصفة جالية كردية لدولة كردستان في تركيا .. هذه الجالية أكبر بعدة مرات من الدولة نفسها وهذا ضد منطق وجود الدولة ولايشبهه الا ظرف اسرائيل حيث جالياتها اليهودية في العالم أكبر من سكانها بكثير ولذلك تعيش اسرائيل أزمة وجودية كبرى وأزمة بقاء أزلية حتى تنقلب النسبة وهو ماتحاول عمله كل المنظمات اليهودية بالهجرة الى اسرائيل .. بالنسبة للأكراد سيكون العكس مقبولا ومنطقيا لقيام دولة مستقبلية وهو دولة كردية كبيرة على جسد تركيا وجاليات بحقوق خاصة وادارات ذاتية في المحيط في العراق وسورية وايران ..
هذا بعض مما وصل الى أوراقي وتسرب .. وبعض مما تسلل من لقاءات مع أصدقاء اثق بهم وأجزم أن فيها الكثير من الدقة رغم أن الوقائع الدقيقة لاتزال تحتاج الى الكثير من النظر الى الكواليس لغربلة هذه التفاصيل ..
ومن جديد أعيد عليكم: من شاء أن يسمع عزفي بأذنيه وقلبه فليسمع وليطرب وينتشي ولن أتوقف عن العزف .. وأما من رأى في لحني وأجراسي وجعا وطنينا وصداعا ونزيفا في أذنيه .. وغلب صوت عزفي طبوله البدوية ورباباته .. فأطمئنه بأن لحنا قادما سأعزفه سيكون لحنا لاينساه كل من خرج في هذا الربيع ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.