صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معارك في حلب ودمشق.. وتركيا تعلن إغلاق حدودها مع سوريا
نشر في براقش نت يوم 26 - 07 - 2012

تشهد مدينة حلب وبعض احياء العاصمة دمشق معارك طاحنة وقصف عنيف من قبل مدفعية النظام وطيرانه، وتسجل في سياق اقتحامات قوات النظام للاحياء الدمشقية والمدن والبلدات الثائرة جرائم ضد الانسانية، حدت منظمة "العفو الدولية" على دعوة الأطراف المتقابلة الى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
وتوازيا مع العنف المتصاعد والمتمدد في سوريا وفقدان قوات النظام السيطرة على مساحات اكبر من البلاد، تتواصل الانشقاقات، ديبلوماسيا حيث انشق سفير النظام في الامارات العربية المتحدة، وعسكريا مع انشقاق ضابطين برتبة لواء وتوجههما الى تركيا.
سياسيا، وارتباطا بالميدان، عقدت تركيا اجتماعا امنيا لبحث الوضع خصوصا في المنطقة الكردية في سوريا، تزامنا مع اقفال كل حدودها مع سوريا. أما روسيا فواصلت سجالها مع الغرب واعتبرت أن العقوبات الأوروبية بمثابة حصار جوي وبحري لسوريا.
معركة حلب
مراسل صحيفة سورية في مدينة حلب قال ان "مئات المتمردين القادمين من كل شمال سوريا يتدفقون الى حلب في ما يبدو انه تحول الى المعركة الحاسمة". واشار الى ان "المتمردين يسيطرون على نحو عشرة احياء في اطراف حلب"، وان "اصوات القصف والرشقات الرشاشة تتردد في كل انحاء المدينة".
واكد مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" ان "الثوار يعززون مواقعهم بالتأكيد، وسبق لهم ان اعلنوا ان معركة حلب هي معركة حسم وتحرير"، مضيفا "هي كذلك معركة مصيرية بالنسبة الى النظام".
ورأى ان "حلب بالنسبة الى الثوار هي عاصمة الشمال وتمثل بنغازي (ليبيا) سورية، خصوصا ان معظم المناطق شمال مدينة حلب باتت خارجة عن سيطرة النظام".
وكان "الجيش السوري الحر" اعلن الاحد بدء معركة "تحرير حلب". وقال قائد المجلس العسكري للجيش الحر في محافظة حلب العقيد عبد الجبار محمد العكيدي ان الاوامر اعطيت الى "كل عناصر الجيش الحر بالزحف في اتجاه حلب الشهباء من كل الاتجاهات بهدف تحريرها ورفع علم الاستقلال فيها".
في الوقت نفسه، يستقدم الجيش التابع للنظام، تعزيزات الى ثاني اكبر المدن السورية حيث تدور لليوم السادس على التوالي اشتباكات عنيفة اسفرت الاربعاء عن مقتل 13 شخصا، هم ثمانية عناصر نظاميين واربعة مدنيين ومقاتل معارض.
وقال عبد الرحمن ان قوات الأسد "تواصل منذ 48 ساعة ارسال تعزيزات في اتجاه مدينة حلب من مناطق عدة. وتسلك هذه التعزيزات طريق دمشق- حلب الدولي".
واشار الى ان المقاتلين المعارضين "نفذوا امس هجومين لاعاقة وصول التعزيزات، احدهما بين معرة النعمان وخان شيخون (في محافظة ادلب القريبة في شمال غرب البلاد) والثاني على قافلة عسكرية بالقرب من مدينة اريحا في ادلب".
وذكر ان "الثوار استهدفوا اليوم ايضا بعبوات ناسفة موكب سيارات للامن على طريق الراموسة في منطقة الحمدانية غرب مدينة حلب ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن ثمانية عناصر".
ورأى عبد الرحمن ان النظام يحاول منع سقوط "اي من رموز السلطة في المدينة مثل مقار الامن وحزب البعث والادارات الرسمية".
وأمس استمرت لليوم السادس على التوالي الاشتباكات العنيفة في احياء مدينة حلب بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية التي استقدمت تعزيزات الى المدينة، وذلك بعد ان استعادت قوات النظام السيطرة تقريبا على مجمل احياء دمشق.
وقال المرصد ان حيي بستان القصر وصلاح الدين في مدينة حلب يشهدان "اشتباكات عنيفة" وان القوات النظامية "تستخدم الطائرات الحوامة" في قصف احياء الصاخور وطريق الباب والشعار وقاضي عسكر وصلاح الدين.
قصف جوي على دمشق
في دمشق، تعرض حي الحجر الاسود في جنوب العاصمة لقصف من طائرات حوامة ورشاشات ثقيلة من القوات النظامية التي تحاول السيطرة على الحي، بحسب المرصد.
واستعادت قوات النظام خلال الايام الماضية السيطرة على معظم احياء العاصمة، الا ان مقاتلين معارضين يواصلون تصديهم لقوات النظام.
وقال نشطاء سوريون قدموا تسجيل فيديو لرجال مصابين بثقوب في رؤوسهم، إنهم عثروا امس على 11 جثة لرجال أعدمتهم القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في حي القابون بدمشق.
وأظهرت اللقطات 11 جثة تكسوها الدماء بعضها في أزقة وبعضها داخل مبنى. وقتل ثلاثة فيما يبدو بالرصاص بعد تغطية رؤوسهم بقمصانهم وكان آخر يركع في مواجهة الحائط.
وقالت رانيا الميداني، وهي نشطة في المعارضة تعيش قرب حي القابون، إن الرجال ألقي القبض عليهم قبل خمسة أيام في حي مجاور.
وقالت لوكالة "رويترز" عبر "سكايب" إن النشطاء عثروا عليهم في شارع تشرين واعتقدوا ان هؤلاء الرجال كانوا في السجن. وأضافت أنهم تمكنوا من دخول الشارع اليوم فقط حيث عثروا على الجثث لأن الشبيحة الموالين للأسد كانوا يحتلون الشارع.
وقوات الأسد وأفراد الشبيحة متهمون بارتكاب عدد من المذابح بما في ذلك قتل 108 أشخاص على الأقل يوم 25 اذار نحو نصفهم من الأطفال في محافظة حمص وهو ما أكده مراقبو الأمم المتحدة في سوريا.
سجن حمص
في محافظة حمص (وسط)، ذكر المرصد ان القوات النظامية وبينها عناصر من المخابرات الجوية حاولت الليلة قبل الماضية اقتحام السجن المركزي "لانهاء عصيان مستمر" منذ ايام، ما اسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
ويأتي ذلك بعد عصيان في سجن حلب انتهى بالقمع وبثمانية قتلى بين المساجين.
البشمركة تنفي ارسال مقاتلين
في كردستان العراق، نفى الأمين العام لوزارة البشمركة في حكومة الإقليم جبار ياور امس، أنباء ترددت عن دخول وحدات من قوات البشمركة إلى سوريا. وقال لوكالة أنباء "الأناضول" التركية عبر الهاتف، إن لا صحة للمعلومات عن إرسال عناصر من البشمركة إلى سوريا أو حتى تحريكها باتجاه الحدود. وأضاف "لم نرسل قوات إلى سوريا وليست لدينا النية في إرسال قوات في المستقبل أيضاً". واعتبر ياور الأزمة السورية شأناً داخلياً يجب أن يعالجها السوريون أنفسهم أي العرب والأكراد معاً.
وشدد قائلاً "لا نفكر مطلقاً بأي تدخل عسكري في سوريا". وكانت بعض وسائل الإعلام ذكرت قبل أيام أن قوات من البشمركة الكردية قدمت من إقليم كردستان إلى سوريا لمساعدة مجموعات كردية هناك. إرسال يو بي أي 25 تموز- يوليو 2012
العفو الدولية
في غضون ذلك، دعت منظمة "العفو الدولية" القوات الحكومية والمعارضة المسلحة امس إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي بعد تواتر تقارير عن قيامها بقتل معارضين معتقلين عمداً ودون وجه حق.
وقالت المنظمة إن جثث 19 رجلاً أعزل وطفلاً واحداً تم العثور عليها في وقت سابق من هذا الأسبوع بعدة مواقع في حي المزة بالعاصمة السورية دمشق، قُتلوا على يد قوات الحكومة لاشتباهها بتقديمهم مساعدة للمتمردين في المنطقة، وفقاً لناشطين. واضافت أنها لا تستطيع تأكيد هذه التقارير مباشرة، لكنها تعكس نمطاً وثّقته في أماكن أخرى في سوريا شهدت مئات الحالات عن قيام أفراد من قوات الحكومة السورية والميليشيات الموالية لها بتصفية المقاتلين الأسرى عمداً. واشارت المنظمة إلى أنها تلقت مؤخراً اعداداً متزايدة من التقارير عن انتهاكات مماثلة ارتكبها افراد من جماعات المعارضة المسلحة السورية، ومن بينها أشرطة فيديو لأفراد يتعرضون للقتل دون محاكمة على أيدي هذه الجماعات.
وقالت آن هاريسون نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو الدولية إن المنظمة "دأبت على توثيق عمليات القتل غير القانونية التي ارتكبته القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها في سوريا منذ أشهر، ووجدت أبحاثنا الميدانية في شمال البلاد أن العشرات من الرجال والفتيان معظمهم لم يشاركوا في القتال تعرضوا للقتل دون محاكمة على أيدي القوات الحكومية وأفراد من ميليشيا الشبيحة، بعد فترة طويلة من قصف أحياء المدن والبلدات والقرى التي يُشتبه في أنها تؤوي مقاتلي المعارضة وأنصارها". واضافت هاريسون "حققنا أيضاً في تقارير تفيد بان أعضاء في جماعات المعارضة المسلحة كانت مسؤولة عن تصفية أفراد اعتقلتهم من أسر جنود وعناصر في قوات الأمن السورية وعمليات قتل غير قانونية، ويتعين على قادة جميع الأطراف عدم التسامح مع مثل هذه التجاوزات من قبل أي شخص تحت قيادتها".
المراقبون الدوليون
الأمم المتحدة اعلنت بلسان مساعد الامين العام للامم المتحدة لشؤون عمليات السلام هيرفيه لادسو امس ان نصف المراقبين الدوليين غادروا سوريا، موضحا ان تخفيض عدد افراد بعثة المراقبة يعني تقليصا في المهام الموكلة اليها بموجب تفويض من مجلس الامن الدولي.
وقال لادسو في مؤتمر صحافي في العاصمة السورية امس "طلب من نحو نصف المراقبين العسكريين المغادرة الى بلادهم". واضاف ان "تقليص البعثة في الوقت الحالي" يعني "تخفيضا في العدد وفي مواقع فرق المراقبين المنتشرة في المحافظات".
انشقاقات ديبلوماسية
في غضون ذلك، وفيما اكد مصدر قريب من السلطات السورية الاربعاء خبر انشقاق القائمة باعمال السفارة السورية في قبرص لمياء الحريري عن النظام السوري، ذكرت قناة "الجزيرة" امس ان السفير عبد اللطيف الدباغ الموجود خارج الامارات، انشق عن النظام السوري، من دون تفاصيل اضافية.
وطردت دول مجلس التعاون الخليجي في شباط الماضي سفراء النظام السوري لديها وطلبت منهم مغادرة اراضيها بشكل فوري.
وكان السفير السوري في العراق نواف الفارس في 11 تموز اعلن انشقاقه عن النظام، ولجأ الى قطر. وهو اول دبلوماسي بهذا المستوى يعلن انشقاقه منذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف آذار2011.
.. وانشقاقات عسكرية
في انطاكيا، قال ديبلوماسي في وزارة الخارجية التركية امس ان ضابطين سوريين برتبة لواء اجتازا اول من امس الحدود ولجأا الى تركيا، ليرتفع الى 27 عدد الضباط السوريين المنشقين الذين وصلوا الى الاراضي التركية.
ومنذ بداية الاحتجاجات على نظام الرئيس بشار الاسد في اذار 2011، انتقل مئات من العسكريين السوريين الى تركيا وشكلوا الجيش السوري الحر.
تركيا تغلق حدودها
تركيا أعلنت اغلاق معابرها الحدودية مع سوريا اعتبارا من يوم امس "لاسباب امنية"، بينما اكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية لوكالة فرانس برس ان القرار لن يؤثر على دخول اللاجئين السوريين.
واتت الخطوة التركية بعدما سيطر مقاتلون معارضون سوريون الاسبوع الماضي على بعض هذه المعابر من الجانب السوري.
وقال وزير الاقتصاد ظافر كاغليان امام وسائل الاعلام ان "عبور حمولاتنا الثقيلة الى تركيا بات مقفلا"، مؤكدا ان دخول السيارات السورية لشراء الحاجات والعودة الى بلادها او عبور الشاحنات القادمة من الخارج سيبقى متاحا. كما اكد وزير الاقتصاد ان القرار اتخذ "لضمان سلامة سائقي شاحناتنا".
ويشمل القرار كل الاتراك الراغبين في دخول سوريا، علما ان العبور من سوريا الى تركيا لن يتأثر.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية ل"فرانس برس"، طالبا عدم ذكر اسمه "اتخذنا هذا الاجراء لاسباب امنية من اجل مواطنينا"، مضيفا ان "اعادة فتح (المعابر) تتوقف على التطورات الميدانية".
واوضح المسؤول ان القرار يشمل المواطنين الاتراك. اما الاجانب الراغبون في العبور فسيترتب عليهم توقيع وثيقة تبلغهم بالمخاطر التي يواجهونها.
وهناك سبعة معابر على الحدود التركية السورية الممتدة على طول 877 كلم.
ويسيطر مقاتلون معارضون منذ الاسبوع الماضي على ثلاثة من المعابر السبعة من الجانب السوري وهي معابر باب الهوى والسلامة وجرابلس.
الى ذلك، بحث المسؤولون الاتراك امس انشطة "حزب العمال الكردستاني" في سوريا والذي قالت الصحافة التركية انه يسيطر على العديد من المناطق في شمال هذا البلد الذي يشهد نزاعا داميا.
وقال مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في بيان ان "التطورات الاخيرة في سوريا وانشطة المنظمة الارهابية الانفصالية في بلادنا وفي الدول المجاورة تم تناولها خلال الاجتماع" برئاسة اردوغان.
وذكرت وكالة انباء "الاناضول" ان رئيس اركان الجيش التركي الجنرال نجدت اوزيل ووزير الخارجية احمد داود اوغلو ووزير الداخلية ادريس نعيم شاهين ووزير الدفاع عصمت يلماز ورئيس الاستخبارات حقان فيدان شاركوا في الاجتماع الذي استمر اكثر من ساعتين. واضاف البيان "تمت مناقشة الاجراءات الاضافية الواجب اتخاذها على كل الصعد في ما يتصل بامننا القومي"، من دون توضيح هذه الاجراءات.
وتحدثت مقالات عدة نشرتها الصحافة التركية في الايام الاخيرة عن مناطق بات يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني او ذراعه السورية حزب الاتحاد الديموقراطي في شمال سوريا.
واتهمت الصحافة النظام السوري بانه سلم تلك المناطق للمتمردين الاكراد لتسهيل تحركهم داخل تركيا وتعزيز التطلعات الانفصالية لاكراد هذا البلد، علما ان انقرة تدعم المعارضين السوريين وتطالب بتنحي بشار الاسد.
ويمثل الاكراد نحو تسعة في المئة من السوريين البالغ عددهم 23 مليونا.
تحضيرات لتدخل دولي
في غضون ذلك، كشف تقرير أصدره المعهد الملكي للدراسات الأمنية والدفاعية (روسي) في لندن، امس، أن التخطيط لتدخل عسكري محتمل في سوريا يجري تنفيذه حالياً في عواصم غربية وتركيا والأردن.
وقال التقرير إن هذا التحرك "تم بدافع المخاوف من احتمال وقوع الأسلحة الكيماوية السورية في الأيدي الخطأ، ومنع الحرب الأهلية المتفاقمة في سوريا من الإنتقال إلى دول الجوار".
لكن التقرير استبعد احتمال القيام بغزو على نطاق كامل، مرجحاً "عملاً محدوداً لحماية المدنيين أو من أجل تأمين وتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية، يمكن أن يشمل أيضاً تسليح جماعات المعارضة السورية أو تجميع تحالف دولي من أجل العمل العسكري". واضاف أن الآثار الأوسع نطاقاً المترتبة على العنف داخل سوريا "تثير الآن قلق الدبلوماسيين أكثر من البؤس البشري داخل البلد، كما أن هذه الهموم تجعل الغرب يعيد النظر في استراتيجيته الراهنة بعدم التدخل".
واشار إلى أن مشكلة احتواء الأزمة في سوريا ومنعها من توسيع دائرة العنف وتفتيت الدول المجاورة واثارة حتى الغزوات عبر الحدود "هي الآن أكثر إلحاحاً من تخفيف حدة العنف داخل سوريا، بعد أن صارت مهيأة لتنافس بالوكالة".
واقترح التقرير المعهد الملكي بأن ايران وروسيا "قد تكونا مستعدتين لمحاولة القيام بتحرك داخلي محكم من خلال العمل على استبدال الرئيس بشار الأسد بشخصية سنية مفضَلة".
روسيا تنتقد الغرب
في موسكو، دان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس موقف الولايات المتحدة من المعارضة السورية معتبرا انه "تبرير للارهاب"، واتهم واشنطن بعدم ادانة الاعتداء الذي اودى بحياة اربعة مسؤولين امنيين في دمشق في 18 تموز.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي عن هذا التفجير انه "موقف رهيب". واضاف "انني اعجز عن ايجاد الكلمات للتعبير عن موقفنا في هذا الشأن. تبرير مباشر للارهاب".
وانتقد الوزير الروسي سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سوزان رايس، مؤكدا انها صرحت بعد اعتداء دمشق ان على مجلس الامن الدولي التصويت على قرار يفرض عقوبات على سوريا، وهو القرار الذي استخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) ضده.
كما دانت روسيا العقوبات الجديدة التي اقرها الاتحاد الاوروبي بحق سوريا وتنص على تعزيز اجراءات حظر الاسلحة التي تنقلها السفن والطائرات، معتبرة انها تشكل "حصارا".
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان تعقيبا على العقوبات الاوروبية الجديدة ان "الاجراءات التي اتخذها الاتحاد الاوروبي تعتبر في نهاية الامر حصارا جويا وبحريا".
واكدت روسيا معارضتها للعقوبات الاحادية الجانب معتبرة انها "غير مثمرة".
وقالت الوزارة ان مثل هذه العقوبات "لا تساهم في تطبيع الوضع في سوريا ولا تتطابق نصا وروحا مع خطة موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان".
الى ذلك، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، امس، إن موسكو تلقت من دمشق تطمينات بشأن أمن مخزوناتها من الأسلحة النووية، متهماً بعض الشركاء الغربيين بتسوية الأزمة السورية بدفع المعارضة الى مواصلة إراقة الدماء. وأضاف غاتيلوف بمقابلة مع وكالة "إيتارتاس" الروسية ان بلاده تتعامل بشكل بناء مع القيادة السورية لضمان حراسة المستودعات التي تخزن فيها الأسلحة الكيميائية. وقال "لقد تلقينا من دمشق تطمينات راسخة بأن أمن تلك المخزونات مضمون بالكامل".
إيران ولغة الحوار
وفي طهران، اعتبر وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي أن التفاهم والاتفاق بين الحكومة السورية والمعارضة، افضل السبل لحل الازمة السورية.
وقال صالحي في تصريحات للصحفيين امس، بثتها وكالة الانباء الايرانية (ارنا) "اننا على اتصال بالمعارضة السورية منذ نحو عام، وأعربنا عن استعدادنا لاستضافه اجتماع بين الحكومة والمعارضة السورية". واضاف "ان المعارضة السورية متشعبة، و تضم وجهات نظر مختلفة، ويمكن القول بانه ليس للمعارضة موقف موحد".
ونفى وزير الدفاع الايراني العميد احمدي وحيدي ما تروجه وسائل الاعلام الاجنبية عن وجود قوات ايرانية في سوريا.
ووصف وحيدي في تصريحات له مايتم تداوله في هذا الشأن بأنه محض كذب.
استراليا
في كانبيرا، اعتبر وزير الخارجية الأسترالي بوب كار امس، ان رئيس النظام السوري بشار الأسد يشكل العقبة الكبرى أمام وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل للأزمة في سوريا.
وقال كار، العائد من زيارة إلى الولايات المتحدة، في حديث إلى إذاعة "آي بي سي" الأسترالية: "لا أعتقد ان ثمة معلومات استخباراتية قوية لدينا حول المزاعم عن سيطرة الثوار على غالبية أنحاء سوريا.. ربما لدى الأميركيين مثل هذه المعلومات التي تبرر التفاؤل".
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، قنا، أ ش أ)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.