كثفت حكومة حزب الحرية والعدالة الإسلامية في أنقرة من نشاطها الرسمي باتجاه اليمن في مساع لتحجيم الأثر السلبي الذي تخلفه عمليات تهريب الأسلحة التركية للأراضي اليمنية والتي تواصلت خلال العامين الماضي والجاري بوتيرة متصاعدة وقوبلت باستياء وانتقادات واسعة في الصحافة ووسائل الإعلام اليمني ما جعل سفير أنقرةبصنعاء يخرج في تصريحات إعلامية الشهر الماضي اتهم خلالها الإعلام بالمبالغة وتضخيم الوقائع وأنه يغض الطرف عن تهريب مشابه من دول أخرى دون أم يسمها, هذا قبل أن يهون لاحقا من عمليات تهريب الأسلحة وقال إنها مجرد "ألعاب أطفال". وأعلنت السلطات التركية أكثر من مرة أنها تحقق في ملابسات شحنات الأسلحة المهربة لليمن ولم تعلن نتائج في اي من المرات التي اثيرت القضية بوصول شحنات جديدة مهربة عبر البحر.
وعززت حكومة طيب أردوغان علاقاتها واتصالاتها مع حكومة الوفاق التي تشكلت بصنعاء بموجب اتفاق التسوية السياسية (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة) عقب أحداث الأزمة السياسية التي شهدتها اليمن في 2011م وتترأسها المعارضة السابقة- إخوان اليمن -حزب الإصلاح- وبقية أحزاب تكتل اللقاء المشترك. وتحضى الشركات التركية بامتيازات لتعزيز حضورها واستثماراتها في اليمن في قطاعات الكهرباء والتعدين والمقاولات الإنشائية والمعمارية وغيرها, بالإضافة إلى زيادة حجم التبادل التجاري وارتفاع حجم المنتجات والصادرات التركية إلى السوق اليمنية.
وقال مسئول في الحكومة اليمنية, للمنتصف نت, إن "حكومة حزب الحرية والعدالة في تركيا سوف تضاعف من جهودها وتحركاتها باتجاه اليمن في ظل خسارتها لتحالفين ومركزين مهمين في كل من دمشق والقاهرة بالتتابع".
وفي السياق أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أن "وفدا امنيا تركيا رفيع المستوى سيصل إلى العاصمة صنعاء خلال الأيام القليلة القادمة في زيارة رسمية تستمر عدة أيام."
زيارة الوفد الأمني التركي المرتقبة لصنعاء هي الثانية لمسئولين حكوميين أتراك, وكانت سبقتها زيارة وفد تركي رفيع لصنعاء مطلع أغسطس الجاري برئاسة رئيس هيئة الجمارك بجمهورية تركيا جمالي سماقير الذي بحث مع القيادات في الحكومة اليمنية ملف الأسلحة التركية المهربة.
وقال وزير الدفاع اليمني خلال لقاءه بالمسئول والوفد التركي الزائر إن "تهريب الاسلحة التي ظهرت الى السطح مؤخراً بشكل كبير أضرت بمصالح اليمن وبعلاقاتها مع جيرانها." ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية أن اللقاء تطرق الى تنسيق الجهود "لمواجهة تهريب الاسلحة واتخاذ الاجراءات الصارمة ضد من يقومون بالتهريب ومن يقف وراءهم وكذا الشركات التي تتعامل معهم.".
وبالتزامن مع الزيارة مطلع أغسطس, قال خبير أمني للمنتصف نت إن اللقاء مع الوفد التركي ينسف حجج وتهويمات السفير التركي بصنعاء الذي حاول مؤخرا التقليل من خطورة وحجم شحنات تهريب الأسلحة إلى اليمن ومنها إلى دول الجوار. وكان السفير اعتبر شحنات الأسلحة مجرد "ألعاب أطفال" واتهم الإعلام بالتضخيم والمبالغة!
وعلى صلة بالزيارة المرتقبة قال مصدر أمنى رفيع المستوى بوزارة الداخلية اليمنية فى تصريح له "إن وفدا من وزارة الداخلية التركية الذي يرأسه السيد إسماعيل باش نائب المدير العام للشرطة الوطنية التركية سيصل فى زيارة رسمية لليمن لعقد مباحثات رسمية مع المسئولين في وزارة الداخلية اليمنية سيرأسها من جانب اليمن اللواء عبد الرحمن حنش وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن والشرطة ، وستتناول أوجه التعاون الأمني بين البلدين الشقيقين وقضايا أخرى ذات صلة بتطوير مجالات التعاون بين البلدين ، وبما يخدم أمن الشعبين الذين تربط بينهما وشائج الدين والتاريخ. كما سيقوم الوفد التركي أثناء الزيارة بالإطلاع على عدد من التجارب الشرطية في اليمن."
إلا أن ملف تهريب الأسلحة التركية سيتصدر جدول أعمال ومباحثات الوفد الأمني التركي لصنعاء, بحسب مراقبين.