"اكثر من نصف الطيارين العاملين في شركات الخطوط الجوية البريطانية ينامون في الجو" نتيجة الإرهاق والتعب وذلك وفقاً لاستطلاع جديد للرأي أجرته نقابة الطيارين التجاريين البريطانيين ونشرته صحيفة ال "اندبندت". وأشار الاستطلاع الى ان 49% من الطيارين اعتبروا ان التعب هو المهدد الاكبر لسلامة الرحلات الجوية مقارنة مع اي تهديد آخر، كما اعترف 56% من الطيارين البريطانيين انهم غفوا في قمرات القيادة، بينما اعترف 29% منهم انهم استيقظوا من نومهم ووجدوا الطيارين المساعدين لهم نائمين ايضاً. وكشف 43% من مجموع الطيارين المشاركين في الاستطلاع الذين يبلغ عددهم 500 طيار عن تعرض طائراتهم للخطر مرة واحدة على الاقل كل شهر بسبب التعب وذلك خلال الأشهر الستة الاخيرة. ويعتقد 31% من الطيارين التجاريين البريطانيين ان الشركات التي يعملون فيها لا تكترث بتعبهم، بينما يرى 51% منهم انهم يلقون دعماً من الرؤساء التنفيذيين في شركاتهم في حال رفضوا قيادة الطائرة بسبب التعب. ويأتي الاستطلاع نتيجة تزايد الحالات التي ينام فيها الطيارون خلال الرحلات الجوية، ففي آب الماضي تداولت وسائل الاعلام خبر نوم طيار ومساعده في نفس الوقت خلال احدى الرحلات الطويلة داخل بريطانيا. وكانت الطائرة تقل 325 راكباً، وبعد ان أقلعت الطائرة بساعتين، غاص الاثنان بالنوم وتركا قيادة الطائرة للطيار الآلي. وكان الطياران أقرّا بالواقعة أمام هيئة الطيران المدني، مبررين تصرفهما بانه يعود الى عدم منحهما فرصة للنوم أكثر من 5 ساعات خلال ساعات العمل الطويلة و الرحلات المتواصلة التي تستغرق حوالي 36 ساعة. لم يتم الافصاح عن اسم شركة الطيران التي حصلت فيها هذه الواقعة، كي لا يردع ذلك الطيارين الآخرين من الابلاغ عن المشاكل التي يواجهونها بسبب التعب. وكان خبير السلامة الجوية " دايفيد ليرمونت" قد صرح ان الطائرة مجهزة بطيار آلي، لكن الطيار وحده يستطيع السيطرة على الطائرة في حال حدوث أمر طارئ. مضيفاً انه يجب على الطيارين ان يكونوا حذرين دائماً، وان الخطورة الاكبر تكمن في حال غفا الطيار و استفاق فجأة حيث من الممكن ان يقوم بأي فعل بغير وعي خاصة اذا كان متعباً ويعاني من قلة النوم. في المقابل كشف استطلاع أجري الشهر الماضي على ألفي بالغ، أن 9 من بين كل 10 أشخاص يخافون من ركوب طائرة يقودها طيار لم ينم لمدة 22 ساعة.