بعد مرور ثلاثة أشهر من الحرب السادسة بين الجيش اليمني والحوثيين لا تزال الصورة غامضة لجهة حسم الحرب وكسب المعركة التي يخوضها الجيش ضد المسلحين في كل من صعدة وعمران، خاصة أن التطورات الأخيرة على جبهة الحدود اليمنية السعودية بدأت تلقي بظلالها على الوضع الميداني برمته. ونقلت جريدة "الخليج" الإماراتية عن العقيد عسكر زعيل المتحدث باسم الجيش قوله:" إن الجيش يحقق تقدماً كبيراً في مختلف جبهات القتال التي يشنها ضد الحوثيين" ، مؤكداً أنه تمكن من إلحاق هزائم كبيرة بهم في المحاور كافة، شارحاً طبيعة المواجهات بين الجيش ورجال القبائل من جهة والحوثيين من جهة أخرى . واتهم زعيل عناصر الحوثي بالسعي إلى إقحام السعودية في حرب إقليمية وفقا لأجندة تدعمها جهة إقليمية كبرى، مشيرا إلى أن ثمة دعم إيراني سخي يقف وراء استمرار تمرد الحوثيين لست سنوات متتالية . وكشف المتحدث أن القوات اليمنية والسعودية تعمل كفريق واحد في مواجهة الحوثيين، وأن تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة تستهدف مراكز تمركز أتباع الحوثي أمر وارد، مع مراعاة عدم المساس بضوابط السيادة والحدود. وأشار إلى عثور الجيش اليمني خلال المعارك المسلحة مع أتباع الحوثي على ذخائر وقذائف "هاون" يعتقد أنها صنعت في إيران، منوها بوجود أعداد محدودة من الصوماليين يستخدمهم الحوثيون في حفر الخنادق والمتاريس مقابل أجور يومية. وبين أن الجيش اليمني يسيطر على الوضع في محاور القتال الأربعة وهي حرف سفيان والملاحيظ ومدينة صعدة وضواحيها، والمحور الرابع باتجاه "علب وباقم”، وأن الحوثيين يتواجدون في منطقة ضحيان ما بعد الطلح وباتجاه منطقة غيمان من الناحية الشمالية الغربية، كما يتواجدون في مناطق "ساقين" و"حيدان"، بشكل جماعات متفرقة أدناها تتألف من عشرة أشخاص، كما بين أن الجيش يسيطر على جبهة “الملاحيظ” حتى بداية منطقة جبل الدخان. وأكد المتحدث أن الحوثيين محاصرون ويتمركزون في مناطق "مخنوقة" والطرق مقطوعة عنهم، "بعد استخدام حرب العصابات معهم". وأشار زعيل إلى أن هناك تمرداً داخل الجماعة الحوثية، ما دفعهم إلى داخل الحدود، وأكد أن قتالاً عنيفاً اندلع قبل أيام بين مجاميع مسلحة من أتباع الحوثي حيث نصب بعضهم كمينا للبعض الآخر في منطقة خط الطلح ضحيان، وسقط خلال المواجهات قتيلان وعدد من الجرحى، ودفع ذلك القيادة الحوثية إلى استبدال قيادات كانت تساندها منذ بداية التمرد. وأضاف أن أبناء صعدة ينقسمون في مواقفهم من الحرب الحالية والحروب الخمس السابقة، ما بين داعم للحكومة وداعم للحوثيين وحيادي. ونفى وجود خلافات داخل وحدات الجيش، وأكد أن القوات المسلحة تقاتل جميعها جنبا إلى جنب ، مؤكدا أنه لا مجال الآن للتسوية السياسية، وأن أية تسوية سيكون لها انعكاسات، ليس فقط على الجيش، وإنما على الشعب اليمني ، واتهم الحوثيين بإفشال كل محاولات التسوية للصراع.