قال الإمام اليمني انور العولقي في أول مقابلة صحافية له بعد مذبحة "فورت هود" التي نفذها الطبيب الفلسطيني الأصل الميجور نضال مالك حسن في قاعدة امريكية بولاية بتكساس يوم 5 نوفمبر/ تشرين الثاني، واسفرت عن مقتل 13 مجندا أمريكيا، إنه لم يأمر أو يضغط على نضال لإلحاق الضرر بأمريكيين، لكنه كان يعتبر نفسه موضع ثقة الطبيب النفسي. وحسبما ذكرت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية نقلا عن "واشنطن بوست" الأمريكية، فقد كشف العولقي، الذي تشتبه السلطات الأمريكية في انه ينتمي الى تنظيم القاعدة، عن علمه بعدم ارتياح نضال للاستمرار بالجيش الأمريكي وذلك عن طريق رسائل البريد الإلكتروني التي بعث بها إليه. وقال الإمام الهارب من أمريكا إلى اليمن قبل حوالي 6 سنوات، إنه لعب دورا في تديّن نضال قبل ثماني سنوات عندما استمع إليه في محاضرة له في مسجد دارة الهجرة بشمال فيرجينيا، مضيفا إن نضال وثق به، وإنهما تبادلا المراسلات الإلكترونية خلال العام الماضي. ووصف العولقي نضال "بالبطل"، وعلل ذلك بالقول: "إنه بارك العمل الذي قام به لأنه كان ضد هدف عسكري وأن الجنود الذين قُتلوا لم يكونوا جنودا عاديين بل كانوا جنودا مدربين ويستعدون للذهاب إلى أفغانستانوالعراق". كما وصف نضال بأنه مسلم ملتزم، شغوف بتطبيق الشريعة الإسلامية. وقال إن "نضال كان يتساءل في رسائله إليه عن التدخل الأميركي في العراقوأفغانستان، وغالبا ما كان يستشهد بأدلة من الشريعة الإسلامية على ضرورة مواجهة تقوم به أميركا". وقال العولقي إن نضال تواصل معه للمرة الأولى إلكترونيا في 17 ديسمبر 2008. وقرأ ما كتبه نضال له في الرسالة الأولى التي قال له فيها "هل تتذكرني؟ لقد اعتدت أن أصلي معك في مسجد فيرجينيا". واضاف إنه لم يُبدِ اهتماما في أول الأمر بالرد على الرسالة، لكن نضال أرسل إليه رسالة ثانية وثالثة، "حينها بدأت أتذكره". وكان نضال يعتبره موضع ثقة فيقول العولقي: "كان من الواضح من رسائله أن نضال يثق بي فقد كتب لي: إنني أتحدث معك في قضايا لم أتحدث فيها إلى شخص آخر مطلقا". وتابع لمراسل ال ""واشنطن بوست": "إن نضال أخبره أنه صار مسلما متدينا في أثناء خطب العولقي في مسجد دار الهجرة عامي 2001 و2002، وقد يكون تأثر بإحدى خطبي". ورد العولقي على رسالتين أو ثلاث لنضال من بين عشر رسائل أو نحو ذلك بعث الأخير بها إليه. ورفض العولقي الإفصاح عما قاله لنضال، وشجب السلوك المتناقض للمسلمين الذين أدانوا نضال بالقول: "لقد خذلوه، يقولون إن الجنود الأميركيين في العراقوأفغانستان يجب أن يُقتلوا، إذن كيف لهم أن يقولوا إن الجنود الأمريكيين يجب أن لا يُقتلوا في الوقت الذي يستعدون فيه للذهاب إلى العراقوأفغانستان؟". يذكر ان الإمام العولقي، المولود في ولاية نيومكسيكو، عمل من قِبل في مسجدين كان يتردد عليهما ثلاثة من منفذي اعتداءات هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، هما مسجد دار الهجرة في فيرجينيا وآخر في كاليفورنيا. ويجيد العولقي، الذي يعيش أواخر العقد الرابع من عمره بمنزله في محافظة شبوةجنوب اليمن، اللغة العربية، وكانت السلطات الأمريكية قد اتهمته بالعمل مع تنظيم القاعدة في الخليج العربي بعدما اعتُقل في اليمن منتصف عام 2006 حيث تعود جذوره إلى هناك بناء على طلب من السلطات الأمريكية ثم أطلق سراحه في ديسمبر/كانون الأول عام 2007. ودفعت آراء العولقي المثيرة للجدل سلطات مكافحة الإرهاب إلى تصنيف العولقي بأحد منظّري وداعمي القاعدة الذين يتحدثون اللغة الإنجليزية، كما أثارت انتقادات رجال الدين الآخرين مثل الداعية الإسلامي الشهير الشيخ سلمان العودة الذي قال في مقابلة الأسبوع الماضي إن المذبحة التي وقعت في فورت هود غير مبررة وغير عقلانية وغير مسؤولة لأنها ستتسبب في حدوث عواقب وخيمة ضد المسلمين في أوروبا والولايات المتحدة. وكتب العولقي على موقعه على الإنترنت: "الحرب ضد الجيش الأميركي فريضة إسلامية، والطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها للمسلم أن يبرر خدمته في الجيش الأميركي هي أن يحذو حذو نضال".