يرى مراقبون للأزمة القائمة بين جماعة الحوثيين والجيش اليمني في شمال البلاد ان الامور قد تتحول الى توتر اقليمي بعد دخول اطراف خارجية كالسعودية وايران على خط الازمة.وفيما يحاول الحوثيون الترويج لوجهة نظرهم القائلة بانهم ثاروا ضد الفساد الحكومي بالدرجة الاولى وضد تحالف بلادهم مع الولاياتالمتحدة ، الا ان صنعاء تتهمهم بالمقابل بالسعي لعودة حكم دولة الإمامة الزيدية الذي أطاحت به الثورة الجمهورية عام ,1962 ويعتقد مراقبون ان المناوشات بين المتمردين الحوثيين والقوات السعودية على طول الحدود بين بين البلدين تهدد بتحويل الصراع الإقليمي إلى أزمة إقليمية حيث تتواتر تقارير منذ فترة طويلة بأن إيران تدعم المتمردين في المقابل.وسبق لعدد من القيادات الايرانية الادلاء بتصريحات ساهمت في توتير الاجواء من قبيل وصف الجنرال حسن فيروز ابادي رئيس الاركان الايراني في حديثه لوكالة الانباء الايرانية (ارنا) في 18 تشرين الثاني الهجمات السعودية بانها ارهاب دولة.بموازاة ذلك يتهم المسئولون اليمنيون ايران بدعم المتمردين الحوثيين حيث صودرت في تشرين أول الماضي سفينة إيرانية قالت وسائل إعلام محلية يمنية أنها كانت تحمل أسلحة للمتمردين.وفي حين تنفي طهران تلك الاتهامات ، فإنها تتخذ ، بحسب مراقبين يمنيين ، مواقف وخطوات تؤكد تعاطفها المطلق مع الحوثيين وهو الأمر الذي أدى إلى تأزم علاقات البلدين. غير ان رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني قال في تصريحات سابقة "إن إيران تساند الحكومة اليمنية وشعبها وتقدر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح" ، موضحا ان المشكلة لدى طهران تكمن على حد تعبيره بتدخل الإخوة السعوديين في قضية اليمن".يقول المحلل السياسي سعيد ثابت سعيد "ايران ستحاول الاستفادة من المواجهة بين القوات السعودية والحوثيين في تحقيق طموحاتها في الوصول إلى موطأ قدم على البحر الاحمر". ويرى سعيد ان لايران مآرب استراتيجية أخرى من دعم المجموعة الشيعية المسلحة وهى السيطرة على مناطق على أبواب السعودية.الى ذلك أكدت مصادر يمنية أن صنعاء "لا تزال على موقفها المنزعج من الموقف الإيراني الداعم بصور شتى للمتمردين الحوثيين في شمال اليمن". وأشارت المصادر في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته امس إلى أن القيادة اليمنية "تدرس الرد على إيران ومواقفها ، رغم أنها تجد أن ما يصدر عن بعض المسؤولين الإيرانيين لا يستحق الرد".من جانب آخر اعتبر الصليب الاحمر ان المأساة الانسانية في شمال اليمن تتفاقم ، وقالت رباب الرفاعي من اللجنة الدولية للصليب الاحمر "الموقف الانساني مازال يتدهور". واضافت ان محافظة صعدة في الشمال ، وهى المنطقة التي تضررت من القتال بين المتمردين الحوثيين الشيعة والقوات الحكومية ، لاتزال مضطربة.ووفقا لتقديرات الاممالمتحدة التقريبية ، فان هناك نحو 150 الف شخص تشردوا جراء القتال وان كثيرين يقيمون في مخيمات اللاجئين او في المناطق المحيطة بها.وفي اخر تطورات الاوضاع الميدانية لقي شخصان حتفهما وجرح 10 آخرون امس في انفجارين بموقع كان الطيران اليمني قصفه الخميس الماضي بمديرية المحفد ، بمحافظة أبين ، في جنوب اليمن. وقال شهود عيان "وقع الانفجاران أثناء وجود مدنيين في منطقة المعجلة بمديرية المحفد لتفقد منطقة الغارة التي شنتها القوات اليمنية ، والتي استهدفت مخيم تدريب تابعا لتنظيم القاعدة".