بيتُك تم استلامُه كما هو، وضيوفك من جنود أنصارِ الله كانوا فيه يحرسونَه فقط، لكي لا يعتدي عليه أي طرفٍ ثالثٍ ثم ينسب إليهم ذلك الاعتداء.. ولم يستخدموا منه سوى مجلس الاستقبال في الدور الأول .. وقد وصلتُ إليهم في الصباح الباكر ورحّبتُ بهم بالنيابةِ عنك وأبلغتهم السلام منك وقلتُ لهم أنهم ضيوفٌ عليكِ، مع العلمِ أنهم جميعاً يحبونكِ حبّاً جمّاً ويفتخرون بك، وأحدُهم قالَ لي أنه أطلق (ثلاثة قرون) من الرصاص في قريتِه فرَحاً بسماعِه بخبر حصولك على جائزة نوبل في يومٍ لا ينساه.. اطمئنّي إذاً.. إنهم إخوتكِ وحسبُ،كانَ موقعهم القتالي في المكان الاستراتيجي المطلّ على جامعة الإيمان الذي فيهِ بيتُك، وحينَ علموا أنه بيتُ توكّل كرمان، تكفلوا بحمايتِه ولم يجدوا حرجاً من النوم في مجلسِه المعزول عن البيت في الدورِ الأول، ليقينِهم أنك حينَ تعلمينَ بهدفِهم الشريف بحراسة البيت، فلنْ يسوءكِ ذلك، يقيناً منهم بكَرمِ أخلاقك وطيبِ معدنك.. وقد قمتُ بتفقد البيت كاملاً، ولم أجده ينقصه شيْء سوى خمسة أشياء غاليةٍ لا تقدّرُ بثَمنٍ، ألا وهي أنتِ وزوجُكِ وابنتاكِ ولاء وعلياء وولدكِ إبراهيم، ولا أخفيكِ سرّاً أنني وبعد 7 أشهر من عدم رؤيتكم والتقائكم في بيتِك، شعرتُ بكل الشوقِ المتراكم لرؤيتِكم فيه.. اعلمي يا شقيقتي أن النصرَ الذي ختمَ به عبدالملك ثورتَنا، أنتِ التي ابتدأْتِه، ولولا تلك البداية لما كانت هذه النهاية، فلا تعتبريه منتصراً عليكِ وإنما شريكاً لك في النصر، فلترجعي إلى بيتك وبلدك وكوني الشريكةَ في البناء كما كنت الشريكةَ في الثورة..