يتذكر"مراد ابو عاطف" بفخر, مشاركات كثيرة توشح فيها علم اليمن معتلياً منصات التتويج في بطولات ألعاب القوى. مع ذلك بدا مستسلماً ويائساً من محاولات أخرى, لمواصلة مشواره الرياضي الذي بدأه في سنوات مبكرة من عمرة. هوايته أنسته إن الرياضة في اليمن "لا يمكن ان تكون مصدر رزق" وهذه حقيقة عرفها متأخرا, لذا لا ريب أن يلجأ الآن إلى بيع سلعة اعتبرها إلى قبل سنه ونصف من الآن"عدو الرياضة"، "لم أجد أمامي إلا مهنة (بائع قات-المقواته) لتأمين مصدر رزق استطيع من خلاله توفير متطلبات أسرتي". يقول عاطف ل"المصدر أونلاين" ذلك مبرراً إنصرافه إلى مهنة بيع القات على مدخل مدينة ذمار. رغم ذلك إلا إنه يصر على أنه مازال يحن إلى ماضية. "على الدولة ان تكثف جهودها من اجل رعاية الشباب والرياضيين وتقدم لهم الدعم الكافي خلال ميسرتهم الرياضية و توفر لهم العمل بعد توقفهم عن ممارستها, كنوع من المكافئة" هذه هي نصيحة الرياضي السابق مراد أبو عاطف يوجهها للدولة بدون اكتراث بالعمل بها أم لا, لكنه يؤمن إن الاحتمال الأخير هو القائم اليوم. ويضيف في حديثه متحسراً "يرمى اللاعب إلى الشارع بدون تأمين مصدر رزق بعد سنوات من ممارسته للعبة وحصده مراكز متقدمة". 11عاماً هي عمره الرياضي و162 مشاركة محلية, و13 مشاركة خارجية, والعشرات من الميداليات الملونة "ذهبية, فضية, برونزية" تلك هي حصيلة بطل نصف ماراثون صنعاء الدولي في عامين (2003فردي, و2004فردي), والحاصل على الترتيب الثمانين في بطولة العالم لألعاب القوى "اختراق ضاحية" في عام 2005م, انتزع ذلك الترتيب من بين 583 مشارك. أخر بطولة شارك بها "مراد ابوعاطف" كانت في عام 2007م, عندما انتزع ذهبية اختراق الضاحية(12كم) في مملكة البحرين, من بين 16 دولة مشاركة في البطولة. يعتبر نفسه محظوظاً إلى حد بعيد انه أكمل دراسته الجامعية ليحصل من جامعة صنعاء "كلية التربية البدنية" في عام 2007م, على شهادة البكالوريوس تخصص"كرة قدم إدارة وتنظيم". فضلاً عن دخوله برامج لإعداده كبطل في العاب القوى كمتسابق مسافات طويلة, ولاعب منتخب ايضاً في المسافات الطولية, ومدرباً في محافظته للعبة المبارزة. لم يكن كأغلب رفاق دربه الرياضي يهتمون بتحقيق الانجازات الرياضية في مقابل إهمال تحقيق النجاح الدراسي. لكنه مع ذلك لم يحظ بأي وظيفة حتى الآن، سوى أنه وجد نفسه في أحد أسواق مدينة ذمار يبيع القات. رصدت درجات وظيفية لثمانية رياضيين جامعيين من محافظة ذمار أحدهم عاطف إلى مكتب التربية كما يقول ابوعاطف, لكنهم حرموا منها رغم أنها نزلت بأسمائهم، وجاء قرار الحرمان بتوجيهات من محافظ محافظة ذمار يحيى العمري، بدون أن يعرفوا لماذا حتى اليوم؟ أبو عاطف يستطيع سرد ما وصفها "مآسي الرياضة اليمنية" بدون تحرج, معتبراً حاضر الرياضة لا يسر ولا يمكن تحقيق إنجاز والوضع هذا هو حاله. ويتحدث عن"اختفاء لاعبين من الناشئين بعد مشاهدتهم أبرز الرياضيين مرميين في الشارع". الرجل الآن لا يطلب الكثير، سوى توظيفه والاهتمام بالرياضة والرياضيين خاصة رياضيو الألعاب الفردية.