كشفت مصادر صحفية عن نص الرسالة التي بعث بها الرئيس الأمريكي باراك اوباما الى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحذّره فيها من أن رفضه الانتقال الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل الشهر المقبل ستكون له تبعات على العلاقات الأمريكية - الفلسطينية، فضلا عن عدم مساعدة الادارة الأمريكية في تمديد فترة وقف الاستيطان في أراضي الضفة الغربية وذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية ان اوباما هدد في رسالته عباس بأنه لن يقبل رفض طلبه الانتقال الى المفاوضات المباشرة، ولوّح له ب "العصا والجزرة"، فالرسالة تحمل تهديدات وتحذيرات واضحة من ناحية، ومن ناحية اخرى تحمل "حوافز" لعباس والسلطة الفلسطينية. وذكرت الصحيفة أن الرسالة تتألف من 16 بندا تراوحت بين "الترهيب والترغيب". وحسب المصادر، جاء في البند الأول من الرسالة انه "آن آوان التوجه الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، وفي البند الثاني ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أصبح جاهزا للانتقال الى المفاوضات المباشرة في أعقاب اللقاء الذي عقده معه اخيرا. وفي البند الثالث ان اوباما لن يقبل إطلاقا رفض اقتراحه الانتقال الى المفاوضات المباشرة، وأنه ستكون هناك تبعات لهذا الرفض تتمثل في انعدام الثقة في الرئيس عباس والجانب الفلسطيني، ما يعني تبعات اخرى على العلاقات الأمريكية - الفلسطينية"، فضلاً عن أن اوباما (البند الرابع) لن يقبل بالتوجه الى الأممالمتحدة، بديلا من الانتقال الى المفاوضات المباشرة، في اشارة الى رفض واضح لاقتراح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الطلب من مجلس الأمن تحديد مرجعية للمفاوضات على أساس العودة الى حدود ما قبل الرابع من حزيران عام 1967 في حال رفض نتنياهو الاحتكام لهذه المرجعية. واوضحت المصادر أن البند الخامس اشار الى ان "اوباما والادارة الأمريكية سيعملان على اقناع الدول العربية على المساعدة في اتخاذ قرار بالتوجه الى المفاوضات المباشرة، وهو الأمر الذي تم بسهولة ويسر خلال اجتماع لجنة المتابعة العربية في اجتماعها الذي عقدته في مقر الجامعة العربية في القاهرة أول من أمس، علاوة على أن اوباما (البند 6) سيسعى الى الحصول على دعم الاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي للانتقال الى هذه المفاوضات. وحسب المصادر، جاء في البند السابع من الرسالة أن اوباما وهو الرئيس الأمريكي الأكثر التزاما اقامة الدولة الفلسطينية، سيساعد الفلسطينيين على اقامتها في حال توجهوا الى المفاوضات المباشرة بناء على طلبه، لكنه (البند الثامن) لن يقدم أي مساعدة في حال الرفض. وفي البند التاسع، جاء أن الادارة الحالية تمكنت من خفض وتيرة الاستيطان في مدينة القدس الشرقية المحتلةوالضفة الغربية خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر من أي وقت مضى، كما جاء في البند العاشر انه في حال توجهتم للمفاوضات المباشرة، ستمدد الادارة تجميد الاستيطان، وفي حال الرفض ستكون مساعدتها في هذا الشأن محدودة جدا. والبند 11 يقول إن الادارة تتوقع أن تتعامل المفاوضات مع الأراضي المحتلة عام 1967، وأن المفاوضات ستشمل القدس الشرقية وغور الأردن والبحر الميت وقطاع غزة والأراضي الحرام. وتضيف المصادر ان الرسالة في بندها ال 12 تضيف ان اوباما يتوقع أن تبدأ المفاوضات المباشرة مطلع الشهر المقبل، وفي البند 13، يرى ان الوقت وقت الانتقال الى المفاوضات المباشرة، وليس التردد، بل وقت الشجاعة والقيادة، ويتوقع رد الرئيس عباس الايجابي. وفي البند 14 تتحدث الرسالة عن أن الادارة الأمريكية ستستمر في اعتبار أي عمل قد يسهم في هدم الثقة عملا استفزازيا سيتحمل الطرف الذي يرتكبه مسئوليته. أما البندان الاخيران في الرسالة (15 و16)، فيتعلقان بالحكومة الاسرائيلية والتزاماتها، اذ ترى الادارة أن طلب الرئيس عباس "رفع الحصار عن قطاع غزة قد تحقق في شكل كبير، اضافة الى أن الحكومة الاسرائيلية ستتخذ مجموعة من خطوات بناء الثقة في المستقبل". الموعد المناسب وكان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم قد اعلنا في مؤتمر صحفي الخميس عقب انتهاء اجتماع لجنة مبادرة السلامة العربية ان الجامعة وافقت من "حيث المبدأ" على المحادثات الفلسطينية المباشرة مع اسرائيل. وردا على سؤال عما اذا كانت الجامعة العربية ستؤيد المحادثات المباشرة، قال: "ان هناك بطبيعة الحال اتفاقا لكنه اتفاق من حيث المبدأ" على ما سيشمله النقاش واسلوب المفاوضات المباشرة. وتركت لجنة مبادرة السلام الباب للرئيس الفلسطيني لتحديد الموعد المناسب للعودة للمفاوضات المباشرة ، واضاف ان اتخاذ قرار اجراء محادثات مباشرة من شأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفقا لما يراه مناسبا. وقال موسى انه تمت مناقشة مقترح تقدمت به سلطنة عمان لوضع اطار زمني لتقييم المفاوضات لا يتعدى ستة اشهر. مضيفا: "ان مجلس وزراء الخارجية العرب سيجتمع في 17 من سبتمبر/ ايلول القادم لتقييم القضية برمتها، آخذا في الاعتبار التطورات التي ستحدث منذ الآن حتى ذلك التاريخ". ومن جانبها وصفت الولاياتالمتحدة موقف الجامعة العربية من المفاوضات المباشرة بأنه "مشجع"، وذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية الامريكية فيليب كراولي. وكان مسئول عربي شارك في الاجتماع قد اعلن ان اللجنة العربية قررت توجيه رسالة الى الرئيس الامريكي باراك اوباما لاستيضاح امكانية تطبيق رؤيته لعملية السلام في الشرق الاوسط. يذكر ان الرئيس الفلسطيني يشترط وقف البناء الاستيطاني في القدس الشرقية والضفة الغربية لاستئناف المفاوضات المباشرة وكانت اسرائيل اعلنت تحت ضغط الولاياتالمتحدة تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لمهلة محددة تنتهي في سبتمبر/ أيلول. ويرفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يترأس تحالفا يمينيا حاكما تقديم اي تنازلات او اي شروط مسبقة للمفاوضات.واستبعد تمديد التجميد الموقت للبناء الاستيطاني في مستوطنات الضفة الغربية الذي اعلنه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 تحت ضغط واشنطن وينتهي في 26 سبتمبر /ايلول. واكد نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سيلفان شالوم الأربعاء ان الشروط التي وضعها رئيس السلطة الفلسطينية لتحريك المفاوضات المباشرة مع إسرائيل "يستحيل" قبولها. وكان عباس قد علق المفاوضات مع اسرائيل بعد هجومها الواسع على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس في ديسمبر / كانون الأول 2008. ويرغب رئيس السلطة الفلسطينية استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها المحادثات التي جرت في عهد رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت.